"تباً للنظام الأبوي. أريده أن يخاف الحركة النسوية"، عبارة تكررها الصحافية والناشطة النسوية المصرية الأمريكية منى الطحاوي (52 عاماً) على نحو شبه يومي على تويتر، مجددةً قولها في مقابلة معها يوم 26 أيلول/سبتمبر على شبكة بي بي أس وقناة سي أن أن الأمريكيتين، تحدثت خلالها عن كتابها "The Seven Necessary Sins for Women and Girls" (الخطايا السبع الضرورية للسيدات والفتيات) مطالبةً جنس حواء بتغيّر جذري في تصرفاته.
وشرحت الطحاوي لمحاورتها الصحافية ميشال مارتن في برنامج Amanpour & Co أسباب طرح الكتاب الذي نُشر للمرة الأولى في 17 أيلول/سبتمبر، قائلةً إن بعضها يعود مباشرة إلى الثورة المصرية التي أسقطت الرئيس الأسبق حسني مبارك، وموضحةً: "كنت متحمسة جداً لقيام الثورة. ظننت أنها مساوية للحرية والكرامة وأنها ستحرر الجميع، خاصة النساء، حتى سمعت بكشوفات العذرية التي شملت المتظاهرات وتولاها الجيش المصري".
وتساءلت حينذاك كيف لنساء خاطرن بحياتهن أن يتعرضن لاعتداء جنسي من قبل الجيش، مشيرةً إلى أنها وضعت إصبعها آنذاك على المشكلة الأكبر.
ليس الوقت المناسب
شرحت الطحاوي ماذا كان يعنيه طلب المساواة في عام 2011، قائلةً إنه كلما أعربت النساء المصريات عن انزعاجهنّ من "الصمت" بتجنب مواجهة الجيش والمطالبة بالمساواة بين الجنسين في التظاهرات كان يأتي الرد: "إنه ليس الوقت المناسب".
وتابعت: "نريد محاربة التعذيب. نريد محاربة الديكتاتورية. نريد محاربة الكثير من الأشياء والقائمة طويلة. ولكنه قيل لنا أن ننتظر. فحينما قال الرجال المصريون للنساء انتظرن، عرفت أنهم كانوا يحاربون من أجل حريتهم، ولكنهم لم يدركوا أن الحكومة والشارع والأماكن العامة والبيت جميعها تضطهد المرأة".
وهذا ما أدّى إلى مطالبة الطحاوي بأن تمارس أو تتبع النساء سبع "خطايا" (ممنوعة على المرأة) لتحطيم الثقافة الأبوية، وهي: الغضب وطلب الانتباه والشتيمة والطموح والقوة والعنف والشهوة.
بين كشوفات عذرية شملت متظاهرات في مصر عام 2011 وحادثة تحرّش جنسي في الحرم المكي وأخرى في نادٍ ليلي… تتحدث الناشطة النسوية منى الطحاوي عن أسباب إطلاقها سبع "خطايا" وحثها المرأة على "اقترافها"
"لكمته نحو 15 لكمة، وحذرته مع كل لكمة من التحرش بأي امرأة مرة أخرى. وكلما ظننت أنني اكتفيت من ضربه، اكتشفت أنني لم أكتفِ"... الناشطة النسوية منى الطحاوي تتحدث عن أسباب إطلاقها سبع "خطايا" وحثها المرأة على "اقترافها"
تحرّش جنسي في الحرم المكي
بالإضافة إلى الكشوفات العذرية، تحدّثت الطحاوي عن حادثة الشابة الباكستانية سابيكا خان التي كشفت في شباط/فبراير 2018 عن تعرضها للتحرش الجنسي أثناء طوافها الكعبة، كاشفةً آنذاك إنها "ظنت أن أول لمسة هي حادثة بريئة حتى شعرت بلمسة ثانية ثم حاول المتحرش إمساك مؤخرتها وقرصها".
تقول الطحاوي إنه برغم الدعم الذي تلقته سابيكا كذّب البعض روايتها وهو ما أزعج الطحاوي كاشفةً أنها تعرضت للتحرش الجنسي عام 1982 حينما كانت في الـ15 من عمرها في الحرم المكي، وهي تجربة "كسرت شيئاً بداخلها" قائلةً: "أن تتعرض لاعتداء جنسي في مكان مقدس، وأنت تؤدي خامس ركن من أركان الإسلام، فلا بد من أن يُكسر شيء في داخلك".
وقالت الطحاوي إنها شاركت سابيكا مرة أخرى برواية قصتها (كانت قد كشفت عن الحادثة أول مرة عام 2013)، مطلقةً على غرار هاشتاغ "#MeToo" لفضح التحرش الجنسي، هاشتاغ "#MosqueToo" هدفه أن تتحدث الفتيات المسلمات عن تجاربهن بلا خجل.
ضربت متحرشاً
ومن قصة التحرش بها عندما كانت في عمر الـ15 في الحرم المكي، انتقلت الطحاوي للحديث عن قصة تحرش تعرضت لها وهي في عمر الـ50 في أحد النوادي الليلة في مدينة مونتريال الكندية، وكانت رفقة شريكها، قائلةً: "في عمر الـ15 اكتفيت بالبكاء، لم أستطع التحدث، كنت أشعر بالخجل، ولكن في ذلك اليوم، التفتّ وعرفت المتحرش الذي كان يحاول الابتعاد سريعاً، اتجهت إليه، سحبته من قميصه، وقع أرضاً لأنه لم يكن يتوقع ذلك وجلست عليه ولكمته نحو 15 لكمة".
وأشارت إلى أنها حذّرته مع كل لكمة من التحرش بأي امرأة مرة أخرى، مضيفةً: "كلما ظننت أنني اكتفيت من ضربه، اكتشفت أنني لم أكتفِ".
وعن علاقة ضربها للمتحرش بالكتاب، تقول: "هذا بالضبط ما قيل للمرأة عدم فعله، ما أسميته بـ'الخطايا'. أن تغضب المرأة، أن تحصل على الاهتمام الذي تحتاجه رسالتها، أن تشتم في عالم يريدها أن تصمت، أن تكون عنيفة لتدافع عن نفسها، وتخيف النظام الأبوي. أن تكون شهوانية وتقول إن جسدها ملك لها.
وبشأن تشجيعها العنف ضد الرجال في كتابها، بما في ذلك قتلهم لا لأي سبب سوى لأنهم "رجال"، أوضحت الكاتبة أنها أرادت أن تعكس حال النساء، مشيرةً إلى أن 3 نساء يقتلن يومياً في الولايات المتحدة لأنهن نساء. ولفتت إلى أن الحركات الليبرالية حول العالم تعطي الأشخاص الحق في أن تكون عنيفة ضد أي قوة احتلال معتبرة أن "الرجال أقدم قوة احتلال في العالم".
وأكدت الطحاوي أن "لا مكان للأشخاص الهادئين اليوم" مع تصاعد الاستبداد الأبوي حول العالم ومع وجود أشخاص مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكدةً أنها ترفض الهدوء.
وضجّت المنطقة العربية باسم الطحاوي حينما حاولت عبر تويتر مساعدة الشابة السعودية رهف القنون على اللجوء إلى مكان آمن بعد هربها من السعودية (وهي لاجئة حالياً في كندا). هاجم الإعلام السعودي الطحاوي آنذاك واصفاً إياها بـ"الناشطة الإباحية صاحبة الشعر الأحمر التي تكره الرجال وتدعو لممارسة الجنس في الشوارع لإسقاط النمطية في العلاقات الإباحية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...