شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
3% من الفلسطينيات فقط حصلن على حقهن في الميراث

3% من الفلسطينيات فقط حصلن على حقهن في الميراث

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 10 ديسمبر 201903:39 م

ليس الاحتلال وحده قاهر المرأة الفلسطينية. هنالك أيضاً ظلم النظام الأبوي، أو الذكوري، الذي يسعى إلى فرض هيمنته في شتّى جوانب الحياة. عدا العنف الجسدي الذي وصل إلى حدّ قتل فتيات برزت أسماؤهن في العام الجاري كإسراء غريّب وإيمان النمنم التي دفنها والدها حيّة، تواجه المرأة الفلسطينية اضطهاداً من نوع آخر يتمثّل في حرمان المرأة من حقّها في الميراث، إذ أعلنت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد في 12 ديسمبر/كانون الأول أن 3% من النساء الفلسطينيات فحسب حصلن على حقهن الشرعي والقانوني في الميراث.

وأشارت الوزيرة في كلمة لها خلال ورشة عمل نظمتها وزارة المرأة للبحث بآليات تمكين النساء من الحصول على حقّهن بالميراث، إلى أن هذه النسبة تعود إلى "عدة تحديات ترتبط بالنسيج الاجتماعي في فلسطين"، موضحةً: "حق المرأة في الميراث مكفول بموجب القانون والشرع، إلا أن الثقافة السائدة تحول دون حصولها على هذا الحق".

وقالت إن المرأة تعيش تحدّيين في ظل مطالبتها بالحصول على الميراث: أولهما اللجوء إلى المحاكم لتحصيل حقها الشرعي (لعجزها عن دفع تكاليف رفع القضية بتوكيل محامٍ)، والثاني العادات والتقاليد السائدة في المجتمع. ولفتت إلى ضرورة توعية النساء بشأن حقوقهنّ القانونية وتشجيعهنّ على تحصيلها.

في هذا السياق، أطلقت المحامية الفلسطينية موناليزا المصري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تطبيقاً إلكترونياً بعنوان "فرمان" لحماية المرأة الفلسطينية قانونياً من خلال توعيتها بشأن حقوقها لا سيما تلك المرتبطة بالأحوال الشخصية والشرعية في الميراث، باعتبار أن الجهل في هذه القوانين يؤدي إلى ضياع الحق.

ويضم التطبيق استشارات قانونية كذلك، رغبةً من المصري في "مواجهة وتجاوز العنف والاضطهاد الأسري للنساء عبر التطبيق". 

3% من الفلسطينيات فحسب حصلن على حقهنّ في الميراث. كيف يتحايل الذكور لسلب هذا الحق؟
"انظلمت لأنه أبوي حرمني من الميراث بعد ما انفصلت عن زوجي"... واحدة من شهادات لنساء فلسطينيات حُرمن من الميراث، وطرائق مخادعة يعتمدها الذكور لسلب هذا الحق

كيف يتمّ حرمان الفلسطينيات من الميراث؟

كشفت المحامية الفلسطينية رهام ظاهر عن سبع طرائق يتم من خلالها حرمان المرأة الفلسطينية من ميراثها، منها أن هناك بعض الآباء ممن يُقَدّمون أملاكهم وهم على قيد الحياة إلى الذكور عن طريق الهبة أو التمليك بالبيع الصوري أو التسجيل، لاختصار أي مواجهات بين الأشقاء والشقيقات بعد رحيله. 

يخالف هذا العمل، بحسب المحامية، قواعد المواريث العامة، لافتةً إلى أنه قد فسخ القضاء الفلسطيني سابقاً "العشرات من هذه البيوعات الصورية" بعدما تبيّن أن الهدف هو "حرمان الإناث من الميراث"، وأن "البيع كان من دون ثمن مقابل، وأنه بحكم هبة". 

ثانياً، يتم حرمان المرأة من الميراث باستحواذ بعض الأشقاء (الشقيق الأكبر غالباً) على الميراث بحجة أنه ساهم في تكوينها بعمله مع والده وهو على قيد الحياة، أو من خلال "ترك" ما أبقاه والده "لتخليد ذكراه". 

وثالثاً، أشارت ظاهر إلى أن تزوير الوثائق المتعلقة بحصر الورثة يتم أحياناً باستبعاد الإناث غالباً.

أما رابعاً، فيدّعي أحد الأبناء، وجود وصية تقول إن الراحل قد خصّ أحفاده من هذا الابن بالميراث، بقصد تقليل حصص باقي الورثة.

خامساً، يتم تهديد الورثة للمرأة بالتنازل لهم عن نصيبها من الميراث. أوضحت المحامية هنا أن "التهديد" ليس شرطاً بأن يكون ضرراً جسدياً، قد يكون مجرّد خسارة أهلها إن طالبت أو أخذت ميراثها. 

وأشارت ظاهر إلى أن المرأة الفلسطينية في ظل المجتمع الذي تعيش فيه غالباً ما تقبل التنازل، لأنها تخاف أن تُطلّق من زوجها يوماً - إن كانت متزوجة - فلا تجد مكاناً للعودة إليه. 

وقد يتحايل الذكور على الوارثة الأنثى من خلال إعطائها مبلغاً قليلاً أو قطعة أرض رخيصة الثمن، لا تساوي حقها الفعلي في الميراث.

ولا يقتصر الأمر على الأشقاء والآباء. فسادساً، تُحرم المرأة الفلسطينية من حقها في المهر المؤجل عند وفاة زوجها، أو اعتباره جزءاً مما تركه زوجها، فيقسم من ضمنها.

وسابعاً، تُحرم المرأة من الميراث بسبب "الأعراف والعادات والتقاليد القبلية السائدة في بعض القرى والأرياف، لاعتقادهم أن الأموال ستذهب إلى الأصهار، ورفضهم أن تملك المرأة ذمة مالية خاصة بها". 

شهادات نساء حُرمن من الميراث

تحدثت نساء فلسطينيات عن تجارب حرمانهنّ من الميراث في دراسة أعدها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بعنوان "المرأة الفلسطينية والميراث"، وهذه شهادات بعضهن: 

  • "يعتبر الناس أن البنت عندما تأخذ حقها من الميراث تنقل الأموال إلى بيت عائلة ثانية". (مشاركة من الخليل)

  • "حب الأخت لأخيها يمنعها من المطالبة بحقها بالميراث وتنتظر من إخوتها أن يبادروا ويعطوا الأخت حقها من دون أن تطلب". (مشاركة من الخليل)

  • "طالبت بحقي بعدما رأيت إخوتي ونساءهم بتمتعون بممتلكات أبي ولم أحصل على شيء". (مشاركة من نابلس)

  • "من 12 دونم لكل ولد، بدهم يعطوني دونم، ولأختي بس 400 متر لأنه أبوي مسجلهم باسمها. في دين مين هذا الكلام بصير؟". (مشاركة من نابلس)

  • "انظلمت لأنه أبوي حرمني من الميراث بعد ما انفصلت عن زوجي". (مشاركة من نابلس)

  • "أخي هددني بالقتل، أبكي كلما رأيت بيت أحد أخوتي".  (مشاركة من الخليل)

خلصت الدراسة إلى أن حق الميراث، بالإضافة إلى كونه حقاً للمرأة، يعدّ أحد عوامل تمكينها اقتصادياً. فسلب هذا الحق منها ساهم ولا يزال يساهم في إدامة تبعية المرأة وجعلها أكثر عرضة للعنف وغيره من أشكال الانتهاكات. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image