من غادر السعودية قبل السنوات الثلاث الأخيرة لن يعرفها اليوم. هذه حقيقة. وقد تُفسّر لنا تحضيرات الـ"Valetine" (عيد الحبّ) التغيّر الجذري الذي شهدته المملكة بعد تولّي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، أو حينما بات "القائد الفعلي" للسعودية.
"القلوب والورود في كل مكان والحبّ في الهواء (Love is in the air) في السعودية الآن، استعداداً للاحتفال بما كان محرّماً، عيد الحب (الذي يُصادف 14 فبراير/شباط)". هذا ما قالته صحيفة "Arab News" السعودية الناطقة بالإنجليزية، مُخصصةً مجموعة من المقالات لهذا اليوم، منها "دليل" العشاق إلى أماكن يُمكنهم تناول العشاء فيها، ومواضيع أُخرى لم تكن تُغطى إعلامياً في السنوات الماضية، مثل الحديث عن الحبّ، أو مقابلة سعوديين وسعوديات ليتحدثوا عمّا يريدون أو "يتمنون" تلقيه من الشريك أو الشريكة في هذه الليلة التي يُقال إن الحبّ يتجدد فيها.
عدا ترويج "الحب" من جديد وإدراجه إعلامياً كفعل "مُحلل"، ستشهد مدينة العُلا السعودية "أسطورة عشق" ليلة عيد الحب. هذا ما قاله حساب مهرجان "شتاء طنطورة" الذي يُقام سنوياً في مدينة العُلا، معلناً: "في وادي القرى كان اللقاء الأول، وعلى مسرح مرايا ستكتمل أسطورة 'جميل وبثينة'، أسطورة عشق في العلا. كما أن فرقة كركلا تقدم 'جميل وبثينة' في المسرحية الغنائية المستوحاة من قصة الحب العربية الشهيرة!".
وفي أسطورة الحب العذري هذا، يُجسّد الممثل السوري سامر المصري دور الشاعر العربي جميل بن معمر وتؤدي الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة دور بثينة.
أمنيات سعوديين وسعوديات تتعلق بالهدايا في عيد الحبّ: "أريد مشاهدة فيلم رومانسي في المنزل. أتمنى أن يكون زوجي المستقبلي محبّاً لأفلام تسعينيات القرن الماضي لأن هذا ما ينتظره"
السعوديون يشترون "الدباديب"
ولفتت صحيفة Arab News إلى أن السعوديين يشترون إلى جانب "القلوب والورود، هدايا باهظة الثمن، وبالونات وحتى دباديب (Teddy Bears) لذلك الشخص المميّز".
وذكرت أن ما تشهده المملكة في الوقت الحالي كان مستحيلاً في الماضي، خوفاً من "الشرطة الدينية"، أي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أقرت السلطات السعودية عام 2016 "الحدّ من صلاحياتها ومنعها من توقيف الأشخاص وملاحقتهم".
وقالت الصحيفة السعودية إن باعة الورود والحلويات كانوا يخفون "الورود الحمراء وعلب الشوكولاته المصممة على شكل قلوب، خوفاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأشارت إلى أن أصحاب المطاعم كانوا يحظرون الاحتفال بأعياد الميلاد وعيد الحبّ في 14 فبراير/شباط بسبب الاعتقالات أو إغلاق مصدر رزقهم.
في هذا السياق، تقول سارة (اسم مستعار) لرصيف22 إنه كان "ممنوعاً" إظهار معالم الحبّ في هذا اليوم بالتحديد، وكان الورد الأحمر يختفي من السوق تجنباً من الملاحقة، ويظهر في بقية أيام السنة.
السعوديون يشترون "الدباديب"... بعد سنوات من قمع الحبّ، السعودية تروّج من جديد للحبّ وتسمح بما كان ممنوعاً
وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "تأمر" بائعي الزهور وملاك متاجر الهدايا بإزالة الزهور والسلع ذات اللون الأحمر القرمزي "الذي ينظر اليه بشكل كبير على أنه يرمز للحب"، وفقاً لرويترز، لأنها "تُشجع على إقامة علاقات بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج" بحسب رأي الهيئة.
في عام 2018، تغيّر هذا الخطاب كلياً، إذ قال المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد الغامدي إن "الاحتفال بعيد الحب لا يتناقض مع تعاليم الإسلام لأنه أمر دنيوي اجتماعي مثل الاحتفال باليوم الوطني أو عيد الأم"، وهذا ما يتناقض مع الموقف المتشدد الذي اتبعته الهيئة عشرات السنوات.
ونشرت Arab News أيضاً "قصص حب من الثقافة العربية" كقصة حب عنتر وعبلة، معلقةً بأن قصتهما "تعجب" العشّاق في السعودية، كباراً وصغاراً. وسلّطت الضوء على خمسة "مطاعم رومانسية" يُمكن العشاق أن يتناولوا العشاء فيها. ولفتت إلى أنه بات مسموحاً أن يتقدّم أحد إلى حبيبته في الأماكن العامة أمام الحاضرين.
وتستعد مقاهٍ كثيرة في مختلف مدن المملكة لإحياء حفلات بمشاركات شبابية، منها للشاب اللبناني بشار الجواد المُشترك في برنامج The Voice.
بعد سنوات من إرغام بائعي الزهور وملاك متاجر الهدايا على إزالة الزهور والسلع ذات اللون الأحمر القرمزي لعدم "التشجيع" على إقامة علاقات بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج… السعودية تروّج للحب في عيد الحبّ
هو وهي… ماذا يُريدان؟
وفي سلسلة مقالاتها المتعلقة بعيد الحب، نشرت Arab News "دليلاً" للعشاق الذين لا يعرفون ماذا يشترون في هذه المناسبة للشريك أو الشريكة، وقابلت بضعة أشخاص من الجنسية السعودية لهذه الغاية. في ما يلي عيّنة:
جمانة: "أريد مجوهرات… لونها أحمر ربما، أو على شكل قلب. أعرف أن الموضوع يبدو ساذجاً، ولكن إن تلقيت شيئاً شبيهاً بهذا، فسيذوب قلبي".
سارة: "أريد أن أقضي عطلة نهاية الأسبوع بعيداً عن أطفالي... ليس من الضروري أن تكون عطلة خارج المدينة، ولكن يكفي إرسال أبنائي إلى بيت والدي ثم تمضية وقت مع زوجي. هذا سيكون رائعاً".
الجوهرة: "أريد وروداً حمراء... أريد عدداً كبيراً من الورود الحمراء كالعدد الذي يتلقونه الفتيات على إنستغرام. أعرف أن الموضوع ليس عملياً… ولكن يمكنني أن أحلم".
نسرين: "أريد شوكولاته ودبدوباً، لو سمحت. وإن كان ممكناً، أريد مشاهدة فيلم رومانسي في المنزل. أتمنى أن يكون زوجي المستقبلي محبّاً لأفلام تسعينيات القرن الماضي لأن هذا ما ينتظره".
ماجد: "أريد قطعة ستيك مطهوة قليلاً (Medium rare) وبطاطا مشوية. من السهل إرضائي".
سلطان: "حضّرتُ مفاجأة لزوجتي بالتنسيق مع زميلتها في العمل وشقيقتها. سنسافر إلى ديزني لاند في باريس، وهي لا تعلم شيئاً عن الأمر بعد، ولكنني متأكد أنها ستحب المفاجأة".
ناصر: "سيبدو الأمر مجنوناً، ولكنني أريد كتباً. أجمع الكتب القديمة، وهذا ما يُزعج والدتي دائماً. تقول إن للكتب رائحة غريبة. ولكن من الممكن أن تتفهم زوجتي المستقبلية الأمر".
آدم: "أُفضل الهدايا العملية على الهدايا الرومانسية، كساعة أو قلم لافت للانتباه. وسأسعد إذا تلقيت عدسة لكاميرتي أو بطاقة هدية. لا تهمني الهدية بقدر ما يهمني التفكير في الأمر".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع