في خضم الغضب الشعبي جرّاء وفاة طفلة أثناء تعرضها للختان المجرم قانوناً في البلاد، أفتت دار الفتوى المصرية بأن "ختان الإناث حرام ويمثل اعتداءً على المرأة"، لتتعرض لهجوم شديد من متابعين بعضهم من الشيوخ.
وتوفيت الطفلة ندى حسن (14 عاماً) في محافظة أسيوط الجنوبية قبل أيام أثناء تعرضها لعملية ختان على يد طبيب. وأمرت النيابة العامة المصرية بحبس والديها وخالتها والطبيب على ذمة القضية بعدما أبلغ عم الضحية عن الجريمة.
وجددت الجريمة البشعة السجال في مصر حول ختان الإناث الذي يصر العديد من المصريين على أنه "من صميم الشريعة الإسلامية"، رغم تأكيدات متكررة للأزهر ودار الإفتاء المصرية على أنه "عادة موروثة وخاطئة".
وفي الأول من شباط/فبراير، جددت دار الإفتاء المصرية تأكيدها على أن ختان الإناث حرام لتنهال التعليقات المهاجمة عليها.
"عشان خطأ طبي نحرمّه؟"
للمفارقة كتب بعض المعلقين "أنتو هتفتوا؟" وهي عبارة مصرية تستخدم عادةً لتذكير من تقال له بأنه ليس أهل الاختصاص للحديث في الأمر مثار الجدل.
ودفع هذا آخرين للرد: "لو كانت دار الإفتاء ليست أهلاً للإفتاء في أمر كهذا، فمن يفتي إذاً؟".
وتباينت التعليقات المهاجمة الأخرى بين "دا هبد (كلام غير منطقي)" و"هي الصفحة بقت سياسية؟" و"هذا كذب وافتراء على الله ورسوله" و"عشان خطأ طبي نحرمه؟".
"عشان خطأ طبي نحرمه؟"... دار الإفتاء المصرية تؤكد أن "ختان الإناث حرام ويمثل اعتداءً على المرأة"، ومعلقون بينهم مشايخ يتهمونها بالجهل و"الكذب والافتراء على الله ورسوله"
وقال الأقل حدةً في الهجوم إن "ختان الإناث جائز في بعض حالات فقط، خاصةً إذا كان الفرج كبيراً ويستدعي التهذيب".
وسأل البعض: "ما دليلكم على هذا الحكم من الكتاب والسنة؟".
وكان نجل الداعية السلفي أبي إسحاق الحويني أحد المعترضين على فتوى دار الإفتاء المصرية حيث قال عبر تويتر: "هذا الحكم على إطلاقة بالحرمة لا يقوله إلا جاهل لم يقرأ كتاباً في الفقه؛ فختان النساء مشروع كختان الرجال، لكنه آكد في حق الرجال. وقد اتفق الأئمة على أنه مشروع، وإن اختلفوا في كونه واجباً أو مستحباً، لكنه مشروع يا دعاة الباطل!".
على الجانب الآخر، قال معلقون أن من هاجموا الفتوى ليسوا إلا "متشددين دينياً، عديمي الإنسانية".
وفي حين جرم القانون المصري ختان الإناث في عام 2008، وعاد لتغليظ العقوبة عليها، بموجب القانون الرقم 78، بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تتجاوز سبعاً لكل من قام بعملية ختان لأنثى، على أن تكون العقوبة بالسجن المشدد، إذا نجمت عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو الموت في عام 2016، يقوم بها بعض الأهالي والأطباء في السر.
ومصر هي رابعة أكبر دول العالم في عدد عمليات ختان الإناث، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وليس هناك إحصاء دقيق عن عدد ضحايا ختان الإناث من الوفيات أو المصابات بعاهة مستديمة في البلاد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...