تبارى عدد كبير من مشاهير عالمي كرة القدم والفن في مصر خلال الساعات الماضية على التبرع بكفالة عدد من الأسر الفقيرة التي ستتعرض لضرر مباشر إبان فترة الحجر المنزلي الموصى بها لتفادي تفشي جائحة كوفيد-19، لمدة ثلاثة أشهر.
وحتى كتابة تلك السطور، أعلنت مصر 256 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، توفي سبع منها. واتخذت إجراءات احترازية مشددة وحثت مواطنيها على التزام منازلهم.
غير أن هذا يضر بصورة مباشرة بمئات آلاف الأسر التي تعتمد على "الأجر اليومي" مثل العاملين في الحرف والمهن البسيطة، لذا تحرك عدد من المشاهير لدعمهم.
بدأ "تحدي الخير" لاعب كرة القدم في النادي الأهلي المصري سعد سمير عندما ظهر في مقطع مصور، في 18 آذار/مارس، معلناً كفالة 20 أسرة متضررة من فترة الحجر الصحي وتوقف غالبية الأشغال، واستمرار آثار الأمطار الغزيرة التي رافقت ما يعرف بـ"منخفض التنين".
تحدي الخير من سعد سمير.. مدافع الأهلي أعلن التكفل بـ 20 أسرة ويتحدى وليد سليمان وشريف إكرامي وتريزيجيه وكريم نديفيد ومحمود علاء وطارق حامد ?? pic.twitter.com/Q0zr8LlgE2
— FilGoal (@FilGoal) March 18, 2020
وطرح سمير أسماء مجموعة من زملائه اللاعبين متحدياً أن يقوموا هم أيضاً بكفالة أعداد أكبر من الأسر.
انا ووالدى ربنا يباركلي فيه قررنا نشارك في الخير و نتكفل ب ٥٠ اسره محتاجه من المتضررين من فيرس كورونا في ظل الظروف الصعبة ال بتمر بيها البلد و بنتحدي انهم يكملوا الخير و ميوقفش ?? pic.twitter.com/42WCPOErWX
— mahmoud kahraba (@MKahraba) March 19, 2020
"حاجة تفرّح"… مشاهير الفن والرياضة والسياسة في مصر يسابقون إلى كفالة الأسر الفقيرة لمدة ثلاثة أشهر من أجل مواجهة أزمة كورونا. أيهم أكثر سخاءً؟ #تحدي_الخير
مشاهير الفن والرياضة والسياسة
على الفور انهالت المقاطع التي بثها نجوم الرياضة في البلاد بكفالة أعداد متفاوتة من الأسر تراوحت بين 20 و30 أسرة. ومن أوائل المتبرعين اللاعبان أحمد فتحي ووليد سليمان ومحمود علاء وطارق حامد وآخرون.
لكن الأمر لم يتوقف عند لاعبي الكرة، إذ انتقلت عدوى "تحدي الخير" إلى الوسط الفني سريعاً جداً وبشكل أكثر سخاءً. فتبرعت الفنانة منى زكي بكفالة 80 أسرة، والفنان تامر حسني بـ400، والفنانة أمير كرارة بـ100، ومحمد رمضان بمليوني جنيه مصري لوزارة الصحة المصرية من أجل علاج المصابين بالفيروس.
ووصل الأمر إلى النخبة السياسية في البلاد، فبدأ النائب محمود بدر ما أسماه "تحدي النواب" الذي أعلن أنه سيؤمن حاجات 50 أسرة لمدة ثلاثة أشهر ناقلاً التحدي لنائبين آخرين وحاثاً البقية على المشاركة.
اللافت أن النجوم المصريين استغلوا المقاطع التي بثوها في هذا الصدد لتشجيع المواطنين على البقاء في المنزل وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى حفاظاً على أرواحهم وأرواح المحيطين بهم.
وحتى مساء 19 آذار/مارس، تخطى عدد الأسر المكفولة عبر المبادرة أكثر من ألف مع توقعات بتضاعف العدد لدى مشاركة أسماء بارزة مقترحة مثل رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة والفنان عمرو دياب والفنانة إسعاد يونس واللاعب محمد أبو تريكة.
رافضاً المشاركة في تحدي الخير… نجيب ساويرس: "أرجو من كل من سألني أو طلب مني التبرع لأزمة الكورونا أن يبدأ بنفسه أولاً وأن يتبرع حسب قدرته. أما أنا فلن أعلن ما تبرعت به لأني ضد الإعلان، وهذا بيني وبين ربي". ما رأيكم؟
"فيها حاجة حلوة"
وأشاد العديد من المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالخطوة التي تعكس الشعور بالمسؤولية المجتمعية لدى مشاهير مصر، لافتين إلى أنها "حاجة تفرح" و"فيها حاجة حلوة". كتب أيمن علي: "أحمد فتحي يتكفل بـ30 أسرة، وليد سليمان بـ20 أسرة، سعد سمير بـ20 أسرة، محمد الشناوي بـ20 أسرة، طارق حامد بـ30 أسرة، محمود علاء بـ30 أسرة، كريم نيدفيد بـ20 أسرة. تحدي الخير الذي بدأه لاعبو كرة القدم فى مصر لمساعدة الأسر المتضررة من إجراءات مواجهة كورونا، البقية تأتي والمواقف لا تُنسى".
لكن فريقاً آخر رأى أن "فعل الخير في الخفاء أفضل"، وأن الإعلان "ينقص الأجر".
يبدو أن من هؤلاء رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس الذي رد على الذين رشحوه للتحدي عبر تغريدة: "أرجو من كل من سألني أو طلب مني التبرع لأزمة الكورونا أن يبدأ بنفسه أولاً وأن يتبرع حسب قدرته. أما أنا فلن أعلن ما تبرعت به لأني ضد الإعلان، وهذا بيني وبين ربي. ارحمونا من التعليقات غير المفيدة".
ورد آخرون على هذا المنطق بأن الإعلان هنا ليس منة، بل تشجيع للآخرين على الاقتداء به ومحاولة لبث الطمأنينة في نفوس الأشخاص من طريق التزام الحجر المنزلي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...