شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"أم هارون"... مسلسلٌ كويتي رمضاني عن "يهود الكويت" يُثير جدلاً حول توقيته وخلفياته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 9 أبريل 202007:32 م

قبل أسبوعين على انطلاق الموسم الرمضاني، فجّر البرومو الترويجي لمسلسل "أم هارون" المقرر عرضه على شاشة "أم بي سي1" جدلاً واسعاً، لا سيما في الكويت والسعودية.

المسلسل الذي يروي قصصاً اجتماعية تؤرخ، حسب صناع العمل، حياة "يهود الكويت" خلال نهاية النصف الأول من القرن العشرين، وتقوم ببطولته الفنانة الكويتية حياة الفهد، رآه فريق من المتابعين "تطبيعاً ثقافياً" و"تزييفاً لتاريخ الكويت"، فيما أعرب فريق آخر عن تشوقه لمشاهدته.

تفتتح الفهد، واسمها "أم هارون"، برومو المسلسل بقولها: "في زمان كانت المحبة لها شأن، في ديرة شاع لها صيت في كل مكان. لكن هالصراعات إذا دامت بتكون بداية الشرارة". ورافقت صوتها مشاهد لصراعات وبكاء.

وفق المتداول في عدة مواقع فنية، يسلط العمل الضوء على "معاناة البطلة اليهودية الكثير من المتاعب بسبب ديانتها اليهودية".

المسلسل الذي أنتجته مجموعة "أم بي سي" السعودية، وأخرجه محمد جمال العدل، وألفّه علي ومحمد شمس، يشارك في بطولته عدد من الفنانيين السعوديين والكويتيين أبرزهم أحمد الجسمي وفاطمة الصفي ومحمد جابر وفخرية خميس وسعاد علي وعبدالمحسن النمر.

تساؤلات عن "غرضه"

خلّف برومو المسلسل صدمةً في المجتمع الكويتي على نحو خاص، فتساءل مواطنون عن سبب طرح موضوع مثير للنقاش في هذا التوقيت، مستغربين ميل المجموعة السعودية إلى إنتاج عمل عن اليهود في الكويت لا في السعودية.

وسألوا أيضاً: "ألم يكن تجسيد بطولات المرأة الكويتية إبان غزو العراق عام 1990 أو معاناة البدون في الكويت ومطالباتهم بحقوقهم أجدر؟".

وأشار غالبيتهم إلى "غرض مسموم" وراء مسلسل، على حد قولهم، "يصور البطلة اليهودية إنسانة حنونة إذ اعتبرها الجميع أماً لهم لحسن أخلاقها وتواضعها، وتؤدي مهنتها (التوليد والتمريض) بتجرد ونزاهة".

ورفض آخرون الأعمال الفنية التي "تلمع اليهود الشرقيين"، مبرزاً أن بعضهم هم الأشد إجراماً بحق الشعب الفلسطيني مثل عضوة الكنيست من أصل عراقي إيليت شاكيد.

مسلسل على "أم بي سي1" السعودية في رمضان يروي قصصاً عن معاناة "يهود الكويت" في القرن الماضي... اتهامات للعمل بـ"التطبيع الثقافي" مقابل حماسة لفكرته "غير التقليدية"

من هؤلاء الصحافي الكويتي سعد السعيدي الذي قال: "مسلسل يعرض في رمضان المقبل، يتحدث عن يهود الكويت في الأربعينيات من القرن الماضي. فما الهدف الذي يبغي هذا المسلسل بلوغه؟ صحيح أن هناك فرقاً بين الديانة اليهودية والصهيونية، لكن هذا الفرق ليس واضحاً للعوام. أظن أنه مقدمة تطبيع ثقافي، وزرع فكرة في العقل الباطن هي أن الأمر طبيعي!".

تزييف للتاريخ؟

ولفت الإعلامي الكويتي عبدالله صبيح بوفتين إلى أن "شخصية الفنانة حياة الفهد في مسلسل أم هارون مستوحاة من الولاّدة ‘أم جان‘ التي هي يهودية من أصول تركية تعلمت توليد الأطفال في العراق وعاشت في البحرين برفقة زوجها الهندي المسيحي"، مرفقاً تغريدته بمقابلة مع الشخصية الحقيقية لتلفزيون البحرين عام 1977.

وذكرت الداعية الكويتية حنان أحمد القطان أنه "لا يوجد يهود من أهل الكويت، بل أقلية وافدة من العراق إلى الكويت في أواخر القرن التاسع عشر تقريباً، وقد امتهنوا التجارة ثم هاجروا إلى دولتهم المزعومة إسرائيل".

وتساءلت: "هل تُبثّ في إسرائيل مسلسلات عن قصة مسلم في سجونها أو بيت هدمته على أصحابه لمستوطنيها أو عذاب آلاف الأسر الفلسطينية التي مزّقت أجسادهم طائراتها؟".

حماسة لـ"فكرة غير تقليدية"

في المقابل، أعرب مشاهدون كويتيون كثر عن رغبتهم في متابعة أحداث المسلسل الذي وصفوا فكرته بـ"غير التقليدية والشيّقة". منهم الإعلامية مي العيدان والفنانة هيا عبد السلام والمخرج محمد العلوي، والصحافي والمحلل الرياضي السعودي ريان الجدعاني، وآخرون.

وردت الفنانة الكويتية المشاركة في العمل فرح الصراف على التعليقات الغاضبة من المسلسل بالقول: "ما فهمت ليش غضبانين؟ جسدنا الواقع اللي كان صاير!".

يجسّد مسلسل "أم هارون" الرمضاني بحسب إعلانه معاناة سيدة يهودية عاشت في الكويت خلال القرن الماضي، وصنّاع المسلسل يستغربون ردة الفعل السلبيّة التي شكّكت بهدف العمل وخلفياته

وفي مقال عبر صحيفة "الجريدة" الكويتية، نُشر عام 2010، ذكر العالم الفلكي الكويتي صالح العجيري أنه كانت هناك عائلات يهودية كويتية خلال ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته، وقد نزحت إلى البلاد في القرن الثامن عشر، وتكاثرت وامتهن معظم أفرادها تجارة الأقمشة والذهب وغيرها. ومن تلك العائلات عزرا وصموئيل وحصغير والخواجة ومحلب الروبين وأنور كوهيل.

وخلُص العجيري في مقاله إلى أن علاقة أهل الكويت بهؤلاء اليهود كانت "طبيعية تتسم بالمودة والرحمة"، بل اعتبروهم "أهل ديرة" برغم اختلاف الديانة، مشيراً إلى أن اليهود شعروا لدى نشوب الحرب وتقسيم فلسطين وتأسيس الدولة العبرية بالاضطهاد فرحلوا عن الكويت.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image