شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ماذا وراء دعوة حكومة الوفاق واشنطن إلى إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا؟

ماذا وراء دعوة حكومة الوفاق واشنطن إلى إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 24 فبراير 202006:34 م

في محاولة للحصول على دعم الولايات المتحدة في الصراع الدائر حالياً للسيطرة على طرابلس، دعت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً واشنطن إلى إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا.

تأتي هذه الدعوة بعدما بدا في العام الماضي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل إلى دعم الجنرال خليفة حفتر الذي تقاتل قواته حكومة الوفاق للسيطرة على طرابلس.وقال ترامب حينذاك إن حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية بعدما أقام في الولايات المتحدة عقدين، "يؤمّن النفط ويكافح الإرهاب".

 لذلك ركّز وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا على استخدام ورقة "تحالف حفتر مع روسيا" لجذب إدارة ترامب مرة أخرى إلى دعم مقاتلي الوفاق. وقال باشاغا في 22 شباط/فبراير إن "إقامة القاعدة الأمريكية سيوازي نفوذ روسيا المتزايد في إفريقيا".

 وظهر مقاتلون روس ضمن قوات حفتر في الاشتباكات الدائرة مع حكومة الوفاق للسيطرة على طرابلس.

وأضاف باشاغا: "الروس ليسوا في ليبيا فقط من أجل حفتر… إنهم يمتلكون إستراتيجية كبيرة في ليبيا وأفريقيا"

.وكانت الولايات المتحدة قد قدمت دعماً عسكرياً للمقاتلين - الذين يحاربون في طرابلس حالياً - عام 2016 لتحرير مدينة سرت من سيطرة تنظيم داعش.

وتشهد ليبيا اشتباكات قوية بين حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج وقوات الجنرال خليفة حفتر من أجل السيطرة على طرابلس.وتحاول حكومة الوفاق، بدعم من تركيا، منع قوات حفتر، التي تحصل على دعم مصري - إماراتي، من السيطرة على طرابلس.

هل تحتاج أمريكا قاعدة في ليبيا؟

أعلنت واشنطن في نهاية الشهر الماضي إستراتيجية جديدة لإعادة انتشار قواتها في العالم من أجل مواجهة النفوذين الروسي والصيني، تتضمن خطة تقضي بسحب عسكرها من أفريقيا، لكن البرلمان الأمريكي رفض هذه الخطة. وبعث 11 نائباً برئاسة نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أنتوني براون، برسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، يطالبون فيها بالتراجع عن سحب قواتهم من أفريقيا.

نشطاء رأوا أن قبول واشنطن دعوة حكومة الوفاق إلى إنشاء قاعدة عسكرية على الأرض الليبية سيكون نهاية لأطماع الإمارات ومصر وروسيا في ليبيا. هل ترد موسكو؟

وقال النواب الأمريكيون إنهم يعارضون خطة وزارة الدفاع، لأن روسيا والصين تستثمران في القارة لتعزيز نفوذهما.وأعلن إسبر أن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من افريقيا، لكن هناك مراجعة جارية من أجل إستراتيجية جديدة - لها الأولوية - لمواجهة روسيا والصين.وعليه، عبّر باشاغا عن أمله أن تكون ليبيا ضمن عملية إعادة الانتشار للقوات الأمريكية التي ستقرها واشنطن لمواجهة روسيا.

قال باشاغا: "نأمل أن تشمل عملية إعادة الانتشار ليبيا حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها روسيا".

وأضاف في محاولة لإغراء واشنطن: "ليبيا دولة مهمة في البحر المتوسط، فهي تمتلك ثروة نفطية وساحلاً يبلغ طوله 1900 كيلومتر". ورأى أن "موانئ ليبيا تتيح لروسيا أن تتخذ من بلاده بوابة إلى أفريقيا".

وفي خطوة قد تدعم محاولات حكومة الوفاق لإغراء الإدارة الأمريكية، قال تقرير للمفتش العام في البنتاغون صدر قبل عدة أيام إن أنشطة روسيا في ليبيا وشمال إفريقيا تشكل "تحدياً كبيراً للولايات المتحدة وشركائها".

وتتمركز القيادة الأمريكية الخاصة بأفريقيا (أفريكوم) في هامبورغ بألمانيا، وقد عبّر قادة عسكريون عن رغبتهم في نقل هذه القيادة إلى إحدى دول القارة السمراء.   

ماذا عن روسيا؟

مع ذلك، رأى بعض الخبراء أن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى قاعدة عسكرية أخرى في دولة مثل ليبيا، التي تشهد صراعاً خطيراً، وحذروا من تزايد الدعم الروسي لحفتر عقب هذه الخطوة.

وزير الداخلية في حكومة الوفاق يغري الولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية في بلاده: "ليبيا دولة مهمة في البحر المتوسط، فهي تمتلك ثروة نفطية وساحلاً يبلغ طوله 1900 كيلومتر"

في هذا الإطار قال ماكس أبراهام الخبير الأمريكي في شؤون الإرهاب والمحاضر في العلوم السياسية بجامعة نورث إيسترن بأمريكا: "هذا ما نحتاج إليه. قاعدة عسكرية أمريكية غير دفاعية في صراع خطير، وبعيد، ولا يوجد منتصر فيه".

ورأى المحلل السياسي الليبي فرج فركاش أن دعوة حكومة الوفاق لن يكون له صدى لدى الإدارة الأمريكية في ظل سياسات واشنطن الميالة إلى تقليص عدد جنودها في مختلف بقاع العالم المتوترة.

وأضاف لرصيف22: "لن يكون لهذه الدعوة صدى، خاصة أن لها تبعات إقليمية ودولية. ربما ستكتفي واشنطن بتكثيف التعاون الأمني مع حكومة الوفاق لا سيّما في موضوع مكافحة داعش والقاعدة".

وقالت الباحثة الجزائرية في الدراسات الأمنية فاطمة أودينا: "مِن المتوقّع أن تسرع روسيا إلى تصعيد الفوضى في ليبيا والتموضع أكثر فأكثر لاستباق الوجود العسكري الأمريكي برفع أعداد المرتزقة إلى ليبيا والسيطرة على المنافذ الإستراتيجية".

 القاعدة الأمريكية ردع للآخرين؟

 في سياق متصل، رأى ناشطون ليبيون أن القاعدة الأمريكية سوف تكون رادعاً لأطماع الدول الأخرى التي تدعم قوات حفتر في شرق ليبيا.

وقال الناشط الليبي في طرابلس جلال القبي: "قاعدة أمريكية يعني ببساطة أنسى كل الدول الأخرى التي تفكر تلعب بيك وثروات بلادك. أطماع السيسي وأطماع الإمارات باي باي، وأطماع فرنسا خلاص بقى، وأطماع روسيا انتهت بدون رجعة، وأطماع السعودية فاتها القطار".

وأعرب محمود عبدالعزيز عضو المؤتمر الوطني العام السابق عن حزب العدالة والبناء، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، عن رفضه وجود أي قاعدة أمريكية على الأراضي الليبية.

وأضاف: "هناك علاقة متوترة حالياً بين روسيا وحفتر. يجب استغلال ذلك من خلال إعادة العلاقات معها ومد يد حكومة الوفاق إليها. تصريح باشاغا يعني إعطاء الروس الضوء الأخضر ليأتوا وينشئوا قاعدة عسكرية".

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image