شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الرياض عاصمة المرأة العربية 2020… ماذا عن لجين الهذلول وأخواتها؟

الرياض عاصمة المرأة العربية 2020… ماذا عن لجين الهذلول وأخواتها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 11 فبراير 202002:25 م

أعلنت لجنة المرأة العربية إطلاق الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 تحت شعار "المرأة وطن وطموح". قد يبدو هذا خبراً عادياً وربما متوقعاً في ظل قرارات وإجراءات متعاقبة تُحسب "في مصلحة المرأة السعودية". لكنه يثير علامات تعجب مع استمرار اعتقال مجموعة من أبرز الناشطات اللواتي يقبعن في سجون الرياض لمطالبتهن بوضع أفضل للنساء في بلدهن.

أعلن اختيار الرياض عقب اجتماع الدورة الـ39 للجنة المرأة العربية التي تترأسها المملكة مدة عام، في العاصمة السعودية، في 10 شباط/فبراير، وعقب مناقشات واسعة بشأن "تعزيز دور المرأة في المجتمعات العربية... الدروس المستفادة من جميع أنحاء العالم"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

ونشر مكتب "التواصل الحكومي" عبر تويتر مقطع فيديو يوضح "دور الإعلان في تعزيز دور المرأة في المجتمعات العربية".

في حين صرحت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة، هلا بنت مزيد التويجري، بأن الاختيار "يأتي لمكانة المملكة ودورها على جميع المستويات، ودعمها المستمر للمرأة ودورها، إذ تشارك المملكة المجتمع الدولي في أهم القضايا التي تؤثر في مشاركة المرأة العربية في التنمية ويسهم في إيصال صوتها".

لجنة المرأة العربية تنصّب الرياض عاصمةً للمرأة العربية لعام 2020 تحت شعار "المرأة وطن وطموح"... ماذا عن لجين الهذلول التي تقبع في سجونها بعد تعذيبها والتحرش الجنسي بها بتهمة محاولة الانضمام إلى الأمم المتحدة؟

"كذبة إبريل"

غير أن هذا الاختيار كان له وقع آخر على العديد من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان. من هؤلاء الناشط الحقوقي الأردني فادي القاضي الذي علق عبر تويتر قائلاً: "وهي العاصمةُ التي تسجنُ المرأة وتحاكمها سراً وتُعذبها جسدياً... المرأة العربية عاصمتها الحرية والكرامة والمساواة... و‘تلك‘ (هذه القيم) ليست هناك (أي في الرياض)"، متابعاً بوسمي #الحرية_لسمر_بدوي و#الحرية_للجين_الهذلول.

أما الناشطة السعودية أماني الأحمدي فاعتبرت الإعلان "كذبة إبريل" مبكرة، متعجبةً "قال عاصمة المرأة العربية قال. هي ما هي (ليست) عاصمة المرأة السعودية عشان تكون عاصمة المرأة العربية. لا حقوق للمعنفات، ولا حقوق للناشطات، ولا حقوق تجنيس لأمهات سعوديات. بس حملات دعائيه للأجانب"، مناشدةً #الحرية_للجين و#معتقلي_الرأي.

بدورها تساءلت الناشطة السعودية سارة اليحيى: "أصبحت عاصمة للمرأة العربية بناء على ماذا؟ سجن المعنفات والناشطات؟ أم علاقات عامة لصاحبات القصور خريجات جامعات أمريكا و بريطانيا؟".

ومنذ توليه السلطة، سعى ولي العهد الشاب محمد بن سلمان إلى تغيير الصورة النمطية لبلده المحافظ بإجراء حزمة من "الإصلاحات" على جميع الأصعدة، نالت المرأة القسط الأكبر منها.

ومكّنت هذه الإجراءات السعوديات من قيادة السيارة والاختلاط بالرجال في الأماكن العامة وحضور الفعاليات الرياضية والفنية وغيرها. ومنحتهن أيضاً حرية أوسع في السفر وإجراء المعاملات الرسمية. لكنها لم تسقط نظام "ولاية الرجل" تماماً.

وفي حين تقول ناشطات سعوديات إنه "لا فضل في إعادة الحقوق إلى أصحابها بعد عقود من الحرمان المجحف"، تؤكد منظمات حقوقية دولية أن "ثمناً باهظاً للتغيير يدفعه المدافعون عن حقوق الإنسان وآخرون جراء توسيع حملات القمع في عهد بن سلمان".

ونهاية العام الماضي، أشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى "11 انتهاكاً ضربت صدقية إصلاحات بن سلمان"، مبرزةً اعتقال الناشطة الحقوقية لجين الهذلول وناشطات أخريات ومحاكمتهن بتهم تتعلق بنشاطهن الحقوقي وسعيهن إلى وضع أفضل للمرأة السعودية.

وكانت الهذلول من أبرز المطالبات بقيادة المرأة، ومن الاتهامات الموجهة إليها محاولة الحصول على وظيفة في الأمم المتحدة والالتحاق بدورة تدريبية دولية، وفق ما أوضحه ذووها مراراً.

وتحدثت الهذلول وأخريات عن تعرضهن للتعذيب والتحرش الجنسي خلال التحقيقات. وقال شقيق لجين وليد وشقيقتاها علياء ولينا إن الإفراج عنها مرهون بنفيها التعرض للتعذيب أو التحرش الجنسي في مقطع مصور وطلب "عفو ملكي".

"كيف تُنصّب الرياض عاصمة للمرأة العربية وهي ليست عاصمة مثلى للمرأة السعودية التي تُعنّف في صمت ولا يُسمح لها بتجنيس أبنائها، وهي تسجن وتعذب ويُتحرش بها جنسياً؟"... تساؤل تطرحه ناشطات سعوديات

ماذا عن تعنيف السعوديات؟

وفيما يروج لإعلان الرياض عاصمةً للمرأة العربية أنه "حصيلة الإصلاحات" ودلالة على أن "تأثير المرأة السعودية تخطى مجتمعها إلى المجتمعات العربية"، قالت إحدى المغردات: "بينما 90%من النساء في أشد المعاناة وأنتم تعلمون وأخبار قتلهم متصدرة ولم ينقذهم أحد، بكل وقاحة تقولون #الرياض_عاصمة_المرأة_العربية وتتغنون بـ#تمكين_المرأة_السعودية الذي لم تستفد منه سوى نساء القصور العاجية ومن كان أولياؤهن متفهمين".

وتعتقد العديد من السعوديات أن "تمكين المرأة السعودية" غير حقيقي في ظل استمرار حالات التعنيف والقتل وقضايا التغيب والنشوز وغيرها من القوانين والعادات التي "تحد من حرية المرأة".

ويعتبرن كل هذه الإصلاحات "قاصرة" ما دامت لا تنهي "نظام الولاية" بشكل جذري، ويطالبن بـ"إلغاء تهمة التغيب للنساء، وإغلاق دور الرعاية (لحجز المتغيبات)، وإلغاء قضايا العضل والسماح بتزويج المرأة نفسها، وتجريم العنف ومعاقبة المعنف، وتجنيس أبناء المرأة السعودية، والاعتراف الكامل بأهلية المرأة والمساواة بين الجنسين في الحقوق".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image