خلال اليومين الماضيين، أثارت نجمة مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية أفنان الباتل استياء ناشطين وناشطات لتحريضها على العنف ضد المرأة ونشر الأفكار المسيئة إليها.
انطلقت الانتقادات للباتل بعدما تداول عدد من الناشطين عبر تويتر بعضاً من قصص سناب شات التي تردّ فيها على رسائل طلب النصيحة من متابعيها. هذه القصص التي أظهرت ازدواجية الباتل في تعليقاتها ووقوفها الصارخ ضد بنات جنسها.
ففي إحدى الرسائل، شكت امرأة للباتل خيانة زوجها مع امرأة يعرفها قبل زواجهما المستمر منذ خمس سنوات، فأجابتها الباتل باقتضاب: "كلمي إخوانها. علميهم (أخبريهم)".
وسبق أن شكت فتاة ثانية أن والدتها تخرج مع رجال يترددون إلى منزلها، وأنها تخشى "الفضيحة" وطلاقها، طالبةً حلاً من نجمة سناب شات. وردت الأخيرة: "صدق ما أدري وش الحل! بس أحس أقرب حل أعلم رجل يحبها من أهلها، يا إخوانك الكبار يا إخوانها هي الكبار... يجلدونها، يعاقبونها، يحبسونها، يؤدبونها. أي حل. لأن ما تسويه عار ما يرضي الله ولا رسوله ولا أهلها".
"أنتِ ومن هنّ على شاكلتك عار على جنس النساء وعلى الإنسانية"... سعوديون غاضبون من نجمة سناب شات في البلاد أفنان الباتل بعد تعليقات تحرض فيها على العنف ضد المرأة
"عار على جنس النساء"
ودشن ناشطون وناشطات وسم #أفنان_الباتل_اخرسي، طالبين منها فيه أن تمتنع عن التدخل في شؤون الناس، وواصفين حلولها بأنها تعكس "التناقض في أبهى صوره".
وقال صالح: "التحريض على العنف ضد المرأة وتجاوز أخطاء الذكر لأنه ذكر وعنده امتيازات في مجتمع ذكوري أَبَويّ قمة في العنصرية وانعدام الإنسانية. أنتِ (الباتل) ومن هنّ على شاكلتك عار على جنس النساء وعلى الإنسانية".
وسألت آن: "لماذا لم تقدمي حلك القبيح للزوجة؟ لماذا لم تخبريها أن ما يفعله زوجها عار؟ لماذا لم تطلبي منها أن تحرض أهلها وإخوة زوجها وأولادها الكبار على الإمساك به وجلده وتأديبه باسم الحب؟".
وأضافت: "تخيلي تطلعين مع سواقين لقضاء احتياجاتك، تجدين واحدة غير سويّة تتواصل مع بنتك أو ولدك بالسناب وتحرضهم على تحريض أخوالهم وأولادك بارتكاب ‘جريمة شںرف وغسل عار‘ وبطيخ فيكِ من تحت الطاولة! وتطلب من عيالك الكبار الذين ربيتِهم حبسك وجلدك وتأديبك باسم الحب!".
وطرحت ابتهال أسئلة أخرى مثل: "كيف يجلد الأبناء أمهم؟ كيف واحد يحبها يحبسها ويضربها؟ هل للحبس والجلد والتعذيب علاقة بالتأديب؟ ما دخل أي شخص في أن يحاسب امرأة راشدة عاقلة بعلاقاتها العاطفية؟".
امرأة: زوجي يخونني.
أفنان الباتل: افضحي المرأة التي يخونكِ معها لدى أشقائها.
معلقون: أنت تعيشين في برج عاجيّ. ألا تعلمين أن هذا التحريض في مجتمعنا السعودي قد يؤدي إلى القتل؟
"الرجال لا يخطئون ولا يعاقبون"
وقالت مغردة أخرى: "نحن نرفض العنف (ضد المرأة) بكل أشكاله وتأتي واحدة اسمها أفنان الباتل تتكلم من برجها العاجي وتحرض على العنف!!". وأضافت: "لاحظوا تقول كلمي رجل ‘يحبها‘ هذا الحب عندها بالجلد والحبس... يلعن حلولك والحب الذي تعرفينه!".
واعتبر البعض أن أزمة ما تنشره الباتل وأمثالها هي أن المجتمع السعودي "مجتمع راسخة فيه فكرة أن البنت ليست مثل الولد".
وحذرت نور: "الأخت مب (ليست) عايشه معنا بمجتمعنا، وما تدري أن الموضوع هذا قد يوصل للقتل، تؤيد وتحرض على هذا الشيء! تنصح اللي ما قدرت على زوجها أنها تحط حيلها على البنت وتوقعها في المشاكل مع أهلها مع أنها قد تكون لا تدري أنه متزوج!".
ونبه مغردون إلى أن ذينك الحلّين اللذين اقترحتهما الباتل "متسقان تماماً ونابعان من فكرة: علموا الرجال معاقبة المرأة أما الرجال فهم لا يخطئون ولا يعاقبون". وأوضحوا أنهم بانتقاد الباتل لا يدافعون عن أي تصرف مخطىء لأي من الجنسين وإنما يرفضون الوقوف مع الرجل على حساب المرأة.
ولفت معلقون إلى أن الباتل "ذكورية واعترفت سابقاً بأنها ترفض المساواة بين الجنسين"، مستعرضين بعض الشكاوى التي امتنعت عن التعليق عليها لأنها تتعلق بجرائم بشعة ارتكبها رجال في حق نساء، مثل أب يتحرش بابنته أو رجل خان زوجته مع خادمة.
وطالب مغردون بـ"محاسبتها" متهمين إياها بـ"تقمص دور المصلحة الاجتماعية فيما هي تحرض المراهقين ضد ذويهم وتنشر الفكر المنحرف" عبر حساباتها.
في المقابل، دافع متابعون عن الباتل لأنها "لم تقل غير الحق".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...