شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حركة

حركة "الأضحكني" الاحتجاجية… كيف رد عراقيون على الفنان سنان العزاوي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 18 مارس 202001:15 م

"عود هذا الفنان!"، هكذا كان لسان حال العراقيين المستغربين من تورط نجم دراما عراقي مع ميليشيا القبعات الزرقاء (القبعات الزرق) التابعة لمقتدى الصدر، والتي قامت بعمليات ترهيب وضرب بالهراوات والسكاكين للمتظاهرين، لحماية ترشيح علاوي.

سنان العزاوي، ممثل عراقي حاصل على ماجستير في الإخراج المسرحي، عضو عامل في نقابة الفنانين العراقيين، حاصل على عدّة جوائز عن مشاركاته المسرحية والأكثر شهرة بمشاركته فيما يقارب الثلاثين عملاً درامياً، ما يجعله نجماً في الدراما العراقية بامتياز.

معلومات كهذه يمكن إيجادها عن أي فنان في صفحة محرك البحث الأولى، لكن في حالة سنان العزاوي، عليك أن تعود عدّة صفحات إلى الوراء، فالصفحات الأولى تتناول قبعته الزرقاء و"تشبيحه" الصدري، الذي بدأ مع ترشيح محمد علاوي المدعوم صدرياً، بالإضافة إلى ما ينشره على مواقع التواصل من استفزازات مستمرة، حتى أن صفحة ويكيبيديا الخاصة به لا تتناول معلوماته الشخصية وأعماله، إنما تتناول أفعاله الأخيرة المثيرة للجدل.

رغم أن سنان العزاوي حالة فردية حتى الآن، إلا أنّ فعلته تثير التساؤلات والشكوك حول الفن العراقي، وسطوة الميليشيات على المجالات كافة.

كان الفنان العزاوي قد نشر صورة له على الفيسبوك بالقبعة الزرقاء، والتي تعد علامة العصابات التي هاجمت المتظاهرين الرافضين لمحمد علاوي، في المطعم التركي المعروف بجبل أحد، بالإضافة إلى قيامهم بحرق الخيم وعدّة عمليات ترهيب أخرى.

صورة سنان بالقبعة الزرقاء جعلت الشعب العراقي يزداد احباطاً من فنانيه الذين لم ير منهم أي دعم يذكر في الحراك الأخير، ورافق السخط تجاه فعلة سنان تساؤلات حول دور الفن الذي يجب أن يكون إيجابياً وذا قضية، ومهما كانت هذه الفكرة جدلية في الفنون، فإنها حقيقية، على الأقل في مجال الدراما التلفزيونية كونها مجالاً فنياً ترفيهياً فقط، وفي الغالب جمهوره يشمل كل فئات الناس، ولذلك على الممثل أن يكسب احترام الجمهور وإلا فلن يرغب أحد بمشاهدته مجدداً.

إلا أن سقوط فنان الدراما العراقية لا يحمل أهمية كبيرة لما تعانيه من انحدار دائم، سواء في المحتوى الفني أو الأداء، وبالتالي تمويل قليل وأجور ضئيلة جداً للممثلين، الأمر الذي يجعل تحول الفنانين للميليشيات أمراً منطقياً في ظل ظروف كهذه، فالممثل الذي يلهث وراء المال لن يجده في الدراما العراقية، والميليشيات اللاهثة وراء مريدين مختلفين لتلميع صورتها، ستستقطب الجائعين الذين سيمثلون لصالح مخرج أو قائد ميليشيا، أو أي كان من يدفع!

رغم أن سنان العزاوي حالة فردية حتى الآن، إلا أنّ فعلته تثير التساؤلات والشكوك حول الفن العراقي، وسطوة الميليشيات على المجالات كافة.

كان الفنان العزاوي قد نشر صورة له على الفيسبوك بالقبعة الزرقاء، والتي تعد علامة العصابات التي هاجمت المتظاهرين الرافضين لمحمد علاوي، في المطعم التركي المعروف بجبل أحد، بالإضافة إلى قيامهم بحرق الخيم وعدّة عمليات ترهيب أخرى

بعد هذه الصورة، نشط سنان على الفيسبوك بمنشورات تهديد، فيقول في أحدها: "ترة بكيفنا وتذكروا هذا المنشور"، أي أن القرار يعود للتيار الصدري وأتباعه وليس إلى ساحة التحرير.

وفي الوقت الذي انتشر فيه فيروس كورونا في العراق بشكل كبير، فقد تبع مقتدى الصدر في تصريحاته حول رفض أي علاج قد يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتحول كجزء من حالة بطولة وهمية يعيشها الصدريون، من خلال رفضهم لإجراءات الوقاية خلال الزيارات الدينية، وتجلى ذلك في منشوره حول زيارة الإمام الكاظم الذي قال فيه: "ما أظل بالبيت لو يجي هبل وترامب"، ثم أنكر هذا الكلام في فيديو يقول فيه إن صفحته تعرضت للتهكير، وفي بوست آخر اعتذر من مقتدى الصدر على هذا الكلام، ما يناقض الفيديو الذي ينكر فيه، فكيف يعتذر إن لم يكن هو حقاً؟

بدا سنان وكأنه يتحدى الشعب العراقي وحريته وأمانه أيضاً في منشوراته المستفزة المتعددة، فأعاده العراقيون من خلال صفحات السوشال ميديا إلى وظيفته الأساسية في الترفيه قسراً، إذ جعلوا من منشوراته على الفيسبوك مادة للضحك، حيث بدأت حملة تفاعل بـ"أضحكني" موجهة نحوه، قاصدين بهذا السخرية من محاولات الترهيب، وأيضاً الغباء الشديد الذي يثير الضحك بالفعل!

مع انتشار الكورونا في العراق، فقد تبع مقتدى الصدر في تصريحاته حول رفض أي علاج قد يأتي من أمريكا، وتحول كجزء من حالة بطولة وهمية يعيشها الصدريون، من خلال رفضهم لإجراءات الوقاية خلال الزيارات الدينية، وتجلى ذلك في منشوره حول زيارة الإمام الكاظم الذي قال فيه: "ما أظل بالبيت لو يجي هبل وترامب"

غروب على الفيسبوك اسمه "جيش الأضحكني" وضع نصب عينيه إسقاط النظام الإعلامي الطائفي والفاسد على الفيسبوك، ساعد في إغلاق صفحة سنان العزاوي عبر الإبلاغ عنها بعد الضحك، ومن بعده هناك قائمة طويلة لشخصيات للضحك منها.

ميثم حسان، أدمن غروب "جيش الأضحكني"، قال لرصيف22، إن المجموعة تأسست منذ سنتين تقريباً وليس مع سنان، وكان الهدف منها هو إغلاق الصفحات الطائفية تحت شعار "حط ضحكتك وإبلاغ"، وسنان وغيره ممن يمثلون الميليشيات يحملون خطاباً طائفياً يستحق الهجوم عليه بالضحك، كما تم إطلاق هاشتاغ #ضحكني_حركة_احتجاجية، لإظهار الهدف الحقيقي من الحملة.

أنهى ميثم كلامه معي بجملة: "حطي أضحكني"، وضحكت كثيراً بالفعل.

لاشكّ أن جيش الضحك أثار انتباهاً في الأيام الأخيرة، وبالتالي فتح الصدريون كيس التهم الجاهزة -يمكننا أن نجد نسخة منه في كل البلدان العربية التي تشهد ثورات- وفي مقدمتها تهمة "أبناء السفارات" و"الجوكرية"، التهمة المثيرة للسخرية، التي يستخدمها التيار الصدري إشارة إلى أن المتظاهرين أتباع لشخصية الكوميكس الأمريكية الجوكر.

عاد سنان العزاوي مجدداً ليقول إن الجوكرية أغلقوا صفحته وسيقاضيهم، وبالطبع تمت مهاجمته بألف ضحكة!


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard