شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
القديس المبتز… واقعة تكشف

القديس المبتز… واقعة تكشف "خسة" أحد المتاجرين بقضايا المرأة في السعودية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 29 يناير 202001:18 م

ليس هناك أروع من وجود رجل يؤمن بحقوق المرأة ويدافع عن قضاياها، وليس أخس أيضاً من ذاك الذي "يتاجر" أو "يدعي" دعم المرأة في العلن ولديه "غاية خبيثة" في نفسه لاستغلال "هن".

هذا تماماً ما حدث في السعودية خلال الساعات الماضية، بعدما فضحت إحدى المغردات واحداً من المغردين المعروفين بتبني القضايا النسوية في المملكة، والكشف عن ابتزازه لها لمجرد خلاف في وجهات النظر.

ونشرت سعودية تدعى دلال عبر حسابها في تويتر التغريدة الآتية: "هذا اللي مصدعنا كل شوي عن احترام اختلاف الآخر، أول ما اختلفت معه جا يهدد بإنه إذا صفيت (وقفت) مع أحد ضده بينشر صوري ويفضحني، هذا اللي البنات يرفعون له ومستغل وجودهم بحسابه عن قضايا المرأة والحرية، هذا هو الوجه الحقيقي لهذا الإنسان البائس".

أرفقت دلال تغريدتها بصور من محادثة بينها وبين حساب "القديس" تتضمن تهديداً مباشراً، كما أفادت، ثم ألغت حسابها عقب التفاعل الواسع مع منشورها عبر وسم "القديس المبتز".

"الصمت صديق المبتز"

عبر الوسم، حيّا الكثيرون دلال على شجاعتها وقدموا لها الدعم والشكر والتقدير لعدم خضوعها له، موضحين أن ذلك وضعه في موقف خوف ودفاع يبحث عن حل للتخلص من ورطة أوقع نفسها فيها، ولافتين إلى أن موقفها حمى الكثيرات من محاولات إساءة وتحرش أو تهديد مماثل.

ولفت البعض إلى أنه "كان قادراً على نشر صورها التي أخذها دون علمها، لكن انقلب السحر على الساحر وفضحته لينتهي به المطاف هارباً كالفئران".

مجرد خلاف في الرأي يفضح أحد "المتاجرين" بقضايا المرأة في السعودية... "القديس" ابتز ناشطة وهددها بنشر صور خاصة

ونبهوا إلى أن الدرس المستفاد من هذه الحادثة هو أن "المُبتز يتغذّى على خوف الضحية، والخضوع له مرة واحدة يجعله يبتزها ألف مرّة".

وقالوا إن "الصمت صديق المبتز المخلص، فلا تسمح لأي مجرم أن يستغل صمتك. اكسر هذا الصمت. واجه، افضح، أبلغ، فهو أجبن مما تتخيل، ويد العدالة ستصل إليه حتى لو أخفى جرمه تحت اسم مستعار… احمِ نفسك كي تحمي غيرك".

وحث أحد الحسابات القانونية الجميع على أن يكونوا أقوياء في وجه المبتزين الجبناء، وأضاف: "الناس بجانبك، القانون بجانبك، الدولة بجانبك ولست وحدك". ونشر آخرون أرقام التواصل مع الشرطة الإلكترونية توعيةً للفتيات بوجه المبتزين، واصفين الابتزاز الإلكتروني بـ"الجريمة الخسيسة".

والابتزاز الإلكتروني جريمة يعاقب عليها في المملكة بالسجن مدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال سعودي.

لا رجل نسوياً فعلاً؟

في سياق حادثة الابتزاز نفسها، سلط العديد من المغردين الضوء على قضية "هل يمكن أن يكون هناك رجل نسوي أو مؤمن ومدافع عن قضايا وحقوق المرأة من دون غرض في نفسه؟".

أما الإجابة فكانت لدى غالبية المغردين "لا"، قائلين بـ"استحالة وجود رجل نسوي من دون مصالح شخصية". ورأت قلة أن الرجل من الممكن أن يتبنى عن اقتناع قضايا المرأة، وأن ذلك لا يمنع أن تتعامل معه المرأة بحرص أيضاً.

وكتب المغرد سلمان البديني: "كان يدعي الإيمان بحقوق المرأة ومناصرة قضاياها، ومع أول اختلاف هدد وابتز إحدى الناشطات النسويات"، محذراً الفتيات والنسويات خاصةً من "الانخداع" في مزاعم بعض الرجال بشأن دعم حقوقهن.

وأبرز مغردون كثر التناقض بين تغريدات هذا الشخص وحديثه على الخاص مع العديد من المغردات.

وقال سامي الهذلي: "طبيعي أن يبتز، فالنسوي لا يدعي الدفاع عن حقوق المرأة ونصرتها إلا لأجل الوصول إلى جسدها"، مستشهداً بتغريدة لمؤسس ويكيليكس جوليان آسانج مفادها أن "الرجال النسويين الذين يدّعون حرصهم على المرأة هم غالباً منحرفون يبحثون عن فريسة". 

القديس يعلن "التوبة"

وبعد ساعات من تصدر الوسم أعلى القوائم تداولاً في المملكة، حاول "القديس" الخروج من المأزق، فأغلق حسابه وسط دعوات لمحاسبته قانونياً ثم عاد وفتحه ثانيةً موضحاً في "إعلان" أن "حسابي جرى تهكيره قبل شهرين واسترجعته اليوم، مسحت التغريدات المسيئة ضد المرأة والدين والوطن، أعتذر لكم عن أي تغريدات مسيئة وأعلن توبتي، وأتعهد فتح صفحة جديدة". ورجا الجميع "مسح التغريدات المسيئة لأن عندي أماً وأخوات يزعلهن ما تكتبونه من تجريح".

"المُبتز يتغذّى على خوف الضحية" و"الصمت صديق المبتز المخلص"... حملة ضد الابتزاز الإلكتروني للنساء في السعودية وهذه مناسبتها

وعدل النبذة التعريفية للحساب وكتب فيها أن الحساب "مهكر منذ الأول من كانون الثاني/يناير، وأن صاحبه الأصلي غير مسؤول عن التغريدات"، وهذا ما دفع كثيرين للسخرية من "أول هكر بالعالم يسوي إبراء ذمة".

كما تعجب البعض من "اعتذاره وإعلانه التوبة" في الوقت الذي يزعم فيه عدم صلته بالرسائل المسيئة.

وفضح العديد من الناشطين رسائل مسيئة وصلتهم من الحساب بسبب انتقادهم "القديس" عبر الوسم، فنشر حذيفة السالمي بعض رسائل التهديد التي تضمنت صوراً للعضو الذكري من حساب القديس متسائلاً: "أنت أرسلت لي هذا أم المهكر؟".

وقالت فاطمة المزروع: "جاك اليوم اللي تقع فيه بشر أعمالك، دخلت علي خاص وكلمتني بكلام قذر مثل تربيتك، ما كانت عندي شجاعه إني أبيّن للناس حقيقتك، لكن بعد الوسم أتمنى كل البنات اللي ابتزتهم ينشروا قذارتك في الخاص"، مرفقةً تعليقها بصورة لرسائل "القديس" ومعها أيضاً صور لعضو ذكريّ. 

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image