بلسان عربي متلعثم، طلب الإسرائيلي داود بن يوسف شكر عبر الكاميرا إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السماح له بزيارة السعودية.
بدأ شكر كلامه بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، قبل أن يعرّف عن نفسه. قال إنه من مواليد الظاعن في نجران السعودية عام 1944 وانتقل طفلاً إلى صنعاء في اليمن.
ثم قرأ في ورقة أمامه "اليهود الذين ينتمون إلى نجران السعودية بلغ عددهم 260، لكنهم الآن 15 فحسب".
وقال شكر في الفيديو الذي نشره حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر: "أتمنى أن يصير لي رخصة وأروح أصلي عند قبور أجدادي اللي مقبورين في نجران، الله يرحمهم". وظهرت خلف شكر كتابات بالعبرية.
مرحب ورافض
لقي الفيديو الموسوم بهاشتاغات (السعودية ومحمد بن سلمان) ردود فعل متباينة، بين رافض ومرحب. عبّر الإعلامي السعودي تركي الحمد عن تطلعه إلى السماح له بالزيارة، وقال: "ليت الحكومة السعودية تسمح له بذلك… سيكون لها بعد إعلامي وإنساني إيجابي كبير جداً".
وكتب حساب باسم أبو يوسف: "أتمنى أن يُسمح له حتى نستفيد من ذلك بالاهتمام بالتراث المزعوم وجعله رافداً سياحياً".
وعرض أحد المواطنين استضافته إذا تم السماح له بالزيارة وقال في تغريدة: "أنا مستعد بمرافقته واستضافته بمنطقة نجران لمدة أسبوع من باب التسامح والسلام في مملكة الخير والسلام".
عجوز إسرائيلي يقول إن أصوله من السعودية ويطلب "زيارة قبور أجداده" هناك. فبِمَ أجابه السعوديون؟
إلا أن طلب شكر الزيارة لقي ردود فعل رافضة شملت أيضاً ترحيب الحمد الذي وصفه الدكتور علي العمري بأنه "دعوة مبطنة لشيطنة المملكة وللإشارة إلى أنها ذاهبة للتطبيع".
وقال حساب باسم فهد الحارثي: "اليهود الذين ذكرهم كانوا من يهود اليمن الذين يأتون لأسواق نجران، ويعودون إلى عمران في اليمن وهي ديارهم ولَم يستقروا في نجران، وأن كل ما ذكره افتراء للاستهلاك الإعلامي".
ولجأ بعض السعوديين المغردين إلى مبدأ "المعاملة بالمثل"، وأبدوا رغبتهم في زيارة المسجد الأقصى، في إشارة إلى ما تفرضه السلطات الإسرائيلية من منع المسلمين من الصلاة داخل الحرم المقدس.
وعبّر حساب باسم علا الداوود عن "رغبة في زيارة الأقصى والصلاة فيه"، وهو ما عبر عنه أيضاً حساب باسم آلاء الأسدي متسائلة "هل يسمح للعرب والسعوديين زيارة القدس والصلاة فيها ؟".
وكتب حساب باسم عبد الله الحميدان: "هل تعتقد أنّ الموضوع سيتوقّف على زيارة القبر؟ سيطالبون بإنشاء كنيس والكنيس يحتاج من يديره وهكذا تتحول المسألة إلى موضوع إدارة الزير المعروفة".
وغرد حساب باسم علوف "يبدو أن تصريح وزير الخارجية السعودي أغضبكم، والآن تم تفعيل غريزتكم التظلمية (زيارة قبور الأجداد)"، في إشارة إلى تصريح فيصل بن فرحان أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
غير مرحب بهم ولكن...
كانت إسرائيل قد أقرت قراراً غير مسبوق بمنح الإسرائيليين تصاريح سفر إلى المملكة مباشرةً، وليس عبر الأردن كما هو متبع، لغرض الحج أو التجارة.
"ليت الحكومة السعودية تسمح له بذلك... سيكون لها بعد إعلامي وإنساني إيجابي كبير جداً"، إعلامي سعودي تعليقاً على طلب عجوز إسرائيلي زيارة المملكة
في سياق متصل، أصدر وزير الداخلية الإسرائيلية أرييه درعي في 26 يناير/كانون الثاني 2020، بياناً أوضح فيه أنه يبقى على المسافرين الحصول على موافقة المملكة.
وفي اليوم التالي، صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الإسرائيليين "غير مرحب بهم في السعودية".
وقال: "سياستنا ثابتة. لا علاقات لدينا مع دولة إسرائيل ولا يمكن حَمَلَة الجواز الإسرائيلي زيارة المملكة في الوقت الراهن".
وأضاف: "نشجع التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع، وعندما تحصل اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تكون قضية انخراط إسرائيل في محيطها الإقليمي على الطاولة".
وبعد يومين من تصريح بن فرحان، نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" عبر فيسبوك، فيديو قالت إنه يظهر صحافياً يهودياً أمريكياً بصحبة مواطن سعودي اسمه محمد سعود في منزله، وهما يرددان معاً أغنية "جئنا إليكم بالسلام".
ونقلت عن سعود قوله: "أحب إسرائيل وإن شاء الله سيحل السلام بين الدولتين وفي الشرق الأوسط".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...