في تطور غير مسبوق وصف بـ"التاريخي" في علاقات البلدين، صادق وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي للمرة الأولى على منح تصاريح لمواطنيه لزيارة السعودية.
ورغم أن الرياض لا تقيم علاقات رسمية معلنة مع دولة الاحتلال، وقع الوزير درعي على مرسوم يسمح للإسرائيليين بزيارة المملكة، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وجهات معنية أخرى في 26 كانون الثاني/يناير.
ويسافر الإسرائيليون حالياً إلى السعودية، وغالبيتهم من أفراد الأقلية العربية، بدون تصاريح رسمية، عبر بطاقات سفر أردنية مؤقتة. ويعد هذا هو أول قرار إسرائيلي بالسماح بالسفر إلى أي بلد خليجي.
وتسمح هذه التصاريح للإسرائيليين الراغبين في زيارة السعودية بأداء مناسك الحج والعمرة وحضور اجتماعات مع رجال أعمال، بحسب حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
لفترة محدودة وبشرط وحيد
ويمنح هؤلاء فرصة 90 يوماً كحد أقصى لإتمام أغراض الزيارة الدينية أو الاقتصادية المتعلقة بالمشاركة في اجتماعات العمل أو البحث عن استثمارات.
وتضع السلطات الإسرائيلية شرطاً وحيداً "لعقد لقاءات عمل اقتصادية يتمثل في توفر دعوة من جهة سعودية رسمية دون وجود معارضة من جهة أخرى القيام بالزيارة".
ووصف مراسل هيئة البث الإسرائيلية (مكان) والمحلل السياسي الإسرائيلي شمعون آران الخطوة، عبر تويتر، بـ"التطور التاريخي في علاقات البلدين".
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن القرار كان قد وقع في 22 كانون الثاني/يناير الجاري، عقب "عدة أسابيع" من المشاورات والاتصالات، وأنه اتخذ بالتنسيق مع مؤسسة الدفاع الإسرائيلية.
لفترة محدودة وبشرط وحيد، إسرائيل تمنح مواطنيها تصاريح رسمية لزيارة السعودية مباشرةً… هل وافقت الرياض؟
المملكة وافقت مسبقاً؟
ولم تعلق الرياض رسمياً على الإعلان الإسرائيلي ولم يتضح بعد إذا ما كان هناك تطور موازٍ في الرياض، غير أن العديد من الناشطين السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعربوا عن "ترحيبهم بالضيوف المحتملين".
ودافع سعوديون عن "التزام" بلدهم الذي يحتضن الحرمين بالسماح لأي مسلم بأداء مناسك الحج والعمرة، داعين إلى الابتعاد عن تشويه هذا "الالتزام".
في حين قال الناشط الحقوقي والسياسي الفلسطيني صالح أبو عزة: "تل أبيب وافقت يعني الرياض وافقت مسبقاً".
وحدث تقارب في وجهات النظر الإسرائيلية السعودية والخليجية بشكل عام مع تزايد المخاوف من العدو المشترك، إيران.
وكان المدون السعودي محمد سعود أحد أفراد وفد لمدونين وصحافيين عرب زاروا إسرائيل قبل أشهر، هو والوحيد الذي وافق على نشر صور له من الزيارة.
وفي وقت سابق من 26 كانون الثاني/يناير، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى احتفالات إحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر الموت النازي "أوشفيتز" في بولندا الأسبوع الماضي، قائلاً للصحافيين: "هذه علامة أخرى على التغير في موقف الهيئات الإسلامية وبالطبع الدول العربية تجاه المحرقة والشعب اليهودي".
وقبل أيام، عرضت القناة الإسرائيلية 12 تقريراً مصوراً من داخل مدينة جدة السعودية بعنوان: "السعودية ترحب بالسائحين الإسرائيليين للمرة الأولى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...