"عرض الملابس الداخلية للبدينات هو عمل احترافي وفن يحمل رسالة إنسانية مهمة".
بهذه الكلمات استهلت ملكة جمال بدينات العرب لعام 2015 التونسية لبنى بن إسماعيل حديثها مع رصيف22.
وتابعت: "عروضي أعادت الثقة إلى كثيرات يعانين عقداً نفسية… قد نكون، نحن العارضات، مرآتهن ليرين أنفسهن فينا ويحببن أجسادهن".
تحمل لبنى قضية دعم المرأة البدينة وتغيير النظرة إليها على عاتقها، فبعد فوزها بمسابقة ملكة جمال بدينات العرب، اتجهت إلى تأسيس الجمعية التونسية للإحاطة بالبدينات عام 2016.
تعنى هذه الجمعية بالدعم النفسي والمعنوي للبدينات، على حد قول لبنى التي تؤكد أن جمعيتها "أول جمعية عربية معنية بالبدينات".
وقد نظمت الجمعية أربع دورات لمسابقات ملكات جمال البدينات في البلاد، وهي مستمرة في تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية والطبية للمحتاجات.
"مش عيب وأهلي تقبلوه بعد ما شافوا الصور"... ملكة جمال بدينات العرب لعام 2015 تحترف عروض الملابس الداخلية وتحدثت إلى رصيف22 عن قيمة هذا العمل
"عرض الملابس الداخلية مش عيب"
أما عن احترافها عرض الملابس الداخلية فهي ترى أنه لا يقل أهمية عن جهودها الأخرى لدعم البدينات. قالت: "الشائع أن تواجه المرأة البدينة نظرة سلبية من المجتمع، أنا أمنحها الثقة في نفسها لتتصالح مع جسدها حتى لو لم يكن مثالياً".
تطمح لبنى إلى تغيير "الفكرة النمطية الرجعية عن أن الملابس الداخلية للنساء أمور معيبة لا ينبغي عرضها على العلن، أو أنها تحفل بالإيحاءات الجنسية والأمور المخجلة".
وأضافت: "الملابس الداخلية للنساء ليست عيباً، بل هي أنوثة وجمال وتغيير جذري لمعايير الجمال النمطية لا سيما بالنسبة إلى البدينات وذوات الإعاقة والسمراوات".
وأكدت أن الملابس النسائية الداخلية ليست بالضرورة الـ"أندر وير" والـ"برا"، فهنالك البيجاما والكيمونو والروب وغيرها.
لكن لبنى التي تصف نفسها بـ"أول عارضة عربية محترفة للانجيري البدينات" أدركت أن هذا الأمر ليس مفهوماً بالقدر الكافي في مختلف المجتمعات العربية، التي كثيراً ما تعتمد على فتيات أجنبيات في كاتالوغ الملابس الداخلية، وأحياناً على بعض العارضات غير المعروفات مع تغطية وجوههن إن كن عربيات.
واعترفت لبنى التي تتنقل بين تونس ودبي بحكم عملها وارتباطاتها الأسرية بأن الأهل والمقربين منها لم يتقبلوا في البداية فكرة احترافها مهنة عرض الملابس الداخلية، وأضافت: "كان هناك اعتراض في لدء المشوار. بعدما رأوا الصور وأدركوا أن العمل احترافي بلا ابتذال تغيرت نظرة الجميع".
واستطردت: "نظرة المجتمع (لهذا العمل) صعبة… يتطلب الأمر أن يكون لديكِ جرأة وثقة. والأهم أن يكون لديكِ رسالة ترغبين في نشرها".
ولفتت إلى أن مزاعم البعض أن جلسات تصوير النساء بالملابس الداخلية "انحلال وغواية" للشباب كلام عفا عليه الزمن.
وتابعت: "لا تظهر صوري بالملابس الداخلية أياً من مفاتني، وعملي هو عرض المنتج لا استعراض مفاتني. جميع النساء يرتدين الملابس الداخلية، ونحن نعرضها لنبرز جمالها لا أكثر… لسنا ممثلات بورنو".
لبنى بن إسماعيل لرصيف22: "جميع النساء يرتدين الملابس الداخلية. نحن نعرضها كأي منتج… الأمر لا يحمل أي انحلال أو غواية. لسنا ممثلات بورنو"
حلم وهدف ورسالة
وقالت لبنى أيضاً: "لم تجرؤ أي امرأة عربية بدينة على اختراق هذا المجال واحترافه من قبل لخوفها من نظرة المجتمع وانتقاداته. لكن هذا زادني إصراراً على المضي قدماً، فلماذا لا تكون لدينا عارضات بدينات شهيرات مثل آشلي غراهام وتيس هوليداي؟".
ولأن الواقع يفرض علينا أموراً ربما تخالف قناعاتنا في بعض الأحيان، اضطرت لبنى إلى خسارة بعض الوزن من أجل احتراف العروض. فأقدمت على إجراء جراحة تحويل مسار المعدة أفقدتها 40 كيلوغراماً من وزنها عام 2018. بعدها تلقت أول عرض من ماركة تونسية معروفة للملابس الداخلية.
وتؤكد أن هذا لم يكن بغضاً لوزنها الزائد الذي أوضحت مراراً، خلال حديثها، أنها تعتبره "عادياً"، بل لضرورات العمل وليصبح جسدها متناسقاً مؤهلاً لعرض القطع المميزة.
وفي العام الماضي، احترفت لبنى عرض اللانجيري وبدأت جلسات تصوير بالملابس الداخلية ذات الأحجام الكبيرة بين تونس ولبنان ودبي.
غير أن حلمها يبقى المشاركة في عروض أزياء في عواصم العالم خاصة بالملابس الداخلية، لأنها لم تشارك حتى الآن إلا في عروض أزياء مخصصة لملابس السهرة.
وتأمل أيضاً أن تلتفت الماركات العالمية إلى البدينات وتمنحهن من تصاميم اللانجيري والملابس الداخلية الخاصة بها ما يساعدهن على إبراز "أنوثتهن وجمالهن".
وهي ترفض الاتهام الموجه إلى عروض الملابس الداخلية بأنها "تسهم في ترسيخ النظرة إلى المرأة كجسد وتُعدّ في خانة ‘التسليع‘"، لأنها تعتقد أن العكس هو الصحيح، وأن إظهار الأنوثة يزيد المرأة "قوة لا ضعفاً".
ختاماً، تهمس في أذن كل امرأة لديها وزن زائد: "فيكي تكوني سكسي (مثيرة) وتلبسي الملابس الداخلية المريحة لمقاساتك وتعبر بذات الوقت عن أنوثتك".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...