الخبر الأساسي: عارضة الأزياء الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية جيجي حديد (25 عاماً) حامل بمولودتها الأولى من حبيبها الموسيقي البريطاني الباكستاني الأصل زين مالك (27 عاماً)، منذ 5 أشهر، وفق ما ورد في موقع TMZ المختص بأخبار المشاهير، مساء 28 أبريل/نيسان الجاري.
تزامناً مع هذا، ظهر رجل الأعمال محمد حديد في حوار مع قناة الجديد اللبنانية عبر خاصيّة البث المباشر على انستغرام، في 29 أبريل/نيسان، قال فيه إنه لا يكشف للإعلام عن الشؤون العائلية عادةً، وإنه لم يتحدث مع جيجي بعد، ولا يعلم صحة الخبر، ولكن إن كان الأمر كذلك، فسيكون فرِحاً من أجلها، فيما أكدت زوجته عارضة الأزياء الهولندية الأمريكية يولاندا حمل ابنتها.
وقال حديد أيضاً إنه يصوم 90% من شهر رمضان عادةً، وإن أفراد عائلته - بمن فيهم جيجي - تصوم حالياً، مضيفاً: "جميعهم مسلمون"، وكأنه يردّ على شكوك بعض روّاد تويتر حول ديانة جيجي عقب حملها خارج إطار الزواج، وهو ما يُخالف الشريعة الإسلامية.
وتحدث حديد بلغة عربية ركيكة عن أصوله الفلسطينية بالقول: "على كل فلسطيني تذكير محيطه بأنه من فلسطين لئلا تُنسى".
كان لخبر حمل جيجي أبعاد مختلفة بعض الشيء، عربياً. لقد فتح باباً لخلط الأمور بعضها ببعض، ولرمي اتهامات بناءً على لا شيء. فمما قيل:
- "والكضية (أي القضية) يا جيجي شلون بعتيها ورضيتي بطفل زنا؟"
- "جيجي حديد حامل من أجل الكضية".
- "مبروك عليكم فلسطز (أي فلسطين). بنتكم جيجي حديد بتجيب لكم ولد زنا".
"تأتي التعليقات هذه في سياق حملة بدأت بالظهور بشكل علني، وهي أشبه باغتيال معنوي لشخصية الفلسطيني ورسمه كشخص لا أخلاقي وخائن وبائع القضية لتسهيل تمرير الصفقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات".
اغتيال معنوي لشخصية الفلسطيني
تعليقاً على هذا، قالت الناشطة النسوية الفلسطينية سارة قدورة لرصيف22 إن "التعليقات ليست غريبة في السياق الحالي: نظام أبوي يرى هذه العلاقة غير شرعية وتالياً لا أخلاقية، ويعمم اللاأخلاقية على شعب كامل يقع دائماً ضحية تعميمات بسبب موقعه السياسي".
وتابعت أن هذه التعليقات تأتي "في سياق حملة بدأت بالظهور بشكل علني وهي أشبه باغتيال معنوي لشخصية الفلسطيني ورسمه كشخص لا أخلاقي وخائن وبائع القضية، لتسهيل تمرير الصفقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات، علماً أن معظم أنظمة البلاد العربية، خاصة الخليجية، متصالحة مع الاحتلال والأنظمة التي تخدم مصالحها الاقتصادية".
وقالت في حديثها: "الأنظمة العربية كانت تعامل الشعب الفلسطيني ضحية دائماً، وتستخدم هذه المعاناة لأغراض سياسية، وهذا أضرنا كثيراً. الأخبار ترسم الفلسطيني بحالة حرب بالمعنى التقليدي، وهذا أكبر خطأ. من المفترض أن تصل الصورة بتعقيداتها. هناك إمبريالية في المنطقة منذ أكثر من 100 سنة، وغالبية الشعوب لا تُباد بالطريقة التقليدية (قتل)".
وقالت: "الشعوب تتعايش، وحياتها أبعد من الأبيض والأسود"، لافتة إلى أن العيش بشكل شبه طبيعي لا يلغي أن هناك اعتقالاً وترهيباً وأسرلة وقضاء على الثقافة الأصلية، ورقابة وحواجز وتخويف.
وعن ربط الإنجاب خارج إطار زواج ببيع القضية الفلسطينية، تقول قدورة: "الإنجاب دون زواج يعتبر في منطقتنا غير شرعي، وخارج المنظومة الشرعية الوحيدة للعائلة، وبالتالي لا أخلاقي. وأسهل طريقة لكسر صورة المقاوم هي المسّ بلا أخلاقياته".
ولفتت إلى أنه لا يتم تقبل فكرة أن تكون للشخص مقاومة في مكان ما، وأخلاقيات مختلفة في مكان آخر. وختمت: "جيجي حديد مسيسة بعض الشيء، ولكنها تمثل نفسها وطبقة معينة من الفلسطينيين. تعميم ظروفها وخياراتها على جميع الفلسطينيين هو محاولة لكسر صورة الشعب المقاوم الواحد".
"جيجي حديد مسيسة بعض الشيء، ولكنها تمثل نفسها وطبقة معينة من الفلسطينيين. تعميم ظروفها وخياراتها على جميع الفلسطينيين هو محاولة لكسر صورة الشعب المقاوم الواحد".
"فشختوا المنطق"
كذلك قالت الناشطة النسوية الفلسطينية حنان أبو ناصر لرصيف22 إنها "كفلسطينية، ترفض ربط أي شيء متعلق بحياة الناس الخاصة بقضية نضالنا كشعب ضد المشروع الصهيوني".
وتابعت: "بصراحة لا أفهم ربط تفاصيل كعلاقات عاطفية أو زواج أو حمل أو غيره بالقضية الفلسطينية. أي شخص يستخدم كلمات كـ'الكضية' أو 'فلسطيز' من باب السخرية ومحاولة لتشويه صورة الفلسطيني لا يستحق الردّ".
وأشارت إلى أنها أطلقت مجموعة "طالعات" الفلسطيية شعار "لا وطن حر إلا بامرأة حرة" لتسليط الضوء على هموم نساء فلسطين والتأكيد أن "نضالنا من أجل الحرية لا يتعارض مع النضال الشعبي الجمعي ضد الاحتلال"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن جيجي قد لا تكون "أنسب" شخصية للحديث عن "لا وطن حر إلا بامرأة حرة" لأن المقصود في هذا الحراك هو النساء في المجتمعات الفلسطينية، وتحديداً في فلسطين.
وتابعت: "لا أعرف إلى أي مدى يصل ارتباط جيجي بفلسطين، ولا إذا كانت على دراية بالنساء اللواتي يُقتلن بذريعة الشرف".
وتعليقاً على ربط قضايا كالعلاقات خارج إطار الزواج أو الحمل بدون زواج بالقضية الفلسطينية، قالت: "فشختوا المنطق".
وختمت: "النضال هو ضد المشروع الصهيوني وأيضاً ضد الرجعية العربية التي تعتبرها أحد معوقات نضالنا ضد الاحتلال".
وتُطلِق جيجي بين فينة وأخرى منشورات تتعلق بفلسطين، والمطبخ الفلسطيني وبحبّها للصعتر (الزعتر). قالت في أحدها: "قلتها من قبل وسأقولها مرة أخرى. بالنسبة لي الأمر لا يتعلق بدين أو تفضيل طرف على آخر، الأمر يتعلق بالجشع. الحرية لفلسطين والحرية لغزة"، بعد أن ارتفع عدد شهداء مسيرات العودة مع حلول ذكرى النكبة عام 2018.
من ناحية أخرى، كانت قد اتُهمت باستغلال الهوية الفلسطينية في الوقت الذي "لا تُحارب" فيه من أجل شعبها، وهذا عقب ظهورها في غلاف مجلة "Vogue Arabia".
وُلد والدها في الناصرة عام 1948، قبل أن تفر عائلته إلى سوريا حينما كان عمره 18 شهراً، ومن ثم إلى الولايات المتحدة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...