شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
فتوحات أم غزو؟ مُعاقبة إمام مصري بعد انتقاده الفتوحات الإسلامية

فتوحات أم غزو؟ مُعاقبة إمام مصري بعد انتقاده الفتوحات الإسلامية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 8 فبراير 202001:58 م

"الفتوحات سياسية وليست إسلامية، وإلصاقها بالإسلام يضره" هذا ملخص مقال نشره رجل الدين المصري نشأت زارع في سبتمبر/أيلول الماضي تحت عنوان "الفتوحات السياسية"، وتناول فيه جدلية "الفتوحات الإسلامية والغزو العربي".

وأخيراً، أعاد زارع التذكير به في حوار مع جريدة  "الدستور" المصرية، التي قالت إنه طالب أيضاً الإمامَ الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية، وهذا ما أثار ردة فعل الأوقاف التي خفّضت درجته الوظيفية.

بعد نشر الحوار في الصحيفة، نفى زارع ما ورد عن مطالبته شيخ الأزهر بالاعتذار برغم تأكيده أن جهاد الطلب (الفتوحات الإسلامية) ليست من الإسلام، وأنها اجتهاد سياسي خاطئ.

ومع ذلك، قررت "الأوقاف" الثلاثاء 4 شباط/فبراير 2020، خفض الدرجة الوظيفية للشيخ زارع، إمام مديرية الدقهلية (شمال مصر)، للدرجة الأدنى مباشرة، وإحالته إلى باحث دعوة. كما أوقفته عن العمل ومنعه من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية في المساجد، بحسب جريدة الوطن المصرية.

وقالت الاوقاف: "نظراً لما نسب إليه من مخالفات خفضت المحكمة التأديبية الدرجة الوظيفية للسيد نشأت عبد السميع زارع للدرجة الوظيفية الأدنى مباشرة".

الفتوحات ضد الشرع

يرى زارع أن "القرآن أوضح أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء، وهي للدفاع.  استشهد بالآيتين "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (109 من سورة البقرة)، و"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير" (الآية 39 من سورة الحج).

يرى الشيخ نشأت زارع أن "القرآن أوضحَ أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء، وهي للدفاع". قامت الأوقاف المصرية بخفض درجته الوظيفية وحرمانه الصعود إلى المنابر

وفي مقاله المنشور بموقع "الحوار المتمدن" عام 2016، كتب زارع "الفتوحات ضد الشرع، وإنما هي اجتهاد سياسي خاطىء. وهي غزو سياسي للتوسع. تم فيه نهب أموال البلاد المفتوحة، وسبي نسائها. والدليل على ذلك، أن كتبنا ذكرت أنه بعد الفتوحات كان الذهب يكيل بالقنطار عند الفاتحين، برغم أنه قبل ذلك، كان يعيش على المعونات. ومن يوافق على ذلك فلا يلوم أي دولة تقوم بفعله ضد بلده ونسائه".

وساق زارع مثالاً معاصراً عن "تنظيم الدولة في العراق والشام" قائلاً: "داعش طبقت بالحرف الواحد كلام بعض الفقهاء، لما دخلت العراق واحتلت قرى الأزيديات، فقتلت 700 رجل من قرية واحدة، وأخذت النساء سبايا إلى معسكرات الاغتصاب. المرأة الجميلة بسعر، والأقل جمالاً بسعر، والمرأة الكبيرة العجوز تقتل".

نقد التراث… ألف باء تجديد

وفي الحوار مع جريدة الدستور قال: "كما ننتقد الحملات الصليبية، ونقول لا علاقة لها بالمسيحية، ننتقد الفتوحات، ونقول ليست من أركان الإسلام وفرائضه، وسيدنا علي بن أبي طالب أوقفها ولم يفعلها. أعمال الصحابة أعمال بشرية فيها الصواب والخطأ. وهذا لا يعيبهم، بدليل أن الصحابيين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب اختلفا على حرب الزكاة، فهما اختلفا في أمر سياسي وليس دينياً».

وتابع "إذا كنا نتكلم عن تجديد الخطاب الدينى فـ(ألف باء) هو نقد التراث، لأنه بشري، لمحاولة إيجاد معايير إنسانية متفق عليها في عالم اليوم، ولأي نص يصدمنا مع الآخرين نشوف له حل، إما تأويله وإما ننظر في سبب نزوله وتاريخه".

عوقب الشيخ زارع بخفض درجته الوظيفية بسبب آرائه، ومنها "الفتوحات ضد الشرع، وإنما هي اجتهاد سياسي خاطئ. وهي غزو سياسي للتوسع. تم فيه نهب أموال البلاد المفتوحة، وسبي نسائهم"

بعد معاقبته إدارياً، أعلن بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي دعمهم له ووصفوه برجل الدين "المستنير"، عبر وسم "أدعم الشيخ نشأت".

وعلق  حساب باسم خالد طاحون: "الرجل قال باختصار أن هذه الفتوحات هي حروب سياسية ولا علاقة لها بالدين ولم يأمر بها الله".

وأعلن الكاتب المصري سامح عسكر تضامنه مع زارع معلقاً: "أسوأ ما أنتجه التراث الإسلامي هو مصطلح "فتوحات"".

وكتبت سارة فهمي أن "كلامه منطقي وعقلاني ويتفق مع القرآن".

وتساءل الكاتب أحمد الخالد "هل خالف نصاً من نصوص القرآن في شيء؟".

وعقد حساب باسم نانسي خزام مقارنة بين تعامل المؤسسة مع الشيخين نشأت زارع وعبد الله رشدي قائلة: "عبد الله رشدي يكفّر المسيحيين فيظهر بكل وسائل الإعلام، والشيخ المستنير نشأت زارع يقول رأيه في التراث فعاقبوه بإيقافه عن عمله".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image