برغم عدم وجود علاقات رسمية معلنة بين البلدين، رحب العديد من الناشطين الإماراتيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بانطلاق أعمال بناء الجناح الإسرائيلي ضمن معرض إكسبو 2020 الذي تحتضنه مدينة دبي بين تشرين الأول/أكتوبر عام 2020 ونيسان/أبريل عام 2021.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت، مساء 19 كانون الثاني/يناير انطلاق أعمال بناء الجناح رسمياً عبر "مقاول محلي"، واصفةً الأمر بأنه "مرحلة مهمة. إذ تواصل وزارة الخارجية الإسرائيلية الإشراف على عملية البناء الطويلة، بالتعاون مع الدولة المضيفة، الإمارات".
والبلدان لا تقيمان علاقات دبلوماسية ولا يمكن مواطني إسرائيل دخول الإمارات إلا بجواز سفر أجنبي. لكن التقارب بينهما هو الأقوى على صعيد الدول العربية، ما عدا مصر والأردن اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع تل أبيب بموجب اتفاقيتي سلام.
وعلق أحد الناشطين الإماراتيين على بدء تشييد الجناح الإسرائيلي بالقول: "يا أهلاً وسهلاً بجميع ضيوف الإمارات في إكسبو 2020، هذا الحدث العالمي لا مكان فيه للعداء السياسي، ونجاحه هو نجاح للخليج كله. نرحب بإسرائيل كما نرحب بغيرها، وسيرى العالم أننا في جميع دول الخليج صادقين في سلامنا مع الجميع ونهدف لنكون نموذجاً يحتذى به".
وقال آخر: "أهلاً وسهلاً بكم في دولة الإمارات أرض التسامح والإنسانية. نتمنى لكم التوفيق ولشعب دولة إسرائيل".
وكان استطلاع رأي لوزارة الخارجية الإسرائيلية نشر في تشرين الأول/أكتوبر عام 2018، قد وجد أن 42% من الإماراتيين "مهتمون بإقامة علاقات مع إسرائيل".
في المقابل، اعتبر حازم قاسم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هذه المشاركة الإسرائيلية في المعرض "عملاً تطبيعياً مستنكراً وطنياً وقومياً".
كذلك حث الأطراف الساعية إلى التطبيع مع الاحتلال على وقف السلوك الذي يشجع الاحتلال على رفع وتيرة إجرامه بحق الشعب الفلسطيني، منبهاً إلى أنه "ينبغي أن يبقى الكيان الصهيوني العدو المركزي للأمة، ومواجهة سياسته الهادفة إلى تقويض كل فرص نهوض الأمة وتطورها".
كما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، عبر فيسبوك: "خسارة فعلاً، ظلم ذوي القربى أشد مضاضة"، فيما احتفى الإعلام الإسرائيلي بـ"حضور نادر يساعد على الإسراع بإقامة علاقات مع العالم العربي".
"حضور نادر يوطد العلاقات العربية الإسرائيلية"... أيادٍ إسرائيلية تشيد جناحاً لتل أبيب في معرض إكسبو دبي 2020، وإماراتيون يرحبون
تقارب إماراتي إسرائيلي
وكانت إسرائيل قد أعلنت عن مشاركتها في المعرض الدولي الذي تستضيفه الإمارات، في نيسان/أبريل الماضي، وهذا ما رآه وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس "تعبيراً آخر عن مكانة إسرائيل الصاعدة في العالم والمنطقة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد علق على المشاركة الإسرائيلية بالقول: "نقيم علاقات مع ست دول عربية على الأقل والتطبيع يتقدم خطوة بعد خطوة، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات سلمية".
في حين قال المنظمون للمعرض، في بيان: "لقد وجهنا الدعوة لكل بلد في العالم بدون استثناء ليكون حدثاً دولياً بحق. طوال 170 عاماً، كانت المعارض الدولية أحداثاً غير سياسية ركزت على تعزيز الإنسانية من أجل الصالح العام عبر الابتكار والتبادل الثقافي والإبداع والتعاون، ونحن فخورون بمواصلة هذا التقليد".
ولم تعلق الحكومة الإماراتية رسمياً على أي أنباء عن مشاركة إسرائيل في المعرض. كما أن الموقع الإلكتروني الرسمي لمعارض إكسبو الدولية يعرض مقالات عن أجنحة حوالى 40 دولة (من نحو 190 دولة مشاركة) ليس بينها إسرائيل.
لكن التقارب الإماراتي الإسرائيلي ظاهر للعيان، وأحدث مؤشراته مشاركة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، في 21 كانون الأول/ديسمبر الماضي، في تقرير بعنوان "تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط".
وفيما اعتبر معلقون ذلك "اعترافاً صريحاً" من الوزير الإماراتي بمضمون التقرير، علق نتنياهو على تغريدة بن زايد: "أرحب بالتقارب بين إسرائيل والعديد من الدول العربية. حان الوقت للتطبيع والسلام".
ثم عاد نتنياهو ليضيف: "شاهدنا تعبيراً آخر عن دفء العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد تحدث عن تحالف جديد في الشرق الأوسط، وهو تحالف إسرائيلي عربي. نمضي قدماً نحو آفاق جديدة من الأمل والسلام مع جيراننا العرب. ليس بإمكاني الإفصاح لكم عن تفاصيل جميع الخطوات التي قدتها مع رفاقي على مر السنين. أستطيع فقط القول إن هذا التصريح هو نتيجة نضج اتصالات وجهود كثيرة تستأهل الصمت حالياً، وأشدد على الكلمة ‘حاليا‘".
وكان مقرراً أن يزور كاتس دبي هذا الشهر لبحث الترتيبات الخاصة بالتجهيز للمشاركة الإسرائيلية في إكسبو دبي 2020، وسط تقارير ترجح اتفاق الجانبين على توفير تأشيرات دخول تمكن الإسرائيليين من دخول البلد الخليجي لحضور المعرض.
غير أن التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أرغمت كاتس على إعلان إرجاء الزيارة.
يذكر أن النشيد الوطني الإسرائيلي عزف للمرة الأولى في شبه الجزيرة العربية على أرض الإمارات بحضور وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف عقب فوز الإسرائيلية ساغي موكي بالميدالية الذهبية في بطولة "غراند سلام أبو ظبي للجودو" عام 2018.
ويشارك لاعبون وفرق إسرائيلية في فعاليات ومسابقات ثقافية ورياضية مختلفة في الدول العربية، لاسيما في الإمارات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع