ما إن انطلق منتدى المرأة العالمي الذي تستضيفه دبي يومي 16 و17 فبراير/شباط الجاري بحضور ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشارته، إيفانكا ترامب، حتى انتشرت تساؤلات عن "أحقية" استضافة دبي المنتدى في ظل وجود انتهاكات لحقوق المرأة، لا سيما الدائرة المحيطة بحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
من هذا المنطلق، لفتت الصحافية والناشطة النسوية المصرية الأمريكية منى الطحاوي التي تسعى يومياً إلى "تحطيم النظام الأبوي" إلى أن دبي "ليس المكان الأمثل لاستضافة المنتدى"، مُذكرةً بـ"أميرات دبي الهاربات".
"دبي ليست المكان الأمثل لاستضافة منتدى المرأة العالمي. ماذا عن 'أميرات دبي الهاربات'؟"
تناقضات؟
خلال كلمتها في الافتتاح الرسمي للمنتدى، أشادت إيفانكا ترامب بجهود الإمارات في مجال دعم المرأة و"إسهامها في إنجاح مبادرة تمويل رائدات الأعمال، التي كانت شريكة في تأسيسها". وكان البيت الأبيض قد أطلق هذه المبادرة (مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة) العام الماضي من أجل تعزيز جهود التمكين الاقتصادي للمرأة في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إيفانكا ترامب في المنتدى إلى أن المبادرة تمكنت حتى اليوم من تحريك نحو 2.6 مليار دولار أمريكي في المنطقة من خلال تمويل القطاعين الحكومي والخاص، لافتةً إلى أن المبادرة "تهدف إلى الوصول إلى 50 مليون امرأة في أنحاء العالم بحلول العام 2025".
ووجّهت "تحية تقدير وإعتزاز لجهود خمس دول عربية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إحداث إصلاحات تشريعية مهمة تخدم مصالح المرأة وتزيد من مستوى تمكينها، وهي السعودية، والبحرين، والأردن، والمغرب، وتونس".
يبدو لافتاً شكرها للسعودية، خاصةً أنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان لجنة المرأة العربية إطلاق الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020، وهو الإعلان الذي قوبل باستهجان مع استمرار اعتقال مجموعة من أبرز الناشطات السعوديات اللواتي طالبن بأدنى حقوق المرأة كقيادة السيارة وإنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة، وتعرض بعضهنّ للتعذيب والتحرش.
ويبدو لافتاً أيضاً حديث إيفانكا ترامب عن تمكين المرأة فيما اتُهمت بـ"السكوت" عن الإساءة التي تتعرّض لها العاملات في مصنع الثياب الخاص بها (Ivanka Trump) في سوبانغ الإندونيسية، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية عام 2017، إذ تحدثت موظفات عن حصولهن على "أجور متدنية جداً لا تسمح لهن بالعيش مع أطفالهن"، هذا عدا "ترهيبهن من الانتساب إلى نقابة" وعرض النساء "مكافأة" (Bonus) إن عملن في أثناء دورتهم الشهرية.
وكسرت العاملات في إندونيسيا صمتهن بعدما تحدثت موظفات في المصنع نفسه للعلامة التجارية لصنع الأحذية في الصين، قبل ذلك بأسبوع واحد، عن "انتهاكات" حوّلت المصنع إلى مركز شرطة للتحقيق في "الانتهاكات المحتملة" والمتعلقة بشكل خاص بـ"الأجور المتدنية والتي لا تجاري الحد الأدنى للأجور في الصين" وإساءة المديرين للموظفات، و"انتهاك حقوق المرأة".
طليقة محمد بن راشد اللبنانية حُرمت من ابنتها مدة 40 عاماً. الأميرة هيا فرّت مع ولديْها لحماية أحدهما من التعرض للزواج القسري. ولديه ابنتان "فشلتا" في الهروب من دبي، ومصيرهما مجهول. كيف يُقام منتدى المرأة العالمي في دبي؟
انتهاكات في محيط بن راشد
يعيدنا هذا المنتدى إلى بعض ما خرج للإعلام. آخره كان كشف الزوجة اللبنانية السابقة لحاكم دبي محمد بن راشد، رنده البنا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي أنها محرومة من الاقتراب من 'طفلتها' التي أصبحت الآن في العقد الرابع من عمرها ومتزوجة من نائب رئيس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان"، مشيرة إلى أنها تلقت "عقاباً غير عادل" من بن راشد بعد قرارها الانفصال عنه.
ومما قالته: "بن راشد ليس رجلاً سهلاً. إنه ليس كذلك. إنه عنيد جداً. اتخذت قراري، ولا أستطيع أن أرى منال الآن... لا أعرف شكلها. غير مسموح لي أن أراها، لأنني أنا اخترت أن أغادر، لذلك هذا هو عقابي. أن لا أرها". (يمكنكم قراءة الحوار كاملاً عبر هذا الرابط)
وقبل هذا ببضعة أشهر (يوليو 2019)، ضجّت مواقع التواصل والمواقع الإخبارية بخبر هروب الأميرة هيا بنت الحسين مع ابنتها الجليلة وابنها زايد إلى لندن حيث تخوض معركة قضائية أمام بن راشد لعلها تفوز برعاية طفليهما.
ونقلت وكالة رويترز أن الأميرة هيا "طلبت في إحدى الجلسات حماية أحد ولديها من التعرض للزواج القسري كما طلبت أمراً يتصل بعدم التعرض وهو نوع من الأوامر القضائية التي تحمي من المضايقة أو التهديدات". ولم يمثل الشيخ محمد بن راشد أمام المحكمة.
ولم تكن الأميرة هيا أولى الأميرات الهاربات من دبي، إذ سبقتها اثنتان من بنات بن راشد، إحداهما الشيخة لطيفة التي حاولت الهرب عام 2018، لكن من دون جدوى.
وقالت منظمة العفو الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي إنه من المعتقد أن لطيفة محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي في مكان لم يُكشف عنه في الإمارات بعد إعادتها قسراً في مارس/آذار الماضي عقب فرارها من دبي بمساعدة أصدقاء على متن قارب تم اعتراضه لاحقاً.
وكانت لطيفة قد تحدثت عن احتجاز شمسة (أولى الهاربات) وهي إحدى شقيقاتها على مدى سنوات في بناية تدعى "الخيمة"، وتعرضها لمعاملة سيئة وتخديرها حتى غابت عن الوعي. وقالت لطيفة إنها ذاقت الممارسات نفسها بعد محاولة هروبها الأولى عام 2000، كما باتت حركتها مقيدة ومراقبة من قبل أجهزة الدولة، وإنها حرمت من القيادة والسفر، وهذا ما دفعها إلى تكرار محاولة الهرب للمرة الثانية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين