عقب اتهامات عديدة له بالتحرش الجنسي بموظفات ومتطوعات لديه والتهجم والتهديد لآخرين، بادر رئيس مركز "مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل" جعفر فرح بمقاضاة عدد من الصحافيين والناشطين الذين تداولوا الشهادات بتهم "التشهير"، وهذا ما وُصف بأنه محاولة منه لـ"التعتيم على القضية الأساسية… قضية فضح التحرش".
الأشخاص الذين ادعى عليهم فرح هم: رئيس تحرير جريدة "المدينة" ومقرها حيفا، رشاد عمري، وخمسة شبّان آخرين والصحافي والباحث في مركز "مسارات" للدراسات الإستراتيجيّة رازي نابلسي، ومركّز مشروع المنح الطلابيّة في جمعيّة الثقافة العربيّة مصطفى ريناوي، والموظّف في جمعيّة القوس للتعدّدية الجنسيّة والجندريّة جول إلياس، وطالب المحاماة في جامعة حيفا جلال إلياس، والناشط السياسي والاجتماعي الشاب أنس خطيب.
طالب فرح المدعى عليهم بتعويض مالي يصل إلى 400 ألف شيكل (نحو 116 ألف دولار أمريكي)، وفق ما نشرته "المدينة" في 24 كانون الثاني/يناير.
شهادات واتهامات
تفجرت الاتهامات ضد فرح للمرة الأولى في 26 أيلول/سبتمبر عام 2019، حين طرد من تظاهرة نسائية نظّمها حراك "طالعات" النسوي السياسي في حيفا.
كانت التظاهرة مناهضة للعنف ضدّ النساء، وضد استمرار جرائم قتل النساء والاعتداءات الجنسيّة والتحرّش بهن.
وعقب طرده من التظاهرة، نُشرت، عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، شهادات متعدّدة عن "اعتداءات وعنف جسديّ وتهديدات" مارسها فرح على ناشطين لإسكات الاتهامات الموجهة إليه، ومنها التحرش.
تطور الأمر في بعض الحالات إلى بلاغات ضد فرح.
وفي إطار حملة الـ16 يوماً الدولية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وحرصاً منها على "ضرورة البوح لمناهضة ثقافة التحرش"، نشرت جمعية "السوار" النسوية شهادتين لموظفتين متطوعتين في "مساواة" تتهمان فرح بالتحرش بهما جنسياً.
وقالت الأولى إنه لمس رقبتها وشعرها في مكتبه، وقالت الثانية إنه لمس رقبتها داخل السيارة أثناء عودتهما من اجتماع في إحدى المؤسسات.
اللافت أن مدير "مساواة"، ومقره حيفا، لم يقاضِ أياً من النساء اللواتي اتهمنه بالتحرش جنسياً بهن، أو جمعيّة السوار التي نشرت الشهادات ضده، أو حتى من اتّهموه بالاعتداء عليهم جسدياً وبالتهديد على خلفية القضية. بل قاضى أشخاصاً لا تربطهم بالقضيّة أي صلة مباشرة، حتى أن بعضهم متهم بـ"مشاركة" (share) منشورات لآخرين على صلة بالقضية.
وكتب ريناوي عبر فيسبوك: "مدير مركز مساواة بحيفا قدم ضدي دعوى تشهير! التهمة أني عملت share لمنشور مجد كيال إللي بشرح فيه عن التهديدات إللي عائلته تعرضت لها من قبل فرح ومحيطه (تهديدات موثقة بحسب النص). عشان شاركت صوت عائلة تعرضت للتهديد والعنف".
مدير مركز حقوقي في حيفا يقاضي عدداً من الصحافيين والناشطين بتهمة "التشهير" لمشاركتهم منشورات توجّه إليه اتهامات بالتحرش الجنسي والاعتداء الجسدي وتهديد أشخاص… لماذا لم يقاضِ من اتهموه أصلاً؟
"محاولة للخداع… هذه قضية مجتمعية"
وكان الصحافي مجد كيال، المحرر بموقع "متراس" المحلي، قد كتب عبر حسابه في فيسبوك، في 26 تشرين الأول/أكتوبر، عن تعرضه وأسرته لتهجم وتهديد مستمرين من قبل فرح وابنه وزوجته، لمشاركتهم في التظاهرة التي طرد منها فرح برغم تأكيد كيال أن أياَ من أفراد أسرته لم يهتف ضد فرح.
وجرت مشاركة منشور كيال أكثر من 600 مرة. لكن فرح، على ما بدا، انتقى الأشخاص الذين يقاضيهم.
ويضيف ريناوي في منشوره: "قصة فرح معي مش شخصية. القصة مش مشاركتي لمنشور، هي قصة حراك جديد وثقافة جديدة كسرت حاجز الخوف عند النساء بالذات، موضوع الانتهاكات اللي بتتعرض لها النساء عنا. هذا الموضوع جعفر بدش (لا يريد) يحكي فيه. بدش يجيب سيرة التحرش ولا النساء ولا الشهادات بحقه ولا بده يرد على هذا المضمون وبدل هيك اختار الطريق الأسهل وإللي ممكن الناس تتضامن فيها معه: تحول نفسه لضحية بتتعرض لتشهير وتهديد وابتزاز من مجموعة شباب… لازم منوقعش (ننخدع) فيه".
الأمر نفسه شدد عليه كيال الذي قال لرصيف22: "هناك محاولة لتحويل القضية إلى قضية شخصية بين رجال. هذه قضية نسوية من الدرجة الأولى، وأنا أثق ثقة تامّة بأن الحراك النسوي الفلسطيني قادر على مواجهة ثقافة التحرش وثقافة الصمت إزاء التحرش".
وفي بيان حصل عليه رصيف22، دانت صحيفة "المدينة" اتهام فرح رئيسَ تحريرها، معتبرةً أن هدف هذه الدعوى "إسكات شهادات النساء ضد فرح".
ودعت الصحيفة إلى تحول ساحة المحكمة إلى "ساحة احتجاج ضد ثقافة التحرّش والصمت"، مذكرةً بأن القضية هي "قضية اجتماعية تقودها النساء وليست معركة شخصية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ ساعةاوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ ساعتينمبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ يوملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ يومهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يومينمن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومينجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...