بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي ترقص في الطريق العام، قضت محكمة أردنية بحبس فتاة ثلاثة أشهر بتهمة خرق حظر التجوّل الذي فرضته المملكة ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار فيروس "كورونا".
أفادت بذلك عدة مواقع محلية، مشيرةً إلى أن "قاضي بداية محكمة الزرقاء قرر سجن فتاة ثلاثة أشهر في سجن الجويدة لمخالفتها أمر الدفاع".
ونقلت عن مصادر أمنية أن "الفتاة خالفت قانون الحظر وظهرت في فيديو أثناء رقصها في شارع بالزرقاء".
وقبل يومين، تداول عدد من الناشطين الأردنيين مقطعاً مصوراً يظهر الفتاة نفسها وهي توقف سيارتها في منتصف الطريق ثم ترقص على أنغام الموسيقى العالية المنبعثة من سيارتها.
وبدا أن الفتاة تصر على استكمال رقصها برغم وقوف عدة سيارات خلف سيارتها راحوا أصحابها ينبّهونها إلى ضرورة إزاحة السيارة وفتح الطريق.
وعلق البعض على المقطع معتبرين ما فعلته الفتاة تصرفاً غير مسؤول و"استهتاراً" بإجراءات الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا، لا سيما حظر التجوّل.
بعد حكم الحبس ثلاثة أشهر لأردنية اخترقت حظر التجوّل لترقص في الشارع العام… هل يطبق الحكم على أكثر من 800 شخص ارتكبوا الفعل نفسه حتى الآن؟
وفي 21 آذار/مارس، أعلن المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن القبض على الفتاة والتحقيق معها.
تزامن هذا مع الساعات الأولى لتطبيق القرار القاضي بحظر التجوّل في المملكة للحد من حركة السكان البالغ عددهم عشرة ملايين في إطار المساعي لمنع انتشار فيروس كورونا.
استهتار بالحظر؟
يُذكر أن الفتاة المنتقبة كما جرى وصفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليست الوحيدة التي خرقت حظر التجوّل. فبعد يومين على سريان العمل بالقرار أعلن المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أنه، بالتعاون مع القوات المسلحة/الجيش العربي، جرى توقيف المخالفين لأوامر الحظر في مركزين بمواقع تابعة للجيش في منطقتي خو والحسا.
وكانت حصيلة الموقوفين على خلفية ذلك في 22 آذار/مارس 693 مقابل 186 منذ صباح 23 آذار/مارس حتى كتابة هذه السطور.
دراسة تحليلية تخلص إلى أن موقف الأردنيين من أزمة كورونا "معتدل"، وأن الذعر تراجع مع الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة… لكن لماذا يخرق العشرات حظر التجوّل؟
وفي ظل إصرار مواطنين على خرق الحظر، قررت السلطات زيادة أعداد دوريات المراقبة ونشرها في الأحياء السكنية والطرق الفرعية لضبط المخالفين.
وبرغم تسجيل 112 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في الأردن حتى مساء 22 آذار/مارس، لا تزال نسبة كبيرة من الأردنيين تتعامل مع الفيروس بالنكات والسخرية.
وحللت شركة إبسوس الأردن محادثات الأردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا، منذ إعلان أول حالة مؤكدة في البلاد في 2 آذار/مارس الجاري حتى 18 منه. ورصدت 109.336 تفاعلاً على هذه المنصات عن الفيروس، تصدرت "النكات والفكاهة" 28% منها، تلتها المناقشات بشأن متابعات الحكومة وإجراءاتها بنسبة 18%، وتبادل المعلومات بين المواطنين عن إجراءات الحكومة وإجراءات الوقاية.
ووصفت الشركة موقف الأردنيين من أزمة تفشي كورونا بـ"المعتدل"، لافتةً إلى "تراجع الإحساس بالذعر في مراحل لاحقة مع زيادة الإجراءات الاحترازية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه