أظهر تقرير كشف عنه الكونغرس الأمريكي، أمس 29 تموز/يوليو، أن صديقاً مقرباً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستغل نفوذه داخل الإدارة الأمريكية بهدف الدفع بصفقة تجارية رابحة تشمل نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى السعودية.
ويستند التقرير، الذي صاغه الديمقراطيون في لجنة الرقابة في مجلس النواب، إلى أكثر من 60 ألف صفحة من الوثائق الجديدة، منها رسائل نصية على الهاتف ورسائل أخرى على البريد الإلكتروني.
ويعرض التقرير أدلة موثقة على أن رجل الأعمال الأمريكي توم باراك، الذي شغل منصب رئيس لجنة تنصيب ترامب رئيساً للبيت الأبيض، نسّق مع المديرين التنفيذيين من القطاع الخاص في محاولة لتأمين دعم الرئيس للصفقة المثيرة للجدل، ومارس الضغط من أجل نقل التكنولوجيا النووية إلى الرياض برغم عدم وجود ضوابط واضحة تبيّن كيف ستستعمل المملكة هذه المواد.
وكشف التقرير عن أن الاتصالات بين هؤلاء المديرين التنفيذيين ومسؤولي البيت الأبيض الرفيعي المستوى مستمرة حتى اليوم.
أضاف التقرير: "بشكل عام، تكشف الوثائق الجديدة التي حصلت عليها اللجنة عن أنه في ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، فإن إدارة ترامب طمست فعلياً الخطوط التي تفصل عادةً بين صناع السياسات الحكومية ومصالح الشركات والمصالح الأجنبية".
وطرح التقرير سؤالاً من دون إجابة، هو "هل البيت الأبيض مستعد لوضع الأرباح المحتملة لأصدقاء الرئيس فوق الأمن القومي للشعب الأمريكي والهدف العالمي المتمثل في منع انتشار الأسلحة النووية؟".
"صديق مقرب إلى الرئيس الأمريكي يستغل نفوذه داخل الإدارة الأمريكية بهدف الدفع بصفقة تجارية رابحة تشمل نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى السعودية"... هذا ما ورد في تقرير حديث كشف عنه الكونغرس الأمريكي
من جهتهم، اعتبر الأعضاء الديمقراطيون في مجلس النواب أن الوثائق الجديدة تفضح كيف سعى باراك وقادة الأعمال الخاصة إلى استخدام نفوذهم داخل الإدارة الأمريكية الحالية من أجل تعزيز "مصالح الشركات الأمريكية التي تسعى إلى الاستفادة من نقل التكنولوجيا النووية إلى المملكة".
والتقرير هو الثاني ضمن التحقيق الذي تجريه لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي، في خطة إنشاء 40 محطة للطاقة النووية في السعودية وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التقرير مرافقاً لعدد من التحقيقات الأخرى التي تجريها اللجنة، التي يترأسها النائب إيليا كامينغز، بما في ذلك استخدام نصوص شخصية ورسائل بريد إلكتروني رسمية من قبل ابنة ترامب، إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر.
وفي شباط/فبراير الماضي، حاول باراك تبرير مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بحجة أن الولايات المتحدة لا تملك "السلطة الأخلاقية" لانتقاد المملكة بسبب سجلها الخاص في "الأعمال الوحشية".
وفي شباط/فبراير الماضي، كشف تقرير للكونغرس عن أن الولايات المتحدة تسارع لنقل تكنولوجيا طاقة نووية حساسة إلى السعودية. حينذاك حذرت لجنة الرقابة في مجلس النواب من أن هذه الخطوة يمكن أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط من خلال تعزيز الرغبة في امتلاك الأسلحة النووية.
وكانت السعودية قد أعلنت أنها تسعى لامتلاك الطاقة النووية من أجل تنويع مصادر الطاقة لديها والمساعدة في تلبية حاجات الطاقة المتزايدة، في حين يقول مراقبون إن منح السعودية إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية قد يشعل سباق تسلح شديد الخطورة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...