شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"الله يلعن شرف العائلة"... لا حجْر صحياً على بعض نساء العراق المُصابات بـ"كورونا"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 23 مارس 202012:56 م

تتعدد أشكال جرائم قتل النساء في بعض بيئات المجتمعات العربية والجامع المشترك بينها هو الجهل. والآن، في زمن الكورونا، تظهر ثقافة "الشرف" لتعرّض أرواح كثيرات للخطر.

في بعض بيئات المجتمع العراقي، تقع المرأة تحت خطر الموت حالياً إذا أصيبت بفيروس كورونا لأن "النساء لا يُحجر عليهن"، حفاظاً على شرف العائلة. فالحجر "معيب، ومغاير للعادات والتقاليد التي لا تسمح للمرأة بالمبيت في أماكن غير بيتها من دون مرافق". 

النقاش حول الموضوع ظهر إلى العلن بعدما أشارت تقارير صحافية إلى أن أسرة عراقية في بغداد منعت نقل ابنتها المصابة بالفيروس إلى الحجر الصحي وأن عشيرتها تدخلت "لمنع الكوادر الطبية من حجرها" باعتبار الحجر عيباً. 

وكانت وكالة سبوتنيك قد نقلت عن طبيب فضّل عدم الكشف عن هويته واسم المستشفى الذي يعمل فيه أن "عشيرة المرأة المصابة تشاجرت مع الكوادر الطبية لمنع حجر المرأة التي أخذوها معهم إلى البيت من دون أن يعوا خطورة هذا الوباء العالمي الذي تسبب بوفاة الآلاف". 

هذه المعلومات أكدها علي البياتي، وهو عضو في المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، لافتاً إلى "حدوث حالات رفض نقل فتيات ونساء مصابات بالفيروس إلى الحجر الصحي بحجة أن نقلهن مخل بالشرف ومعيب". 

وأضاف: "هذه الحالات تحدث في ظل اعتراضات الأهالي على الحجر الصحي، وحتى على تخصيص أماكن الحجر. مثلاً، الدولة تخصص مستشفى معيناً في منطقة ما لحجر المصابين بفيروس كورونا، والأهالي يرفضون ذلك بحجة الخوف، وينظمون تظاهرة أمام المستشفى"، مشيراً إلى أن هذه المشاكل تعود إلى "ضعف هيبة الدولة وقلة الوعي".

ويعتقد البياتي أن العراق تجاوز مرحلة المصابين الوافدين بالفيروس إلى المرضى المقيمين، "بمعنى أن الوباء بدأ يتحول إلى مجتمعي في العراق، وهو أمر مخيف".

في بعض بيئات المجتمع العراقي، تقع المرأة تحت خطر الموت حالياً إذا أصيبت بفيروس كورونا لأن "النساء لا يُحجر عليهن"، حفاظاً على شرف العائلة. فالحجر "معيب، ومغاير للعادات والتقاليد التي لا تسمح للمرأة بالمبيت في أماكن غير بيتها من دون مرافق"

هذا ليس خيالاً ولا فنتازيا

هذه الأخبار المتداولة أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي تخطت حدوده العراق. فقد علّقت الصحافية التونسية أمل المكي على حسابها على فيسبوك قائلةً: "بدعوى حماية الشرف، ترفض عائلات عراقية وضع النساء المصابات بفيروس كورونا قيد الحجر الصحي! هذا ليس خيالاً ولا فنتازيا ولا فيلم رعب… إنه حقيقة مرّة أخرى تأتينا من بلد عربي حيث العورة عورة ولا ينفع خروجها من البيت أو مبيتها خارجه وإن كان ذلك في المستشفى وفي ظل وباء عالمي لا يبقي ولا يذر!".

وأضافت: "جائحة واحدة لا تكفي…". 

"الله يلعن شرف العائلة"

وتصاعدت الأصوات "اللاعنة" لحجة "شرف العائلة" بعدما انتشر الخبر عبر فضاء الإنترنت.

وتداول مغرّدون عراقيون أنباء عن قصص مشابهة جرت في أماكن أخرى من العراق:

ولفتت مغردة إلى أنها "تعبت من العرب"، متسائلةً: "متى ينتهي الجهل ويموت؟". وأشارت أخرى إلى أن "كل شيء قابل للتغيير سوى تخلّف بعض العائلات العربية". 

ووسط التعليقات الغاضبة، ظهر تعليق يسخر من منطق العائلات التي تمنع نقل بناتها المصابات بالفيروس إلى الحجر الصحي: "بتضاجع الأطباء". 

ولا يقتصر الأمر على منع نقل المرأة إلى الحجر الصحي إذ إن هناك نساء يخفين الإصابة أصلاً. فقد نوّه الإعلامي العراقي عامر إبراهيم بأن هناك "وصمة عار" تُلاحق المصاب بفيروس كورونا وعائلته في العراق، وهو ما دفعه لقول: "إنكار الإصابة، وخصوصاً بين النساء، قد ينقل العدوى إلى بقية أفراد العائلة والعشيرة التي تتردد في الإفصاح عن الإصابة. العقل سلاحنا الأول في مواجهة الوباء". 

علماً أن وزارة الصحة العراقية أعلنت في 22 مارس/آذار تسجيل ثلاث وفيات و19 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، ليرتفع عدد الوفيات إلى 20 والإصابات إلى 233.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image