حذرت دار الإفتاء المصرية من متابعة الأعمال التركية، لا سيما المسلسلات الدرامية، مشيرة إلى أنها تخدم مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لإعادة الخلافة العثمانية واحتلال الدول العربية".
ويرى البعض أن هذا التحذير يأتي ضمن إطار العلاقة المتوترة بين مصر وتركيا منذ عزل الجيش المصري، استجابةً لدعوات شعبية واسعة، الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، وبلغت الخلافات بين البلدين مداها مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014.
وتلفت السلطات التركية إلى أن ما حدث في مصر"انقلاب ضد الشرعية"، فيما يتهمها النظام المصري بالتدخل في شؤون البلاد والتعدي على سيادتها وإيواء معارضين وجماعات تصنفها "إرهابية".
وقال بيان عن دار الإفتاء المصرية: "أردوغان يريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد، حيث. يرى أن العديد من الدول العربية هي إرث عثماني يرغب في استعادته واغتصابه؛ ولم ولن يتوانى عن إحياء حلمه باستخدام كافة القوى، سياسيّاً أو دينيّاً، أو حتى عبر القوة الناعمة عن طريق الأعمال الثقافية والفنية".
وأضاف البيان الذي صدر في 8 شباط/فبراير: "خير دليل على ذلك مسلسلا "وادي الذئاب" و "قيامة أرطغرل"... نموذجان ناعمان لنشر النفوذ التركي في الشرق الأوسط".
وقالت دار الإفتاء المصرية "الخطاب الديني والفتاوى أبرز أسلحة أردوغان الرخيصة للبقاء في السلطة وعودة حلم الخلافة العثمانية".
الرد التركي: فتوى سياسية
وسرعان ما ردت وسائل إعلام تركية تابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم ووصفت تحذير دار الفتوى بـ"فتوى سياسية وخطوة فاضحة تهدف لتقويض صورة أنقرة في العالم العربي".
دار الإفتاء المصرية تحذر من المسلسلات التركية: "أردوغان يريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد ولن يتوانى عن إحياء حلمه حتى عبر القوة الناعمة عن طريق الأعمال الثقافية والفنية". ومصريون: ماذا عن الإسفاف في الدراما المصرية؟
وقالت صحيفة ديلي صباح التركية: "في الوقت الذي تحذر فيه الإفتاء المصرية من المسلسلات التركية القيمة التي تعرض تاريخ المسلمين وحضارتهم، فإنها لم تتكلم عن المسلسلات العربية وغيرها التي تبث العري والرذيلة والقيم الهدامة التي تساهم في هدم الأسرة والمجتمع".
أما صحيفة يني شفق التركية فاعتبرت هذا الإجراء ضمن "الخطوات الفاضحة" التي اتخذتها الإمارات والسعودية لاستهداف الدراما التركية في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، تشير التقديرات إلى أن عائدات المسلسلات التلفزيونية التركية ستصل إلى مليار دولار عام 2023.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قالت يني شفق إن مسلسل أرطغرل يعتبر الأكثر مشاهدة لدى الرجال في مصر. ولفتت إلى أن الأعمال الدرامية التركية قوة ناعمة جذبت العديد من المصريين للالتحاق بدورات اللغة التركية في معهد "يونس أمره" في القاهرة.
وأثار هذا التقرير حينذاك غضب بعض وسائل الإعلام المصرية، التي طالبت بإغلاق المعهد التركي واعتبرته "خرقًا وثغرة في المعركة ضد الأتراك، وقالت إنه يقوم بعمل سياسي تحت غطاء ثقافي".
اتهامات بالازدواجية
واستنكر عدد من المصريين ما وصفوه بإزدواجية دار الإفتاء وذلك لصمتها عن عرض أعمال فنية وصفوها بـ"الإسفاف".
وغرد المصري أحمد الشنواني: "حين استفاقت دار الإفتاء من سباتها انتفضت منزعجة من المسلسلات التركية "أرطغرل" و "وادي الذئاب" في حين لم يزعجها سابقاً إسفاف المستنقع الفني المصري. دار الإفتاء لا تلعب دوراً دينياً توعوياً بل تلعب دوراً سياسياً بامتياز".
وقال حساب عسل أسود المصري: "هي دار الإفتاء تحذر من مشاهدة مسلسل قيامة أرطغرل ووادي الذئاب، ومش بتحذر من أفلام السبكي اللي كلها سفالة وقلة أدب وأفلام السرسجي محمد رمضان اللي كلها بلطجة".
في المقابل، قال المصري علي أحمد: "المصريون يثقون في دار الإفتاء المصرية لما فيها من علماء أجلاء، والشعب المصري يدرك تمام الإدراك أن عدوه اللدود هو الأتراك".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 9 ساعاتHi
Apple User -
منذ 9 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا