شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"غير بسيطة كما يقول البعض"... تجربة كورونا كما يتحدث عنها مصابون ومتعافون

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 1 أبريل 202006:00 م

يقول المثل الشعبي "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، ويجادل أطباء كثر في مدى دقة هذه المقولة، لافتين إلى أنها قد تؤدي إلى "كوارث".

لكن، فيما لا يزال الطب والعلم حائرين حيال فيروس كوفيد-19 المستجد، ويتلمسان السبل إلى معرفة أعراضه ودرجة خطورته وعلاجه ولا سيما الوقاية منه، يبدو من الجيد أن نستمع إلى نصائح مصابين به ومتعافين منه وتجاربهم.

الراحة والعزيمة

أعلن المحامي والمحلل السياسي المصري المقيم في فرنسا محمود رفعت، في 24 آذار/مارس الماضي، إصابته بالفيروس، موضحاً أن معنوياته مرتفعة وأنه يعتبر نفسه "في معركة عازماً على النصر".

وبشكل شبه يومي، شارك رفعت متابعيه تفاصيل حالته الصحية ونصائحه لمن قد يصاب بالفيروس. وكان من أبرز الأعراض التي عاناها: "ألم في الجسم وارتفاع حرارة وصداع وهبوط وإرهاق شديد مع عدم قدرة على النوم".

كانت الأعراض لدى رفعت قوية، ومع بداية اليوم السادس بدأ بالتحسن التدريجي بعد انخفاض الحرارة وازدياد القدرة على الحركة من دون ألم.

"اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، جادل كثر سابقاً حول هذا المثل وأضراره، لكن تبدو تجارب من يصارعون أعراض فيروس كورونا ومن تعافوا منه مفيدة، في وقت لا تزال التكهنات والسيناريوهات تحيط بالفيروس... مصابون ومتعافون ينقلون تجربتهم

أما نصائحه فتمثلت في "بقاء المصابين القادرين في المنزل حمايةً للآخرين وللأطقم الطبية من العدوى، والتزام الغرفة وعدم مخالطة من هم في المنزل واستخدام الكمامة إذا اضطروا إلى الخروج من الغرفة". يُضاف إلى ذلك، "البقاء في السرير أطول فترة ممكنة وتناول ثلاث وجبات حتى يقضي الجسم على الفيروس وتجنب الوصفة من غير طبيب، وعدم الخجل من إعلان الإصابة بالفيروس وعزل النفس مع قوة العزيمة والإصرار على قهر المرض".

التغذية ثم التغذية

الفلسطيني محمد أبو ناموس (39 عاماً) هو أحد المتعافين من كورونا في الصين، وقال عقب شفائه إنه كان يعاني أعراضاً شديدة مثل "درجة حرارة عالية، وضربات قلب سريعة، وطنين عالٍ في الأذن، وجفاف تام في الفم، وألم مبرح في الرئتين، وانتفاخ بكل الغدد الليمفاوية".

وأوضح: "أعراض كورونا مختلفة تماماً عن أعراض الأنفلونزا. فلا رشح ولا سيلان أنف. تظهر بعد فترة من وجود الفيروس في الجسم مرة واحدة، وهي غير بسيطة كما يقول البعض".

وأضاف: "الأمر ليس خطيراً جداً بالنسبة إلى الشباب أو حتى بالنسبة إلى كبار السن إذا كانوا من ذوي المناعة القوية. هذا الأمر يعتمد كثيراً على التغذية السليمة والإجراءات الوقائية مثل تنشيط الدورة الدموية بممارسة بعض التمارين الرياضية".

معلومات جديدة ومزيد من الأعراض

رنيم الداغستاني، الصحافية السورية المقيمة في فرنسا، أصيبت أيضاً بالفيروس. قالت إنها عانت من "ضيق نفس وقشعريرة والتهاباً في الحلق نحو أسبوع قبل أن يبدأ السعال (الكحة) الجاف والألم في القلب والعضلات".

ولاحقاً أوضحت أن من الأعراض التي لازمتها "صداع قوي لا يُحتمل لمدة عشر دقائق وبعدها بيروح، بيجي فجأة ألم بالصدر وفجأة بيروح والقلب نفس الشي، ما عندي ألم مستمر غير وجع عضلات كامل بالجسم، وغثيان، وفقدان شهية وحاسة التذوق والشم، وضعف التركيز والذاكرة، وعدم رغبة بالنوم".

طُلب من الداغستاني حجر نفسها 14 يوماً، ومن بعض المعلومات المؤكدة التي أبلغها بها قسم الطوارئ لمرضى كوفيد-19 أن "الفيروس يبقى في الهواء مدة ثلاث ساعات، وأنه يهاجم القلب والرئتين وليس الرئتين فقط".

لا للاستهتار ولا للوصم

أما المحاذير التي ينبغي تجنبها في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا، فتمثلت بشكل أساسي في الاستهتار بخطورة الفيروس أو بتدابير الوقاية الذاتية والمجتمعية منه، وأيضاً اعتبار المرض وصمة وينبغي إخفاء الإصابة به.

وبث اللبناني المقيم في فرنسا حسين فارس مقطعاً مصوراً بدا فيه مرهقاً جداً مع جهاز تنفس اصطناعي ويتحدث بصعوبة. قال في الفيديو: "الموضوع (كورونا) مش مزحة أبداً، حرارتي الآن 39 ونصف. عم شوف الاستهتار بلبنان والعالم، الله يرضى عليكم يا جماعة اقعدوا في بيوتكم ما حدا بيتحمل الوجع".


وأشار الكوميديان الفلسطيني علاء أبو دياب إلى أنه كان يعاني جميع أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأنه متأكد بنسبة 99% أنه مصاب بالمرض. ثم عرف لاحقاً بإصابة أحد أصدقائه بعد إجراء الفحص، وأن كل من كانوا في السهرة مع ذلك الصديق عانوا أعراضاً مشابهة.

"الموضوع مش مزحة أبداً، حرارتي الآن 39 ونصف. عم شوف الاستهتار بلبنان والعالم، الله يرضى عليكم يا جماعة اقعدوا في بيوتكم ما حدا بيتحمل الوجع"... مُصابون ومتعافون ينقلون تجربتهم مع أعراض فيروس كورونا

هدف المقطع المصور الذي بثه أبو دياب، عبر حسابه على فيسبوك، كان التحذير من اعتبار الإصابة بكورونا "وصمةً ينبغي إخفاؤها"، بعدما لاحظ اتجاهاً مجتمعياً نحو ذلك.

وقال أبو دياب: "شو الوصمة إنو معك كورونا؟ بايع دارك لليهود أو سارق ولا شو؟ ماخد فيروس من الهوا مش من الجنس، مغسلتش إيديك. إنو الناس بدها تخاف منك؟ عادي حتى لما نصاب بالإنفلونزا العادية نقول للناس متقربش عليا".

ثم أردف: "أنا ومرتي وعيلتي وكلنا معنا كورونا. شو نعمل عشان نصير ناس أحسن في نظرك؟".

واعترف أبو دياب بأن الخطأ الذي يقر بارتكابه هو عدم التزام الحجر الصحي وتفادي الزيارات، داعياً الجميع إلى ملازمة البيت حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين.

تدابير الوقاية الشخصية

تندرج الأعراض المذكورة آنفاً في إطار المعلومات التي تقدمها منظمة الصحة العالمية بشكل منتظم عن الفيروس. وكانت قد أشارت مراراً إلى أن أكثر أعراض كورونا شيوعاً هي الحمى والإرهاق والسعال الجاف، علماً أن بعض المرضى قد يعانون احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال.

ولفتت إلى أن هذه الأعراض تظهر خفيفة على نحو تدريجي. ووفق تدابير الوقاية الشخصية التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية، تأتي النظافة الشخصية وغسل الأيدي باستمرار أولاً، ثم التزام آداب العطس والسعال بتغطية الأنف والفم ثانياً، وطهو الطعام، لا سيما الحيواني منه بشكل جيد، ثالثاً.

في ما يتعلق بطبيعة الغذاء الصحي الذي يساعد على حماية الجسم، أوصت المنظمة بضرورة فصل الطعام النيء عن المطهو، وغسله جيداً بالماء النظيف، وتناول الطعام ساخناً قدر الإمكان، وحفظه في الثلاجة بعد طهوه بساعتين على الأكثر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image