يبدو أن الثورة الشعبية العراقية دخلت مرحلة جديدة من "القمع" المعلن هذه المرة، بعدما بدأت تشكيلات من "القبعات الزرق" الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر مهاجمة المتظاهرين السلميين المعتصمين في الساحات وعند مفارق الطرق الرئيسية بالأسلحة والحجارة.
وبعد ساعاتِ من توجيه الصدر أتباعه، بالتنسيق مع القوات الأمنية، لفتح الطرق وإنهاء التظاهرات الشعبية، سجلت اشتباكات عدة بينهم وبين المتظاهرين في بضع ساحات مخلّفةً عدداً من الجرحى، وفق ما أفاد العديد من الناشطين العراقيين وأظهرته مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجعل هذا عراقيين كثراً يسألون هل من الممكن أن يصبح "القمع" وسيلة لفرض الحكومة الجديدة المرفوضة شعبياً؟ وهل أصبحت الدعوة لفض التظاهرات رسمية؟ ولليوم الثالث على التوالي، يتظاهر العراقيون بكثافة اعتراضاً على تكليف محمد توفيق علاوي، المدعوم من الصدر، تشكيل الحكومة الجديدة، فيما كشف مصدر سياسي عراقي لموقع "السومرية نيوز" المحلي عن أن "رئيس الوزراء المكلف باشر، في 3 شباط/فبراير، مشاورات تشكيل الحكومة وآلية إجراء انتخابات مبكرة".
"القبعات الزرق" الموالية لمقتدى الصدر تهاجم المتظاهرين في الساحات وتفتح الطرق عنوة… هل يمكن فرض قبول حكومة علاوي بـ"القمع"؟
هجوم على الساحات
وقال ناشطون إن "القبعات الزرق" أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين في النجف صباحاً لإجبارهم على فتح الطرق وهددوهم بالأسلحة.
النجف ..
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 3, 2020
القبعات الزرق يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين لفتح الطريق ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/vyvIwvQfJF
واشتبك هؤلاء مع المتظاهرين في بابل وأسقطوا 10 جرحى وفق مواقع محلية، قبل أن تتمكن تدفقات المتظاهرين من طردهم في النهاية، مرددين "بره بره الثورة مستمرة".
لحظة طرد القبعات الزرق في بابل???بره بره #الثوره_مستمره pic.twitter.com/39ZUHn9zFA
— T.m333 (@M333T) February 3, 2020
وأوضح ناشطون أن أتباع الصدر استولوا على منصة ساحة الاعتصام في الحلة بعد هتاف المتظاهرين "لا مقتدى لا هادي… حرة تظل بلادي".
بابل ..
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 3, 2020
القبعات الزرق تهاجم المتظاهرين في ساحة اعتصام مدينة الحلة ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/Kf5c8WH00d
وهاجم أتباع الصدر أيضاً وقمعوا تظاهرات طلابية في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قاروبالهراوات والحجارة.
ذي قار ..
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 3, 2020
القبعات الزرق تفض التظاهرات الطلابية في قضاء سوق الشيوخ ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/eJCrnvE1BU
في حين عملوا على إزالة اللافتات التي تعارض تكليف علاوي في ساحة التحرير بعد تمكنهم من السيطرة عليها بعض الوقت.
بغداد ..
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 3, 2020
اصحاب القبعات الزرق يقومون بازالة جميع اللافتات التي تحمل محمد توفيق علاوي مرفوض من ساحة التحرير ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/UuxMI2q8gO
إلى ذلك، تداول ناشطون مقطعاً يبرز استعراض أصحاب "القبعات الزرق" أسلحتهم استعداداً لـ"مهاجمة ذيول أمريكا"، على حد وصفهم للمتظاهرين.
مقطع فيديو يظهر استعداد مجموعة تعرف باسم القبعات الزرق تابعة لأحد الجهات السياسية للهجوم على المتظاهرين.
— MOHAMMED AL SULEMAN (@mohammed077224) February 3, 2020
الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية حماية المتظاهرين من اي اعتداء يطالهم، خصوصا وأن المهاجمين ينتمون إلى حزب سياسي. pic.twitter.com/VHbFLXkuzK
وكانت "القبعات الزرق" قد اعتدت مساءً على المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد وساحة الأحرار بكربلاء.
بغداد ..
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 2, 2020
اعتداء أنصار مقتدى الصدر على المتظاهرين في ساحة التحرير ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/ViLTeRGYPg
وأدى هذا إلى استنكار متظاهري التحرير في بيان ما يتعرضون له من "إرهاب المجموعات الخارجة عن القانون التي تدعي الانتماء إلى التيار الصدري"، لافتين إلى أن "محاولات فض الاعتصام بالقوة لن تجدي نفعاً" وأن "موجة الثورة لن تنتهي إلا بعودة الوطن إلى أبنائه المخلصين".
تخفيفاً للضغط على "التحرير" ومواجهةً لمحاولات "إجهاض الثورة… دعوة إلى نقل مركز الاحتجاجات إلى ساحة الحبوبي في الناصرية
تعهدات بالدم ونقل مركز الاحتجاجات
كل هذا الترهيب لم يخِف المتظاهرين الذين كتبوا في عدة ساحات "تعهدات بالدم" من أجل استمرار الثورة.
كذلك دفعهم إلى الدعوة إلى "توحيد الكلمة" بإعلان ساحة الحبوبي في الناصرية مركزاً للانتفاضة في محاولة لتخفيف الضغط الذي يتعرض له متظاهرو التحرير ومواجهة محاولات "إجهاض الثورة".
لكن اللافت أن قيادة شرطة بابل أعلنت بعد هذه المواجهات أن من له الحق في حماية المتظاهرين أو دخول الساحات هو القوات الأمنية فقط، وهذا ما اعتبره المتظاهرون "صفعةً" للصدر.
قياده شرطة بابل تؤكد ان من له الحق بحماية المتظاهرين هي القوات الامنية ولا يسمح لأي جهة بالدخول الى الساحة فقط الاجهزة الأمنية ..#العراق_ينتفض pic.twitter.com/o09SvvpoDK
— Mustafa Hamid ?? (@mustafairaqi0) February 3, 2020
الموقف نفسه اتخذته شرطة النجف التي أعلنت "واجبنا الوطني والإنساني يفرض علينا حماية جميع المتظاهرين" الذين ناشدتهم "البقاء في ساحة الصدرين وعدم الخروج منها لضمان سلامتهم".
ومنذ انطلاق الاحتجاجت الشعبية في العراق، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قابلت الجهات الأمنية المتظاهرين بالعنف الشديد الذي أسفر عن سقوط 556 قتيلاً، بينهم 13 عنصراً أمنياً وفق أول إحصاء رسمي نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع) في 2 شباط/فبراير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...