- امرأة ضربها زوجها العسكري ضرباً مبرحاً أدخلها إلى المستشفى بعد ثلاثة أشهر من زواجها.
- العثور على جثة امرأة نهشت يدها كلاب شاردة في بعلبك ومصابة بطلق ناري في رأسها.
- ابنة السنوات الخمس ضُربت حتى الموت ووصلتْ جثة هامدة إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس.
- أب يرمى بابنتيه من شرفة الطابق الثاني في شارع حمد، طريق الجديدة، في بيروت، بعدما تشاجر مع زوجته.
هذه فصول من مسلسل العنف الذي تتابعه النساء في لبنان حالياً. وهي أيضاً نماذج عمّا تتعرض له الكثيرات في شتّى بقاع الأرض. المخيف أن تعتاد فئات المجتمع هذه العناوين بسبب وفرتها. فقبولها مرعب، ومرعب أيضاً عدم اعتبارها أولوية.
ما جرى، ولا يزال يجري، خلف بعض الجدران لم يكن ولن يكون أخفّ خطورة من فيروس كورونا. فبعد تضاعف نسب تبليغ نساء عن عنف يتعرضنّ له، حتى وصلت إلى 100% في شهر مارس/آذار على الخط الساخن المخصص للقوى الأمنية 1745، أطلقت منظمة "أبعاد" حملة "#حجر_مش_حجز" المفتوحة للتضامن مع النساء المعنفات بالوقوف على شرفات المنازل اليوم، الخميس 16 نيسان/ أبريل، الساعة السادسة مساءً بتوقيت بيروت، ونشر رقم الدعم الذي خصّصته للنساء المعرّضات للتعنيف 81788178.
ومنظمة أبعاد منظمة غير ربحية تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
"إذا محجورين ببيت آمن، ما تقولوا هيدا حبس، لأن فيه نساء عنجد محبوسين مع سجّانهم وعم يتعرضوا كل يوم لأبشع أنواع التعنيف. بس نحنا قادرين نمنع الحجر أنه يتحول لحجز ونوقف التعتيم لنوقف التعنيف"، هذه الكلمات نُشرت في الفيديو الترويجي للحملة.
ودعت المنظمة إلى استخدام أقمشة بيضاء لكتابة رقم الدعم الذي خصّصته للنساء المعرّضات للتعنيف 81788178، كما يمكن حامليها توجيه أي رسالة للمعنفات من شرفات المنازل. وحسبما جاء في الفيديو: "خلينا هالمرة ننشر غسيل نظيف".
ويأتي إطلاق الحملة تزامناً مع الشهر المخصص للتوعية بشأن العنف الجنسي. وكشفت "أبعاد" عن أن 37% من النساء من عينة بلغ عددها 250، أفصحن عن أنهن يشعرن بـ"أمان أقل"، منذ بدء فترة الحجر المنزلي في لبنان، وأن 10% من النساء والرجال من عينة بلغ عددها 500 لاحظت أن العنف ضد المرأة ازداد منذ تفشي فيروس كورونا.
مشهد لكسر عزلة النساء
في حوار مع رصيف22، قالت مؤسسة "أبعاد" ومديرتها غيدا عناني إن "حجر مش حجز" مبادرة تتوجه فيها المنظمة برسالة تضامنية مع النساء المحتجزات مع المعنفين وراء الأبواب المغلقة، نتيجة احتمال عدم معرفتهنّ بوجود الخدمات التي تعمل من أجلهن على مدار الساعة، وأرقام الطوارئ المتوفرة، لافتةً إلى أن في لبنان، كالعديد من الدول العربية، لا يوجد رقم موحد لحماية النساء. لذا أتت فكرة الخروج إلى الشرفات.
ولفتت إلى أن هدف الحملة كسر عزلة النساء المعنّفات في المباني المجاورة، وإيصال رسالة لهنّ مفادها أن بإمكانهنّ كسر صمتهنّ، وأن هناك من سيقدم الدعم لهنّ. وأضافت: "أردنا مد جسور من الدعم من خلال رسالة على شرشف أبيض ورقم الهاتف".
"نريد كسر عزلة النساء المعنفات في المباني المجاورة، وإيصال رسالة لهنّ مفادها أنهن قادرات على كسر صمتهنّ، وأن هناك من سيقدم الدعم لهنّ. أردنا تقديم الدعم من خلال رسالة على شرشف أبيض ورقم الهاتف"... عن حملة #حجر_مش_حجز
بإمكان الأفراد المساعدة
اليوم، ليس مقبولاً أن يشعر أحد بالعجز حيال مساعدة امرأة معنفة، إذ تؤكد عناني أن الجميع يستطيعون المساعدة من خلال "الحديث عن هذا الموضوع"، بالدرجة الأولى، قائلةً: "يمكن مساعدة المعنفات بكسرنا 'المحرّمات' التي شملت كل القضايا الخاصة بالنساء سنوات طويلة ومفهوم العار والعيب والوصم المرتبط بإشكالية العنف وعدم إكمال العلاقة الزوجية وغيرها".
وتَحدثُ المساعدة كذلك من خلال نشر الوعي بالتبليغ عن أعمال العنف، وإخبار الضحية بوجود خدمات لمساعدتها، وإشعار المُعنِّف بأن "الدعم المجتمعي موجود حتى خلال فترة الحجر المنزلي". وأضافت: "موقفنا الرافض أي استخدام للعنف وخاصة مع المرأة باعتبارها 'فشة خلق' هو بذاته خطوة أساسية لمساعدة العديد من النساء في هذه الأيام".
خطر العنف كخطر الوباء
كُتب الكثير عن العنف ضد النساء في فترة الحجر المنزلي، ونحن أضأنا عليه مراراً وسنواصل ذلك، وتالياً، لماذا علينا الحديث عنه يومياً وعلى الدوام؟
أجابت عناني: "نتحدث عن هذا الموضوع بالدرجة الاولى لأنه ما زال غير مُدرج ضمن خطط الطوارئ لدى العديد من الحكومات عامة، ولدى حكومات العالم العربي خاصة، والعنف هو بذاته إشكالية صحة عامة يجب عدم فصله عن الإشكالية الصحية والوباء الذي نعيش ضمن سياقه خاصة أنه يهدد سلامة الأسر والنساء والأطفال وصولاً إلى خسارة الحياة".
وشددت على أن الحديث عن هذه الإشكالية موضوع حيوي وملحّ، خاصة مع تزايد أيام فترة الحجر، لافتةً إلى أن هذا النوع من الحجر يزيد من خطورة العنف.
وأضافت: "العنف، غالباً، لا يحدث فجأة بل هو سلوك لدى أشخاص، إن كانوا في الأساس معنفين، تزداد وتيرة العنف في الحجر المنزلي زيادةً خطرة تبلغ حد إيذاء الذات أو الآخر وصولاً الى القتل. ومن الممكن أن يكون الحجر من العوامل المُفجرة أو المُسرعة للسلوك العنفي لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لاستعمال العنف مع الآخرين".
"أكثر الصرخات وجعاً"
وتابعت عناني: "من أكثر الصرخات وجعاً التي نسمعها في 'أبعاد' هي الصرخة المرتبطة بالعنف الذي تعيشه النساء، بالإضافة إلى وجع الجوع والأزمة المعيشية وغياب المساعدات التي تقدم بشكل عادل للأسر غير الميسورة".
وأشارت إلى أن عدم وجود طعام في المنزل يُفقد البعض "سيطرته على نفسه" بحسب صرخات المعنفات، وهذا ما دفع "أبعاد" إلى "تأمين رُزم سُمّيت بـ 'رزمة العيلة' تتضمن بعض المستلزمات الغذائية ومواد التعقيم لتخفيف الصعوبات المعيشية التي تضاعف حدّة الوضع".
"خلينا هالمرة ننشر غسيل نظيف"... دعوة تُطلقها "أبعاد" من خلال الوقوف على شرفات المنازل ونشر رقم الدعم الذي خصّصته للنساء المعرّضات للتعنيف 81788178 على قماشة بيضاء مع أي رسالة أخرى
الحكومات ارتكبت جريمة
وقالت عناني: "حظر التجول من التدابير المنطقية ولكن عدم اتخاذ اجراءات استثنائية لضمان تحرك النساء المعنفات للوصول إلى الخدمة التي من المفترض أن تساعدهن، أو لمقدمي الخدمة ليتمكنوا من الوصول الى العمل من دون مضايقة باعتبارهم من العاملين أيضاً في الصحة العامة، أكبر جريمة ترتكبها الحكومات باعتبار هذه الخدمة منقذة للحياة".
وأشارت إلى أنه على الدولة "استحداث وسيلة إبلاغ كأرقام طوارئ مجانية سهلة الحفظ وموحدة لتلجأ النساء إليها، وتأمين مراكز إيواء كافية للنساء بالإضافة إلى توفير المساعدات، كالإعفاء من العلاجات الطبية الناتجة من العنف سواء في مجال الطب النفسي أو الطب العام أو الطب الشرعي".
لم تتوقف "أبعاد" عن العمل في ظل هذه الأزمة، بل غيّرت منهجيته باستخدام البرامج الإلكترونية والإرشاد الهاتفي عن بعد. أما في حالات الطوارئ، فتقابل المعنفات وجهاً لوجه. كما أن عناني أكدت أن المؤسسة توفر انتقالاً آمناً للنساء إلى الدور.
كيف تشفى المعنفات؟
لفتت مؤسسة "أبعاد" ومديرتها إلى أن النساء المعنفات قد يتعافين "بتحقيق العدالة، وبالإقرار بمعاناتهن، ومحاسبة مرتكبي العنف. قد تشفى المرأة المعنَّفة حين تقول لا وتبقى كرامتها محفوظة".
"لا شيء يبرر العنف. عليكِ اعتباره أولوية مثله مثل أي قضية صحية تهدد سلامتك".
ووجهت عناني عبر رصيف22 رسالة إلى كل معنّف، خلاصتها: "العنف لا يعتبر رجولة، بل هو جبن... استخدام العنف مرفوض جملة وتفصيلاً".
وللنساء المعنفات، قالت: "لا شيء يبرر العنف. عليكِ اعتباره أولوية مثله مثل أي قضية صحية تهدد سلامتك وسلامة عائلتك. من حقك الحديث عن العنف. ونحن موجودون على مدار الساعة على نحو يحترم خياراتك وخصوصيتك وسريتك".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع