شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"فلسطين ليست قضيتي"... قصة الهاشتاغ السعودي الذي هاجم الفلسطينيين بسبب كاريكاتير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 22 أبريل 202005:48 م

"فلسطين ليست قضيتي"... هاشتاغ لمغردين سعوديين هاجموا فيه الفلسطينيين أثار ردود أفعال واسعة في السعودية وعدد من الدول العربية، حيث سارع مواطنون كثر إلى التعبير عن دعمهم القضية الفلسطينية، في مقابل من شددوا على فكرة "السعودية أولاً".

وغرّد حساب "الردع السعودي" الذي يتابعه نحو مليون شخص: "فلسطين ليست قضيتي، عذراً... أنا قضيتي السعودية فقط ومن بعدها الطوفان".

وكتب بن هباس: "فلسطين ليست قضيتي ولن تكون... لو خرجت إسرائيل من القدس لصعد إلى منبر الأقصى المرشد الإيراني آية الله خامنئي وهتف له الكنعانيون. انتهت المجاملات. السعودية أولاً وأخيراً فقط".

وغرّد حساب "جندي الوطن" السعودي: "فلسطين ليست قضيتي… همي وطني والدفاع عنه فقط. وطني هو من يستحق الدعاء والتضحية".

وقال الكاتب السعودي إبراهيم سليمان: "اكتفينا من الشعارات الكاذبة... فلسطين ليست قضيتي".

وذهبت حسابات عدة تضع صوراً لولي العهد محمد بن سلمان إلى الإشادة بمقاطع فيديو تُظهر غارات إسرائيلية على قطاع غزة.

وأعاد المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين نشر تغريدات الحسابات السعودية المسيئة إلى الفلسطينيين. وكتب: "فلسطين ليست قضيتي".

"فلسطين قضيتي"

في المقابل، أطلق معارضون سعوديون وسماً مضاداً دعوا فيه المواطنين إلى دعم القضية الفلسطينية، واتهموا "الذباب الإلكتروني" الداعم للنظام السعودي بالوقوف خلف الحملات المناهضة للقضية الفلسطينية.

وكتب المعارض تركي الشلهوب: "فلسطين قضيتي… غرِّدوا ودافِعوا عن فلسطين، فقد بذل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصهاينة العرب طوال الفترة الماضية كل جهدهم وسخّروا كل أموالهم لشيطنة قضيتها وإنهاء تعاطف المسلمين معها".

وغرّد المعارض سعيد بن ناصر الغامدي: "فلسطين قضيتي وقضية كل شعبنا، وسترون قريباً عند زوال الغمة بعون الله أن أهلنا سيقولون بلسان واحد: فلسطين قضيتي الأولى".

"لو خرجت إسرائيل من القدس لصعد إلى منبر الأقصى المرشد الإيراني آية الله خامنئي وهتف له الكنعانيون. انتهت المجاملات. السعودية أولاً وأخيراً فقط"

وكتب عبد الله، نجل الداعية المعتقل سلمان العودة: "فلسطين قضيتي وقضية كل سعودي وخليجي… وأنظمة التطبيع لا تملك شرعية شعبية وتعرف أنها تتناقض مع أبسط قيم الشعب".

لماذا انطلق الهاشتاغ المسيء إلى الفلسطينيين؟

مع انهيار أسعار النفط، في 20 نيسان/أبريل، نشر موقع "فلسطين الآن" رسماً كاريكاتورياً للرسام الفلسطيني محمود عباس يمثّل رجلاً في جلباب وعمامة وعترة، يجري من أعلى جبل إلى الأسفل، وبرميل من النفط يتدحرج خلفه.

ورأى مغردون سعوديون أن الرجل في الرسم الكاريكاتوري هو بن سلمان، واعتبروا ذلك إهانة لهم. وسرعان ما كتب عباس على صفحته في فيسبوك: "أي رسم أقوم به يمثلني شخصياً ولا يمثل جنسيتي ولا أي جهة أعمل معها".

وأضاف: "لم أقصد برسمي هذا السعودية على وجه التحديد بل ‘المواطن العربي‘ الذي هو من أكثر المتضررين جراء انهيار أسعار النفط، كون الدول العربية تمتلك أكبر احتياطي نفط في العالم".

رداً على "فلسطين ليست قضيتي"، أطلق معارضون سعوديون وسماً مضاداً، واتهموا "الذباب الإلكتروني" الداعم للنظام السعودي بالوقوف خلف الحملات المناهضة للقضية الفلسطينية

وتابع: "أي محاولة من الإعلام الإسرائيلي أو المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين تحديداً للإساءة إلى السعودية وشعبها ما هي إلا محاولة للصيد في الماء العكر".

وغرّد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: "من أطلقوا وسم ‘فلسطين ليست قضيتي‘ يعتقدون واهمين أنهم سيشككوننا في موقف شعوبهم، أو سيبعدونها عن فلسطين".

وكتب الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: "فلسطين قضيتي والسعودية حبيبتي، وستبقى شعوب أمتنا واحدة موحدة قوية متماسكة، لن يضرها الذباب الإلكتروني في الفضاء الافتراضي".

وهذه ليس المرة الأولى التي يُطلق فيها هاشتاغ "فلسطين ليس قضيتي"، إذ ظهر نفسه في السنوات السابقة.

في مقلب آخر، بدأت السعودية، في آذار/مارس الماضي محاكمة عدد من المعتقلين الفلسطينيين المحسوبين على حركة حماس، على رأسهم ممثل الحركة السابق في المملكة محمد صالح الخضري ونجله المهندس هاني. كان الخضري مسؤولاً عن إدارة علاقة حماس مع الرياض على مدى عقدين من الزمن، تقلّد خلالهما مواقع قيادية عليا في الحركة.

وذكرت منظمات حقوقية أن السعودية تخفي قسرياً 62 فلسطينياً، منهم من يحمل الجنسية الأردنية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard