أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن هناك تقديرات تشير إلى أن إجمالي المصابين بفيروس كوفيد-19 المستجد بلغ في مصر 19 ألفاً، وهذا ما نفته الحكومة المصرية.
استندت الصحيفة البريطانية إلى تقديرات نشرها مختصون في الأمراض المعدية بجامعة تورونتو الكندية، بعدما درسوا بيانات الرحلات والمسافرين ومعدلات الإصابة المعلنة داخل البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات هؤلاء الباحثين تثبت وجود 19310 إصابات لم تعلنها الحكومة المصرية.
وفي أول تعليق رسمي، قال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، في 16 آذار/مارس، إن ليس لدى مصر 19 ألف حالة من الإصابة بفيروس كورونا.
كيف أُحصي هذا العدد؟
وفق تقرير الغارديان، بدأ العلماء برصد البيانات، منذ مطلع آذار/ مارس الجاري، عندما أعلنت الحكومة المصرية وجود ثلاث حالات إصابة بالفيروس، وهذا ما يعني أن الأرقام الآن على الأرجح أعلى.
غير أن الباحث في معهد أبحاث مستشفى تورنتو، إسحاق بوغوش، الذي أعد هذه التقديرات مع باحثين آخرين، قال في تغريدة إن عدد الحالات المصابة أقرب إلى ستة آلاف.
ولفت إلى أن التقديرات بوجود 19 ألف إصابة قد لا تخلو من المبالغة. وأوضح أن كثيرين لم يقرأوا تغريداته كاملة بشأن التقديرات التي نشرها عن معدل الإصابات في مصر.
وقال: "أعلى تقدير هو 45 ألف حالة إصابة، لكن يظل الرقم الأقرب هو ستة آلاف".
يبقى السؤال الأبرز الذي طرحه كثيرون: ما الذي دفع هؤلاء الباحثين إلى إجراء مثل هذه التقديرات؟
الحقيقة أن الشكوك في صحة أعداد المصابين بالفيروس في مصر زادت بعدما أعلنت عدة دول ظهور أعراض الإصابة على نحو 97 سائحاً عائداً من مصر.
وهذا يكشف المفارقة الكبيرة بين ما تعلنه الحكومة المصرية، التي أكدت حتى الآن ظهور 126 حالة إصابة، وما أعلنته هذه الدول بعد عودة السياح من مصر.
باحثون كنديون يزعمون إصابة آلاف المصريين بـ"كورونا"، والحكومة المصرية تقول: "لدينا 126 حالة فقط"... فما الحقيقة؟
إحدى العائدات المصابات، سيدة تايوانية كانت على متن رحلة بباخرة في نهر النيل تقوم برحلات بين أسوان والأقصر. وقد أكدت سلطات تايوان إصابة السيدة عقب عودتها من مصر.
وأعلنت الحكومة المصرية أنها فحصت جميع الذين كانوا على متن هذه الباخرة، واكتشفت أن 12 مصرياً من العاملين عليها مصابون بالعدوى. وذكرت أن السيدة التايوانية هي التي حملت الفيروس إلى البلاد، وهذا ما نفاه مركز السيطرة على الأمراض في تايوان، مشيراً إلى أن مصدر الإصابة كان في الأقصر أواخر شباط/فبراير الماضي.
هل هناك سر؟
تساءل كثيرون عن عدم ظهور أعراض كورونا على المصابين إذا كانت هناك آلاف الحالات في مصر.
سلطت الغارديان الضوء على هذا، لافتةً إلى أن لدى مصر عدداً كبيراً من الشباب، وهذا ما يعني أن عدداً أقل من الأشخاص ستظهر عليهم الأعراض الخطيرة لفيروس كورونا.
وتفاعل الكثير من الباحثين والأطباء في مصر مع التقديرات التي أوردها الباحثون الأجانب، إذ اتفق فريق كبير منهم على أن لدى جميع الدول حالات أكثر مما أعلنت. ورأوا مبالغةً في تقرير الغارديان.
وأوضح الباحث المصري تيموثي كالدس أن كل بلد توجد فيه إصابات أكثر مما أعلن. وأضاف في تغريدة: "لا أحد أجرى اختباراً شاملاً. كل بلد لديه حالات أكثر مما يمكن تأكيده".
واعتبر مصطفى حسين أن هذا التقدير واسع جداً (بين ست و45 ألف حالة).
وأضاف حسين وهو طبيب مصري: "قد تكون الأرقام أعلى من المبلّغ عنها، ولكن حتى الآن ليست عالية، لأن المستشفيات، التي أعمل في واحد منه، ستمر بها حالات مشتبه فيها. علماً أن عدد الوفيات لم يزل محدوداً".
مؤامرة؟
منذ أن نشر مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ديكلان ولش تغريدة الباحث الكندي بشأن أرقام المصابين في مصر، شكك أنصار الحكومة المصرية في الأرقام، مطالبين بترحيل من يروج لها.
قال النائب في البرلمان المصري محمود بدر: "العالم الكندي الذي أجرى دراسة استندت إليها نيويورك تايمز والغارديان لتقولا إن مصر فيها آلاف المصابين بكورونا، ترك بلده التي أصيب رئيس وزرائها بكورونا ليجري دراسة علينا!".
وأضاف ساخراً في تغريدة: "صحيح العالم الكندي يلهيك واللي فيه يجيبه فيك!"، وهو تعبير مصري يقصد به الإلهاء عن مصائب الذات عبر إلصاقها بآخرين.
الشكوك في صحة أعداد المصابين بالفيروس في مصر زادت بعدما أعلنت عدة دول إصابة 97 سائحاً عقب عودتهم من القاهرة. كيف هناك 19 ألف مصاب ولا تظهر عليهم أعراض؟
وانتقد بدر مراسل نيويورك تايمز لإعادة تغريد تدوينة الباحث الكندي، موجهاً الكلام إليه: "أعتقد أنك رجل كاذب... وأتمنى أن يتم القبض عليك وإحالتك إلى النيابة العامة إذا كنت موجوداً داخل مصر. إما أن تثبت صحة كلامك أو تتم محاكمتك بتهمة نشر أخبار كاذبة".
وحذف ولش تغريدته عقب تعرضه لهجوم كبير عبر حسابه.
وقالت سارة فهمي التي يتابعها نحو 150 ألف شخص على تويتر: "إذا كان في مصر 19 ألف حالة كما تدعي صحف مأجورة ومن فرحوا بالخبر الكاذب، فما مصلحتها في إخفائها؟".
وتابعت: "لو سألت نفسك لن تجد إجابة منطقية. اسأل نفسك ثانيةً، أين قد تخفي مصر الـ19 ألفاً؟ إذا كان هذا العدد موجوداً فعلاً لظهر في المستشفيات، إذ لا يمكن إخفاؤهم تحت الأرض".
وتؤكد وزارة الصحة المصرية "الشفافية الكاملة في الإعلان عن أي إصابة بالفيروس بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية"، التي أشادت قبل ساعات عدة على لسان ممثلها في مقابلة على قناة CNN بالطريقة التي تعاملت بها مصر مع فيروس كورونا ونجاحها في السيطرة على معدلات انتشاره لما تتمتع به من "نظام مراقبة من أقوى الأنظمة في المنطقة".
في الوقت نفسه، تحذر السلطات المصرية من ترويج الشائعات عن انتشار الفيروس. وكانت قد قبضت، في الأسبوع الماضي، على ثلاثة أشخاص بتهمة ترويج الشائعات عن فيروس كورونا.
وقالت وزارة الداخلية المصرية: "المتابعة الأمنية رصدت قيام ثلاثة أشخاص بترويج الشائعات على حساباتهم الشخصية على موقع فيسبوك، ونشر أخبار مغلوطة عن حالات الإصابة بفيروس "كورونا" داخل مصر خلافاً للحقيقة. تمّ اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم والعرض على النيابة العامة".
يأتي هذا الإجراء استجابةً لقرار رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قضى بـ"اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال كل من أذاع أخباراً، أو بيانات كاذبة، أو شائعات، تتعلق بفيروس "كورونا المستجد"، أو غيره، بهدف تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب بين المواطنين، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون