في منتصف القرن الثالث الميلادي، وقعت مجموعة من المعارك العظيمة، بين مملكة تدمر السورية والإمبراطورية الرومانية، وانتهت تلك الحرب الضروس بهزيمة التدمريين وإسقاط مملكتهم، بعدما كادوا أن يفرضوا سيطرتهم على روما نفسها.
تلك الأحداث المتلاحقة التي وقعت في غضون سنوات معدودة، تم تخليدها من خلال الكتابات التاريخية المعاصرة لها، سواء في المصادر العربية أو الرومانية، وإن وقع الاختلاف والتضارب فيما بينها، لتقدم كل منهما سرديتها المستقلة المتفقة مع الأعراف السائدة في محيطها الفكري والثقافي.
مملكة تدمر: درة الشرق الأدنى في القرن الثالث الميلادي
تمكنت الإمبراطورية الرومانية من فرض سطوتها على معظم أنحاء الشرق الأدنى القديم، وذلك بعدما انتصر الإمبراطور الروماني أغسطس على كل من غريميه، القائد الروماني أنطونيس، وملكة مصر البطلمية كليوباترا السابعة، في موقعة أكتيوم البحرية في 31ق.م.
انتصار أغسطس في تلك المعركة أعقبه استيلاؤه على مصر منهياً بذلك الحكم البطلمي الطويل فيها، وليضمها إلى باقي الأملاك الرومانية الشرقية المهمة، مثل سوريا وفلسطين ومعظم أقاليم حوض البحر المتوسط، وهكذا صار الرومان القوة العالمية العظمى في ذلك العصر، وليدخل الأباطرة في تحد جديد أمام النفوذ الفارسي الذي أسس لإمبراطورية جديدة في الشرق.
في وسط تلك الظروف، وفي أواسط القرن الثالث الميلادي على وجه التقريب، ظهرت مدينة مزدهرة في وسط سوريا، بالقرب من مدينة حمص الحالية، وهي المدينة التي عرفها التاريخ باسم تدمر، وشاءت الأقدار أن تلعب دوراً مهماً في تلك الفترة التاريخية الحرجة.
كانت تدمر من أهم المدن التجارية في الشرق الأدنى القديم، فقد كانت تقع على طريق الحرير المهم، وكانت تشرف على عمليات التبادل التجاري بين شبه الجزيرة العربية والعراق من جهة، وسواحل البحر المتوسط من جهة أخرى، وهو الأمر الذي منحها أهمية استراتيجية هائلة، وأهّلها لتحظى بالحكم الذاتي، إذ سمح الرومان بإدارتها من قبل مجلس من شيوخها مقابل أداء مبلغ معين كل عام.
على الصعيد الحضاري، رغم عدم توافر الكثير من المعلومات عن مملكة تدمر، إلا أنه من المُرجح أنها قد تمتعت بتنوع سكاني كبير، إذ عاش فيها العرب والعموريون فضلاً عن مجموعات من اليونانيين والرومانيين. وفي السياق نفسه، عُثر في تدمر على بعض الأدلة والآثار التي تثبت تنوع الديانات في تلك المدينة، إذ عرفت اليهودية والمسيحية، كما عرفت بعض الديانات الوثنية، وربما كان أشهرها عبادة الإله الأكادي الشهير بل، هذا إلى جانب حضور بعض الأفكار والفلسفات المقتبسة من الأديان الفارسية الشرقية.
هذا التنوع الكوزموبوليتاني الذي تأسس في تدمر، تم تأييده من خلال سياسات حكامها الذين عملوا على استقدام العلماء والأدباء والمفكرين، ومنهم على سبيل المثال المعلم الإغريقي الشهير لونجينوس، الذي اشتهر بتميزه في ميادين الفصاحة والأدب، وبرسالته المشهورة في علم الجمال.
كل تلك المقومات ساهمت مع بعضها البعض في تهيئة الأجواء لإعلان ملوك تدمر عن تأسيس إمبراطوريتهم المستقلة، والتي دخلت في صراع عنيف ضد الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، قبل أن تسقط بعدها بفترة قصيرة، عقب مجموعة من الأحداث التاريخية المختلف على روايتها بين المصادر العربية والرومانية.
تعددت معتقدات سكان تدمر بين فينيقية وبابلية وآرامية، حتى يقال بأنها حوت نحو أربعين إلهاً
السردية الرومانية: أوديناتوس وزنوبيا
جمع المؤرخ الإنجليزي الشهير إدوارد جيبون، الكثير من أخبار الإمبراطورية الرومانية في كتابه "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها"، معتمداً في ذلك على العديد من المصادر الرومانية القديمة المهمة.
بحسب ما أورده جيبون في كتابه، فإن صعود مملكة تدمر قد وقع إبان فترة الصراع الروماني الفارسي، وخصوصاً بعد هزيمة الرومان في معركة أديسا، جنوب تركيا الحالية عام 260م.
نظر الرومان بعين الحفاوة والتقدير لحاكم تدمر، أوديناتوس، بعد أن استرد لهم كرامتهم المُهدورة، وانتقم لإمبراطورهم الأسير فاليريان، الذي هزم على يد العاهل الفارسي شابور الأول، واقتيد أسيراً إلى المدائن عاصمة الفرس، وتم التنكيل به هناك بكل وسيلة ممكنة
في هذه المعركة، هُزم الإمبراطور الروماني فاليريان، على يد العاهل الفارسي شابور الأول، واقتيد اسيراً إلى المدائن عاصمة الفرس، وتم التنكيل به هناك بكل وسيلة ممكنة، ثم مُثّل بجثمانه بعد وفاته، إذ "حُشي جلده بالقش وشُكل على هيئة إنسان، وحُفظ لعدة أجيال في أشهر معابد فارس رمزاً للنصر".
في تلك الأجواء، ظهرت شخصية أوديناتوس في تدمر، وهو شخص لا نعرف الكثير عن بداياته، وأغلب الظن أنه لم ينحدر من أصول نبيلة، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن من الوصول بسرعة لحكم تدمر، فحولها لقوة لا يُستهان بها في غضون سنوات معدودات، وقاد جيوشه لقتال الفرس على الجبهة الشرقية، وحقق المفاجأة عندما انتصر على شابور الأول في المرتين، وطارده حتى عاصمته في المدائن.
كان من الطبيعي أن ينظر الرومان بعين الحفاوة والتقدير لأوديناتوس في هذا الوقت، وهو الذي أسترد لهم كرامتهم المُهدورة، وانتقم لإمبراطورهم الأسير، ومن هنا، فقد أصدر مجلس الشيوخ قراراً بتكريمه، ومنحه الحكم الذاتي لتدمر، بل ونصبه شريكاً في الحكم للإمبراطور الجديد جالينوس.
بعد فترة قصيرة من تلك الأحداث، ذهب أوديناتوس ضحية لمؤامرة قام بها ابن أخيه ماؤنيوس، إذ قُتل عاهل تدمر مع ابنه الأكبر هيرود ومجموعة من معاونيه، على حين غفلة، خلال اشتراكهم في أحد الاحتفالات الدينية.
هنا يبرز اسم زنوبيا، زوجة أوديناتوس، على مسرح الأحداث للمرة الأولى، ذلك إنها قد سارعت للانتقام من ماؤنيوس، فقتلته مع من معه من المتآمرين، وأعلنت نفسها حاكمة وملكة على تدمر، لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ تلك المملكة القصير.
من الواضح أن زنوبيا قد تمتعت بمواصفات وسمات الشخصية القيادية المؤهلة للحكم، إذ يذكر جيبون في كتابه "... ولكننا إذا استثنينا منجزات سميراميس المشكوك فيها، فربما كانت زنوبيا هي السيدة الوحيدة التي شقت عبقريتها الفذة أستار الخمول الذليل الذي فرضه على جنسها مناخ آسيا وقواعد السلوك فيها..."، واصفاً صفاتها الخلقية: "... وكانت سمراء الوجه، ذات أسنان ناصعة البياض كاللؤلؤ. وفاضت عيناها السوداوان حيوية غير مادية، مع رقة جذابة إلى أبعد حد، وكان صوتها قوياً مطرباً.".
زنوبيا كانت تدعي أنها من نسل الملوك البطالمة الذين حكموا مصر لقرون، وكانت على درجة عالية من الثقافة، وما يؤكد ذلك أنها قد أجادت اللغات الأهم في عصرها، وهي اليونانية والمصرية واللاتينية والسريانية، هذا فضلاً عن دراستها لكل من التاريخ والفلسفة على يد المعلم اليوناني لونجين
زنوبيا كانت تدعي أنها من نسل الملوك البطالمة الذين حكموا مصر لقرون، وكانت على درجة عالية من الثقافة، وما يؤكد ذلك أنها قد أجادت اللغات الأهم في عصرها، وهي اليونانية والمصرية واللاتينية والسريانية، هذا فضلاً عن دراستها لكل من التاريخ والفلسفة على يد المعلم اليوناني لونجين.
سارت الأحداث بوتيرة متسارعة بمجرد إعلان زنوبيا سيطرتها على عرش تدمر، إذ إن مجلس الشيوخ الروماني رفض حكمها، بدعوى أن الحكم الذاتي لتدمر كان هبة مخصوصة لأوديناتوس فقط، نظراً لخدماته للإمبراطورية وانتقامه من الفرس. وهو الأمر الذي لم تأبه له زنوبيا، بل أعلنت عن رفضها لقرارات مجلس الشيوخ، وأرسلت جيشاً ضخماً تمكن من السيطرة على مصر، ثم انتصرت بعد ذلك على جيوش الرومان في عدد من المعارك، لتصبح في هذا الوقت أقوى امرأة في العالم القديم، ولتكتسب لقب ملكة الشرق.
التغيير الحقيقي في ميادين المعارك، وقع بعد وصول القائد العسكري أورليان إلى العرش الإمبراطوري، عندما جمع خيرة جنوده من المرابضين على حوض نهر الدانوب، وشكل منهم جيشاً ضخماً واتجه جنوباً نحو سوريا، ليحقق مجموعة من الانتصارات المتلاحقة على القوات التدمرية التي تقودها زنوبيا بنفسها.
بحسب ما يذكر جيبون، فإن قوات زنوبيا كانت تتفوق على القوات الرومانية في قسمين محددين، وهما رُماة السهام الخفاف والخيالة الثقيلة المدرعة بالصلب، وكان أورليان يدرك هذا التفوق جيداً، فخطط لتتراجع قواته في ساحة المعركة، ثم تهاجم رُماة السهام بعدما ينتهي ما في جعبتهم من ذخيرة، في حين يتم مهاجمة الخيالة الثقيلة بعدما يصابون بالإعياء من طول الكر والفر.
زنوبيا بعد هزيمتها في تلك المعارك، ارتدت لتتحصن في عاصمتها، واعتقدت أن الفرس سوف يتحركون لنصرتها، كما راهنت على أن الرومان سوف يفكون الحصار بعد تعرضهم للجوع والأمراض، ورفضت خلال ذلك عرضاً من أورليان بالأمان، ولكنها تيقنت من فشل خطتها بعد فترة، فهربت إلى نهر الفرات، غير أن الرومان لحقوا بها وقبضوا عليها واصطحبوها إلى أورليان، فأمر الأخير بمعاملتها بكل رفق، ثم اصطحبها معه إلى روما لتموت هناك بعدها بفترة قصيرة في ظروف غامضة لم تتناولها المصادر التاريخية.
ومن بين الأمور التي تعرض لها جيبون في عجالة خلال تأريخه لنهايات زنوبيا، أنها قد وشت ببعض مساعديها، وقالت للإمبراطور الروماني بأنهم المسؤولون عن تحريضها لقتال القوات الرومانية، فقام أورليان بإعدامهم جميعاً، وكان على رأس هؤلاء المعلم اليوناني لونجين.
السردية العربية: قصة ملحمية شعرية صارت مضرباً للأمثال
وردت قصة مملكة تدمر في العديد من المصادر العربية القديمة، ولعل أبرزها كتاب "تاريخ الرسل والملوك" لابن جرير الطبري.
أهم ما يلفت النظر في السردية العربية لتلك القصة، أنها سردية مُتخيلة بشكل شبه كامل، فهي تنسج أحداثاً لم تقع، ويظهر فيها العديد من الأبطال، الذين يقرضون الشعر ويضربون الأمثال في كل فرصة ممكنة، وهي السمات المعروفة في الملاحم العربية الجاهلية.
تبدأ القصة بشخصية "جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس الأزدي"، والذي من الممكن أن نلاحظ في اسمه بعض التقارب مع الشخصية الرومانية "أوديناتوس" أو "أذينة"، كما يمكن أن نجد بعض التشابه فيما تنسبه له الرواية من عظمة ومكانة، فقد كان بحسب ما يذكر الطبري: "من أفضل ملوك العرب رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم نكاية وأطهرهم حزماً، وأول من استجمع له الملك بأرض العراق وضم إليه العرب وغزا بالجيوش"، وهو ما يتفق مع السردية الرومانية التي تؤكد على تفوق أذينة على الفرس وتنكيله بهم.
المكيدة، والطمع بالتوسع، والانتقام ثمّ السقوط، عناصر تاريخ تدمر الملحمي المتخيل كما صاغه الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك
بحسب السردية العربية، فأن جذيمة قد انتصر في إحدى المعارك على ملك عظيم من نسل العماليق، وهو "عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العملقي"، وكان معروفاً بكونه "ملك العرب بأرض الجزيرة ومشارق بلاد الشام".
ابنة عمرو، والتي تُعرف بالزباء -وهي نفسها زنوبيا في السردية الرومانية- عملت على الانتقام من قاتل أبيها، من خلال الخديعة والمكر "فكتبت إلى جذيمة تدعوه إلى نفسها وملكها، وأن يصل بلاده ببلادها، وكان فيما كتبت أنها لم تجد مُلك النساء إلا قبيحاً في السماع وضعفاً في السلطان وقلة ضبط المملكة، وإنها لم تجد لملكها موضعاً ولا لنفسها كفؤاً غيرك، فاقبل إلي فاجمع ملكي إلى ملكك وصل بلادي ببلادك وتقلد أمري مع أمرك".
بحسب الطبري، فأنه لما وصل كتاب الزباء، جمع جذيمة أصحابه ومستشاريه وسألهم عن رأيهم فأشاروا عليه جميعاً بالذهاب إليها، إلا واحداً من أتباعه يسمى قصير، حذره ونبهه إلى أن ملكة تدمر لم تكتب إليه إلا لتستدرجه إلى أرضها، حتى تتاح لها فرصة الانتقام لأبيها المقتول، غير أن جذيمة لم يلتفت لمقالة قصير فرحل إلى الزباء، وهناك غُدر به وتم قتله.
بعد ذلك تُستكمل القصة، بخبر تعاون قصير مع ابن أخت جذيمة، عمرو بن عدي، للانتقام من الزباء، وكيف أن الأول قد خدع ملكة تدمر حتى أدخل عمرو ورجاله إلى قصرها، فقتلوها واستولوا على ملكها، ثم رجع عمرو بعدها إلى العراق، فكان "أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك العرب وأول من مجّده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق وإليه ينسبون... فلم يزل عمرو بن عدي ملكاً حتى مات وهو ابن مائة وعشرين سنة منفرداً بملكه مستبداً بأمره يغزو المغازي ويصب الغنائم...".
من بين الأمور المهمة على السردية العربية لقصة زنوبيا، أنها تضمنت السمات الرئيسة للقصة التاريخية بحسب الرواية الرومانية، مثل التوسع، الانتقام والسقوط، ولكنها مع ذلك قد صاغتها في قالب ملحمي مُتخيل، يتماشى مع أفكار العرب ومعتقداتهم القديمة الغالبة، وفي ذلك يذكر الدكتور جواد علي في كتابه "المُفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، تعقيباً على السردية العربية للقصة: "هي قصة محشوة بالأمثال المنسوبة إلى أبطالها: جذيمة وقصير والزباء وعمرو... وفيها، على عادة الإخباريين في رواية أمثال هذا القصص، شعر نُسب بعضه إلى هؤلاء الأبطال، ونُسب بعضه الآخر إلى شعراء أُقحمت أسماؤهم في القصة ليؤكد واضعوها ولا شك صدق حديثهم، وليلونوا كلامهم بعض التلوين".
أيضاً من بين الملاحظات المهمة على القصة، أنها لم تلتزم بالسياقين المكاني والزماني للأحداث التاريخية لوقائع سقوط مملكة تدمر، إذ عملت من جهة على "تعريب" الرقعة الجغرافية التي دارت فيها الأحداث، فيما عملت من جهة أخرى على تقديم توقيتات مبكرة للأحداث، ذلك أنه، وبحسب رواية الطبري، فإن عمرو بن عدي بعد أن قتل زنوبيا، قد حكم العراق لفترة طويلة، ومن بعده قام أردشير بن بابك، أول الملوك الساسانيين في بلاد فارس، وهو الحدث الذي يؤرخ بعام 224م، وهو الأمر الذي يتعارض بشكل صارخ مع الرواية الرومانية التاريخية التي تؤكد على أن وفاة زنوبيا كان عام 274م.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...