شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
رواية نحو التطبيع؟... كاتبة

رواية نحو التطبيع؟... كاتبة "غُربة يهودية" ترد على الهجوم عليها عبر رصيف22

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 7 فبراير 202007:15 م

"كان من الضروري أن يخرج للمجتمع (السعودي) شيء كهذا يكسر صورة الرواية السعودية النمطية التي تتكلم عن قصص الحب والرومانسية".

هذا هو تعليق الروائية السعودية الواعدة رجاء بندر على الهجوم الشديد الذي وُجّه إلى باكورتها الأدبية "غربة يهودية"، هذا العمل الذي أطلق قبل بضعة أشهر لا يزال يتصدر "الترند" في المملكة بين معجب بجرأة التناول ومتهم بـ"محاولة تمرير رسائل خفية مسمومة" إلى الشباب السعودي.

تروي "غربة يهودية" قصة فتاة ولدت لأم يمنية يهودية وأب عربي مسلم من جنسية أخرى في إطار "حب مستحيل" يجمع الثري المسلم بيهودية يمنية من أسرة متواضعة الحال، ثم يفترقان بعد زواج دام ثلاث سنوات. يترك الزوج طفلته التي تترعرع لدى أمها وفق الطقوس اليهودية وتعتنق اليهودية.

لكن وفاة الأم تدفع بالأب إلى العودة واصطحاب ابنته إلى بلده حيث المجتمع المنغلق والحياة المختلفة.

لا تنكر بندر أنها كانت تتوقع "ردة الفعل العنيفة" على طرح روايتها الأولى، والتي تصدرت قائمة الأعلى تداولاً في المملكة خلال الساعات الماضية برغم مرور بضعة أشهر على صدورها.

غير أنها تعتقد أنه لا بأس في ذلك إذا كان في سبيل "التغيير في عالم الرواية السعودية... شبابنا يستحق أن تكون بين يديه روايات ذات قيمة أكثر من القصص التقليدية عن الحب والهيام".

بعد الضجة التي أثارتها روايتها… كاتبة "غُربة يهودية" تتحدث لرصيف22 عن "شغفها بالبحث عن اليهود لا سيما العرب الذين غادروا قرانا إلى صفوف توصف بصفوف ‘العدو‘"

لماذا الهوية اليهودية؟

في حين اعتبر معلقون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الرواية تقدم محتوى "غير لائق" وفيه "قلة حياء وكلمات جنسية"، وصفها آخرون بأنها "رواية نحو التطبيع" واتهموا بندر بالسعي إلى "تمرير رسائل خفية مسمومة" من وراء قصتها.

قالت بندر لرصيف22: "لم يكن هناك مغزىً من الرواية سوى شغفي بالبحث عن اليهود، وخاصة اليهود العرب الذين كانوا يوماً يعيشون جنباً إلى جنب في قرانا ومدننا ثم اختفوا وظهروا في صفوف تصنف بصفوف ‘العدو‘".

وأردفت: "أردت أيضاً تسليط الضوء على الأطفال من أبوين من ثقافة مختلفة في مجتمعنا ومعاناتهم".

تعي بندر إشكالية إبراز جدل "التمسك بالهوية اليهودية" لبطلة روايتها في مجتمعات تخلط عادةً بين "اليهودية" و"الإسرائيلية"، هذا البلد المحتل الذي يعتبر "عدواً" على الأقل على المستوى الشعبي في غالبية البلدان العربية. غير أنها تقول إن "سبب اختيار الهوية اليهودية هو إثارة فضول القارئ ليبحث ويعرف الفرق بين الإسرائيلية واليهودية. أردت تسليط الضوء على الزيجات بين أشخاص من ثقافات مختلفة وإقحام الأبناء في الصراع بين عالمين مغايرين تماماً جراء مشاعر غير ناضجة".

وترفض بندر اتهام روايتها بأنها تشجع على التطبيع قائلةً: "لا أقدم منشوراً سياسياً، أو بياناً حزبياً، ومن يقول بالتطبيع فهو يقدم إسقاطاً سياسياً يمثل رأيه وحده. كتبت عملاً أدبياً، ليس فيه أكثر مما يقول نصه، وما تسرده شخوص الرواية".

رواية لكاتبة سعودية عن قصة حب بين مسلم ويهودية تثير الجدل. معجبون يشيدون بجرأة الطرح ومنتقدون يعتبرون الرواية "انحرافاً ليبرالياً"

ووصف منتقدون الرواية بأنها تروج لـ"الفكر الليبرالي المنحرف"، ويبدو أن الكاتبة السعودية لا تنزعج من هذه الاتهامات بل على العكس تبادر بإعادة مشاركتها عبر حسابها في تويتر. تقول: "أنا متقبلة جميع الآراء، لكني في الوقت نفسه مقتنعة بأننا بحاجة إلى روايات كغُربة يهودية وأفضل منها، لتصل إلى العامة، وإلى الشباب السعودي خاصةً".

وتضيف: "من يقول إن الرواية تنطوي على فكر منحرف وقلة حياء، عليه أن يقدم ذلك عبر قراءة نقدية، لا أن يطلق تصنيفات وعبارات جاهزة من دون وعي وتمحيص. عموماً كل قراءة تمثل وجهة نظر صاحبها، ولا يمكن أن تكون تعميماً للجميع".

وكان الشاعر والأديب السعودي على الأمير قد أشاد بالرواية في عدة حلقات نقدية ومنشورات عبر حسابه على فيسبوك، لافتاً إلى أن الفضول دفعه إلى الإطلاع على كتابة طالبة شابة، ومبيّناً أنه فوجىء من الصفحة الأولى بأنه أمام "كاتبة تكتب بوعي وإدراك تام لآليات الكتابة الروائية، وكلما توغل في القراءة ازداد إعجاباً بذكائها في بناء شخصياتها، وبالمهارة العالية التي تدير بها خيوط حبكتها، ليتلاشى دافع الفضول لديه وتحل محلّه دوافع أكثر إغراء، لازمته إلى آخر كلمة في الرواية".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image