"عندما ترسل صديقاً إلى المستشفى، وتتصل في اليوم التالي لتسأل عن حاله وتجده في غيبوبة، يكون الأمر صعباً"، كان هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق، وتحديداً يوم الأحد الماضي، في معرض حديثه عن "صديق" ساهم في أن يُدرك فعلياً الأبعاد الحقيقية لفيروس كورونا، بعدما مالت تصريحاته الأولية عن الأخير للاستخفاف به.
بعد ذلك، تحدث ترامب عن "أكثر من صديق" أُصيبوا، موحياً على جاري عادته في مواقف سابقة بتحميل قراراته بُعداً شخصياً.
أصرّ مساعدو ترامب على إخفاء هوية الأشخاص الذين استشهد بهم الرئيس، حتى خرج اسم ستانلي شيرا إلى الملأ، بعدما تداولت صحف أمريكية وإسرائيلية الخبر نقلاً عن مقرّبين.
وشيرا هو "من أقرب أصدقاء ترامب"، حسب ما نقلت مجلة "فانيتي فير" عن بيل وايت (أحد ممولي حملة ترامب الرئاسية)، ويمتلك شركة عقارات كبرى، وهو سوري الأصل ويهودي الديانة، يبلغ من العمر 78 عاماً، ومقرّب من عائلة جاريد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي الذي نُقل قوله لترامب في وقت سابق من الشهر الماضي إن الفيروس "أخبار زائفة" وأنه مرتبط "بالجانب النفسي للمجتمع أكثر منه بالصحة العامة".
وكان شيرا، حسب ما نُقل عن صديقين له، قد توجه إلى المستشفى في نيويورك بعدما ظهرت عليه عوارض كورونا، ثم دخل في غيبوبة.
"عندما ترسل صديقاً إلى المستشفى، وتتصل في اليوم التالي لتسأل عن حاله وتجده في غيبوبة، يكون الأمر صعباً"... الكشف عن هوية "الصديق" الذي جعل ترامب يدرك جدية فيروس كورونا
"ترون الأرقام. ترون الأرقام كما أرى الأرقام"، كان هذا ما قاله ترامب للصحافيين عند حديثه عن بعض الأصدقاء الذين يعانون من "مرض لا يمكن تصديقه"، تاركاً الانطباع بأن هؤلاء الأصدقاء هم من أثروا عليه عندما اتخذ قراراً بتمديد المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي حتى 30 نيسان/ أبريل الحالي، كما ذكرت "نيويورك تايمز".
وعندما تحدث عن "الصديق" أي شيرا كما اتضح لاحقاً، قال ترامب: "إنه من نوع الرجال الأقوياء. بصراحة هو أكبر سناً وأكثر وزناً قليلاً مما يريد أن يكون، ولكنك تتصل في اليوم التالي لتسأل عن حاله، فيقولون إنه في غيبوبة! هذه ليست الإنفلونزا".
وعندما سُئل يوم أمس، في 1 نيسان/ أبريل، عما إذا كان مرض هذا الصديق كان نقطة تحول في فهمه لخطورة الأزمة، كان جوابه: "ليست نقطة تحول. لا، قبل ذلك، كنت أعرف".
وبالعودة إلى شيرا، وهو من ممولي حملة ترامب الرئاسية، فقد تم تكريمه عام 2014، خلال حفل عشاء الأصدقاء الأميركيين لـ"مركز رابين الطبي"، وفي عام 2009، امتلكت شركته "كراون" 15 مليون قدم مربع من العقارات في مدينة نيويورك.
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 920 حالة وفاة بفيروس كورونا، ما رفع حصيلة الضحايا إلى 4090 شخصاً، بينما ازداد عدد المصابين بالفيروس حوالي 25 ألفاً ليصل العدد إلى أكثر من 216 ألف مصاب، بينهم 80 ألفاً في نيويورك، حسب بيانات جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...