شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
لينا بن مهني... الموت يقطف

لينا بن مهني... الموت يقطف "زهرة من ياسمين ثورة تونس"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 27 يناير 202006:35 م

عن عمر ناهز 36 عامًا، رحلت الناشطة والصحافية التونسية لينا بن مهني التي كانت في طليعة المناهضين لنظام زين العابدين بن علي عام 2011، بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها مسيرة نضالية حافلة بالدفاع عن حقوق الإنسان.

لم تكن بن مهني قد أتمت عامها السادس والعشرين حين أنشأت مدوّنتها "بنيّة تونسية" عام 2007. وبدأت من خلالها نشر مقالات والدها الصحافي والمناضل اليساري الصادق بن مهني، وبعض تدويناتها الخاصة. وسرعان ما لاحق نظام بن علي المدونين، منهم بن مهني.

للثورة أصوات تعلنها

حين قامت الثورة التونسية، ظهرت الحاجة لأصوات إعلامية مغايرة لصوت إعلام الدولة الرسمي، وهنا تكفل المدونون بنقل صوت الشعب التونسي في الشارع للعالم. وكانت بن مهني من هذه الأصوات بعدما اتخذت مدونتها طابعًا صحافيًا حيًا لتغطية أحداث سيدي بوزيد.
وتنقلت بن مهني بين المدن التونسية وميادين العاصمة تونس، تسجل وتدون وتصوّر وتنشر عبر "بنيّة تونسية"، كما ساهمت في تدوين اعتداءات الشرطة التونسية على المتظاهرين في مدينة الرقاب وعمليات القتل والعنف والتعذيب.
كانت لينا بن مهني عبر مدونتها صوتاً للثورة التونسية في الشارع، وكان لها دور في لفت نظر المجتمع الدولي للثورة، لذلك لم يكن غريبًا ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام.

 نوبل للسلام

عام 2011 تم ترشيحها للجائزة إلى جانب الناشطين وائل غنيم وإسراء عبد الفتاح من مصر. وحصلت على عدد من الجوائز والتكريمات، منها: أفضل مدونة في مسابقة "بوبز" من دويتشه فيله عام 2011، والمرتبة الـ23 في قائمة أقوى 100 امرأة عربية عام 2012، والمرتبة الـ93 في القائمة نفسها في العام التالي، وجائزة "شون ماك برايد" مناصفة مع الكاتبة المصرية نوال السعدواي من المكتب الدولي للسلام، وجائزة الصحافة العالمية من جريدة "الموندو" الإسبانية.

كانت الناشطة التونسية لينا بن مهني التي توفّيت الاثنين، عبر مدونتها، صوتاً للثورة في الشارع، وكان لها دور في لفت نظر المجتمع الدولي إلى الثورة. تعرف إليها أكثر

بعد انتصار الثورة التونسية، لم تهدأ بن مهني، إذ انضمت إلى الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال عند تشكيلها في مارس/آذار 2011، واستقالت منها بعد مضي شهرين. كما قادت حملة عام 2016 لتغذية مكتبات السجون التونسية، وجمع تبرعات عينية لتعزيز قدرات تلك المكتبات.

وتوفيت صباح اليوم 27 كانون الثاني/ يناير قبل أن تكمل عامها السابع والثلاثين، وقبل أن ترى تونس التي أرادتها وناضلت من أجلها "تونس تحتضن كل أبنائها بالرغم من اختلافاتهم، تونس التي يعيش فيها كل تونسي وتونسية في حرية وفي كرامة" بحسب ما قالت في حوار أجرته مع التلفزيون العربي.

وداعا لينا 

ونعى كثير من النشطاء بن مهني وتحدثوا عن نشاطها وتفانيها في الدفاع عن حقوق الإنسان.

"تمنيت لو كان الخبر مجرد شائعة"، هكذا عبرت الصحافية والروائية المصرية، منصورة عز الدين عن حزنها بوفاة بن مهني، وقالت في تغريدة عبر حسابها على "تويتر": "خبر مؤلم، تمنيت لو كان مجرد شائعة. التقيت لينا مؤخرًا في مهرجان "قلمي صوتي"، وكانت -رغم المرض- في منتهى قوة الإرادة والاتقاد الذهني".

أما الشاعر السوري محمد عبيدو فقد قال: "تعتبر نافذة الثورة التونسية على العالم،  نقلت أحداثها عامي 2010 و2011 إلى كل العالم من خلال مدونتها بنيّة تونسية".

وقالت الإعلامية ريم بو قمرة: "وداعاً لينا بن مهني الناشطة في المجتمع المدني والمدونة المدافعة عن حرية التعبير وحقوق المواطن في العيش الكريم".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard