"هناك ‘ثقة متزايدة‘ بأن فيروس كورونا قد يكون أنتج مختبرياً في مقاطعة ووهان الصينية، ليس كسلاح بيولوجي، وإنما ضمن جهود الصين لإثبات أن قدرتها على اكتشاف الفيروسات ومكافحتها تعادل أو تفوق قدرات الولايات المتحدة".
هذا ما أفادت به شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، مساء 15 نيسان/أبريل، في تقرير حصري استند إلى ما قالت إنه "مصادر عدة" ووثائق سرية وأخرى مفتوحة.
في أول رد لها بعد نشر التقرير، اكتفت وزارة الخارجية الصينية، في 16 نيسان/أبريل، بالقول إن منظمة الصحة العالمية سبق وأعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا أنتج معملياً.
ويأتي رد الصين في وقت سيقت فيه الاتهامات لـ"الصحة العالمية" بـ"التواطؤ مع الصين وارتكاب أخطاء قاتلة في ملف إدارة أزمة تفشي الفيروس عالمياً"، وما استتبعه من قرار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل بلاده للمنظمة.
ويُعد تقرير "فوكس نيوز" أحدث التكهنات القائلة إن الصين لها دور في ظهور أو تفشي فيروس كورونا. وإن كانت جميعاً لم تخرج عن إطار تبادل الاتهامات بين أطراف متصارعة سياسياً، مع غياب تام لأي دليل علمي قاطع.
السر في مختبرات ووهان لا سوقها
غير أن تقرير الشبكة الأمريكية يسرد سيناريو تفصيلي لظهور الفيروس وانتشاره، زاعماً أن الانتقال الأولي للفيروس كان من الخفافيش إلى الإنسان، وأن "المريض صفر" كان أحد العاملين في المختبر الذي نقل العدوى بدوره إلى السكان في ووهان.
وقال التقرير إن الوثائق توضح بالتفصيل الجهود المبكرة للأطباء في المختبر والجهود المبكرة في احتواء انتشاره، مستنتجاً أنه "تم تحديد سوق ووهان للمأكولات البحرية واللحوم الحية في البداية كنقطة منشأ محتملة لم تبع الخفافيش أبداً. إلا أن المصادر أخبرت ‘فوكس نيوز‘ أن إلقاء اللوم على السوق كان محاولة من الصين لإبعاد اللوم عن مختبر المقاطعة، جنباً إلى جنب مع الدعاية التي تستهدف الولايات المتحدة وإيطاليا".
وذكّر تقرير الشبكة، في هذا السياق، بتحذيرات سابقة لممثلي الخارجية الأمريكية في الصين، في كانون الثاني/يناير عام 2018، من عدم كفاية تدابير السلامة في مختبر معهد ووهان للفيروسات، ناقلين معلومات عن قيام العلماء هناك "بأبحاث محفوفة بالمخاطر حول فيروسات التاجية المنقولة من الخفافيش"، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" قبل يومين.
وذكرت المصادر لـ"فوكس نيوز" أن الصين قمعت المعلومات بنسبة 100% بل وغيّرت البيانات، عن طريق "تدمير العينات، مسح المناطق الملوثة، ومحو بعض التقارير المبكرة والمقالات الأكاديمية" حول الفيروس.
وأشاروا إلى "اختفاء" أطباء وصحافيين حذّروا من انتشار الفيروس وتحدثوا عن طبيعته المُعدية وانتقاله من شخص لآخر، مُعربين عن دهشتهم لتحرك الصين بسرعة نحو إغلاق السفر محلياً من وإلى ووهان مع الإبقاء على الرحلات الدولية من وإلى المقاطعة الموبوءة.
"لإثبات أن قدرتها على اكتشاف الفيروسات ومكافحتها تعادل أو تفوق قدرات الولايات المتحدة"... تقرير حصري لفوكس نيوز يروي أحدث سيناريو يتهم مختبرات ووهان بالمسؤولية عن تفشي كورونا
وأفاد التقرير أنه خلال الأيام الستة التي أعقبت تحديد كبار المسؤولين الصينيين سراً أنهم ربما يواجهون وباءً من فيروس تاجي جديد، استضافت ووهان التي اعتبرت بؤرة العدوى، مأدبة جماعية لعشرات الآلاف من الناس، كما استمر سفر الملايين من مواطنيها لأجل احتفالات السنة القمرية الجديدة (رأس السنة الصينية).
وبينّت أنه عندما حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ العامة في اليوم السابع، في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، كان قد أصيب أكثر من 3000 شخص خلال أسبوع من الصمت العام تقريباً.
وهذا ما علق عليه خبير علم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا زو فينج زانج بالقول: "هذا هائل. إذا اتخذوا إجراءات قبل ذلك بستة أيام، لكان عدد المرضى أقل ولأصبحت المرافق الطبية كافية. ربما تجنبنا انهيار نظام ووهان الطبي".
السلطات الأمريكية تدرس الأمر بعناية
ورداً على سؤال مراسل "فوكس نيوز" عن هذا السيناريو، قال ترامب: "إننا نسمع هذه القصة أكثر فأكثر، ونقوم بفحص دقيق للغاية لهذا الوضع الرهيب".
وتفاعلاً مع التقرير، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي: "ليس من المستغرب أن نولي اهتماماً كبيراً بذلك (احتمالية تصنيع الفيروس) ولدينا الكثير من الجهود الاستخبارية التي تفحص الأمر بدقة. أود فقط أن أقول في هذه المرحلة، إنه ‘غير حاسم‘، على الرغم من أن وزن الأدلة يبدو أنه يشير إلى أن ذلك طبيعي، لكننا لا نعرف على وجه اليقين".
من جهته، صرّح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لـ"غرفة الأخبار الأمريكية" بأنه "حتى اليوم، أراهم (أي المسؤولين الصينيين) يحجبون المعلومات وأعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد لمواصلة الضغط عليهم لمشاركتها".
في أول رد لها على التقرير الأمريكي الذي يتهم مختبرات ووهان بنقل الفيروس، الصين تكتفي بالقول إن "الصحة العالمية" لم تجد دليلاً على صنع كورونا مخبرياً، والإدارة الأمريكية تؤكد أنها "تتقصى الأمر بدقة بالغة"
وأضاف: "يعتقد معظم الأشخاص أن الأمر بدأ طبيعياً أو عضوياً. أعتقد أنه في الوقت المناسب، عندما نتغلب على الوباء الذي نحن فيه الآن، سيكون هناك وقت للنظر إلى الوراء والتأكد من حقيقة ما حدث والتأكد من أن لدينا فهماً أفضل حتى نتمكن من منع حدوث ذلك في المستقبل".
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقال: "ما نعرفه هو أن هذا الفيروس نشأ في ووهان بالصين. كما نعلم أن معهد ووهان للفيروسات على بعد بضعة أميال فقط من سوق المأكولات البحرية. لا يزال هناك الكثير لمعرفته. يجب أن تعلم أن حكومة الولايات المتحدة تعمل بجد لاكتشاف الأمر".
وبشأن التحذيرات السابقة للخارجية حول مختبر ووهان، أضاف بومبيو: "يحتوي على مواد شديدة العدوى، كنا نعلم أنهم يعملون على هذا البرنامج، العديد من البلدان لديها برامج كهذه. في البلدان المفتوحة والشفافة تكون هناك قدرة على السيطرة والحفاظ على الأمان، ويسمحون للمراقبين الخارجيين بالتأكد من صحة جميع العمليات والإجراءات. أتمنى فقط أن يكون ذلك قد حدث في هذا المكان".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع