مساء الخميس 30 كانون الثاني/ يناير، صحب والد ندى إبنته البالغة 13 عاماً إلى عيادة خاصة في إحدى قرى محافظة أسيوط بصعيد مصر لإجراء عملية ختان لها، لكنها لم تنج وفارقت الحياة.
وألقت الجهات المعنية القبض على الوالد والطبيب الذي أجرى العملية، وعرضا على النيابة وحبسا أربعة أيام على ذمة التحقيق.
أثار هذا الخبر الذي تداوله عدد من الصحف المصرية، الكثير من التساؤلات عن جدوى حملات التوعية ضد الختان وضرره منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
حملات التوعية غير فعالة
"استمرار عمليات ختان الإناث مؤشر على عدم فاعلية المبادرات الحكومية وحملات التوعية، خاصة في المناطق الريفية والصعيد". هكذا عبرت النائبة عايدة منير في بيانها الصادر عقب وفاة الطفلة ندى، وأضافت: "الطب والدين ضد هذه العملية ومع ذلك لا تزال منتشرة".
كانت الحكومة قد بدأت بمكافحة ختان الإناث منذ تسعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين بُذلت جهود جمة في هذا المجال. ففي عام 2008 جرَّم القانون هذه العادة البشعة، وفي عام 2016 تم تغليظ العقوبة بموجب القانون الرقم 78، بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تتجاوز سبعاً لكل من قام بعملية ختان لأنثى، على أن تكون العقوبة بالسجن المشدد، إذا نجمت عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو الموت.
تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية
ماتت الطفلة ندى قبل نحو أسبوع تقريباً من اليوم الذي حددته الأمم المتحدة لعدم التسامح مطلقاً مع ختان الإناث في 6 فبراير/شباط من كل عام، الذي تعتبره الأمم المتحدة جريمة ضد حقوق الإنسان، باعتباره "جريمة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية"، وتقدر الأمم المتحدة عدد السيدات والفتيات اللواتي خضعن للختان في أنحاء العالم بـ200 مليون. وتتعرض كل عام حوالى 4 ملايين فتاة لهذا الخطر.
طفلة مصرية تفقد حياتها أثناء ختانها. يُلحق الختان بالنساء والفتيات ضررًا جسديًا ونفسياً، وليس لهذه العملية أي فوائد صحية. وتتعرض كل عام حوالى 4 ملايين فتاة لهذا الخطر
فيما تشير تقديرات اليونيسف إلى أن أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة، تراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً، تعرضن للختان في 28 بلداً أفريقياً، بالإضافة إلى اليمن، هناك ثلاثة ملايين فتاة يواجهن مخاطر الختان كل عام في القارة الأفريقية وحدها.
حسب اليونيسيف، فإن المجتمعات تمارس ختان الإناث اعتقاداً بأنه سيضمن للفتاة الزواج اللائق أو العفة أو الجمال أو شرف العائلة. ويربطه كثيرون بالمعتقدات الدينية برغم أن أياً من الكتب الدينية لم يفرضه. وغالباً ما تنطوي عملية الختان على استئصال أو قطع المشفرين والبظر، وتصفها منظمة الصحة العالمية بأنها إجراء يجرح أعضاء الأنثى التناسلية لأسباب غير طبية.
ويُلحق الختان بالنساء والفتيات ضررًا جسديًا ونفسياً، وليس لهذه العملية فوائد صحية. ويتسبب الختان بألم نفسي بالغ، ويؤثر سلباً على علاقات النساء وعلى نظرتهن لأنفسهن. وغالباً ما تجري عملية الختان رغماً عن الأنثى.
إلا أن للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأياً مختلفاً، إذ يرى أن "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يستمد جذوره من أوجه عدم المساواة واختلال القوة بين الجنسين، وهو يحد من الفرص المتاحة للفتيات والنساء لنيل حقوقهن وتحقيق تطلعاتهن".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...