ليلة دامية جديدة، بل الأكثر دموية، من عمر الانتفاضة اللبنانية خلفت نحو 400 مصاباً ودماراً شديداً بالوسط التجاري للعاصمة اللبنانية بيروت، عقب هجوم قوات حراسة البرلمان على خيام المعتصمين وإحراقها.
وفيما تصاعدت أحداث العنف بشكل يومي منذ انطلاق "أسبوع الغضب" في 14 كانون الثاني/يناير، تعد ليلة 18 كانون الثاني/يناير الأشد عنفاً حيث خلفت نحو 400 مصاباً وفق أرقام الدفاع المدني والصليب الأحمر في لبنان، نقل نحو 130 منهم إلى العلاج في المستشفيات.
وكان المتظاهرون قد بدأوا في الاحتشاد بكثافة قرب ساحة النجمة ببيروت نحو الساعة الثالثة عصراً، ونشبت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن، حيث سجلت نحو 100 إصابة حتى تمام السابعة مساءاً.
هجوم… ورد وحشي
وهاجم المتظاهرون الغاضبون قوات الأمن في ما بدا محاولة للرد على العنف المفرط الذي مارسته القوات تجاههم على مدار الأيام السابقة، فقذفوهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.
في المقابل، ردت القوات الأمنية بإلقاء كميات هائلة من قنابل الغاز و فتح خراطيم المياه على المتظاهرين. وقال ناشطون أنها أطلقت الرصاص المطاطي وأصابت به العديد من المتظاهرين.
عقب توجيه الرئيس عون بإعادة الهدوء لوسط العاصمة… إصابة نحو 400 في ليلة جديدة من التصعيد الأمني
وغطى الدخان وسط بيروت متصاعداً من قنابل الغاز وكذا إحراق خيام المتظاهرين في مناطق متفرقة وبعض الممتلكات العامة والخاصة.
واضطر المتظاهرون إلى ارتداء الأقنعة الواقية في محاولة لحماية أنفسهم من دخان الغاز المسيل للدموع، رغم ذلك سجلت إصابات عديدة بالاختناق.
ونفت قوى الأمن الداخلي في الأثناء الاتهامات التي وجهها لها ناشطون ورصدتها تقارير إعلامية مصورة بإحراق بعض عناصرها خيام المعتصمين في ساحة رياض الصلح.
واكتفت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن بالتعليق على التصعيد الأمني الخطير قائلةً عبر تويتر: "أكثر من مرة تعهدت أحمي التظاهرات السلمية، وكنت دايماً أؤكد على أحقية التظاهر. بس أن تتحول هذه التظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو أمر مدان وغير مقبول أبداً".
ووثقت مقاطع فيديو وصور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سحل وضرب وحشي من عناصر الأمن بأعداد كبيرة للمتظاهرين وسحل بعض الموقوفين من الجنسين.
ونقل أن أحد المصابين في الاشتباكات فقد إحدى عينينه. كما تحدث ناشطون عن "تهديد عناصر الأمن للناشطة شذى حسنية بالاغتصاب أثناء اعتقالها".
A female protester climbed the metal wall today in front of the parliament hit by the police. Currently happening in #Beirut #Lebanon#مجلس_النواب #لبنان__ينتفض #بيروت #اسبوع_الغضب #لبنان_الجديد #لبنان pic.twitter.com/jRUhkg4Ixd
— Lebanese Bonkers (@BonkersLebanese) January 18, 2020
وفي أحد المقاطع التي تبرز جسامة الاستشراس الأمني بوجه المتظاهرين، أصابت قنبلة غاز أحد المتظاهرين العزل الذي كان يحمل متظاهر آخر مصاب على ما يبدو.
هذا الفيديو مخالف لحقوق الانسان وانتهاك صارخ جدا بحق المتظاهرين. هذا استخدام عنيف للقوة برسم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وتتحمل مسؤوليته هذه السلطة المجرمة الفاقدة لاي شرعية #لبنان_ينتفض #الدولة_البوليسية pic.twitter.com/NwV8wfBtiL
— Salman Andary (@salmanonline) January 18, 2020
وقالت قوى الأمن الداخلي إن تحقيقاً بدأ حول مقطع فيديو متداول يظهر تعرض موقوفين للضرب خلال خروجهم من آلية لسوق السجناء في ثكنة الحلو.
ليتمّ إستقبالهم بحفاوة في ثكنة الحلو#عهد_القمع https://t.co/c0A0CPE9f3 pic.twitter.com/d8emvaa6ID
— Nassim S. Zoueini ♋️ (@NassimZoueini) January 18, 2020
وصب لبنانيون جام غضبهم على الحسن متهمينها بإصدار أوامر لقواتها بـ"قتل أبنائنا"، في حين رأى آخرون أنه "لا يتوقع أن تضبط ريا الحسن عناصر قوى الأمن، أو إذا كانت تريد ذلك" لافتين إلى أن عناصر الأمن "أبناء نظام عميق ومراجعهم خارج الوزارة، يتلقون منها القرارات ويتنافسون لإرضاء هذه المراجع وتأكيد الولاء لها والجدارة بحمايتها والدفاع عن مصالحها والانتماء لثقافتها ‘البوليسية المليشيوية‘".
شهادة احد الجرحى .. قوات الامن كانت تصوب القنابل المسيلة على رؤوس البعض ... #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/BfBbx2toMA
— Larissa Aoun (@LarissaAounSky) January 19, 2020
إطلاق الموقوفين
وذكرت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام، صباح 19 كانون الثاني/يناير، أن المدعي العام التمييزي غسان عويدات أشار إلى الجهات المعنية بإخلاء سبيل موقوفي أحداث وسط بيروت مساءً، باستثناء من صدرت بحقه مذكرات قضائية في اتهامات أخرى، موضحةً أن عدد الموقوفين بلغ 34 غالبيتهم في ثكنة الحلو، علاوةً على موقوفين اثنين في ثكنتي ميناء الحصن والرملة البيضاء.
بعد الكر والفر، دارت المواجهات قرب مسجد محمد الأمين بساحة الشهداء، حيث احتمى بعض المتظاهرين داخله، ما علقت عليه دار الفتوى، في بيان، بالقول: "دخول بعض المتظاهرين إلى داخل حرم المسجد أمر إنساني وأخلاقي وديني، لكن ما تبعه من إشكالات على باب المسجد أمر لا يليق بحرمته".
وأشارت إلى أن "دار الفتوى اعتنت بجميع من كان داخل المسجد وخصوصاً المصابين بهيئاتها الصحية المعتمدة، وتواصلنا مع المعنيين في الدولة لتأمين خروجهم من المسجد سالمين آمنين".
وبثت الوزيرة الحسن، عبر تويتر، مقطعاً لخروج المتظاهرين من المسجد "في حماية" عناصر الأمن.
اخراج المتظاهرين من داخل مسجد محمد الأمين تحت حماية عناصر #قوى_الامن. pic.twitter.com/lLrNol2gh1
— Raya Haffar El Hassan (@rayaelhassan) January 18, 2020
جاءت هذه التطورات العنيفة بعد قليل من إعلان الرئاسة اللبنانية أن "الرئيس ميشال عون طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري (للعاصمة)".
وقال رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، عبر تويتر، إن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب"، منبهاً إلى أن "بيروت لن تكون ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".
أخبار عن فقدان أحد المتظاهرين لعينه، وتهديد ناشطة بالاغتصاب، واستهداف متظاهر أعزل يحمل آخر مصاب بقنبلة غاز جعلت ليلة الأمس "الأكثر دموية" في الانتفاضة اللبنانية
وأضاف: "لن يحترق حلم رفيق الحريري (والده رئيس الحكومة الأسبق) بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات، ولن نسمح لأي كان إعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس"، داعياً "القوى العسكرية والأمنية إلى حماية العاصمة وكبح جماح العابثين والمندسين".
ولبنان بلا حكومة منذ استقالة الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خضوعاً للحراك الشعبي المنتفض، منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ضد طبقة سياسية يتهمها بالفساد وقيادة البلد إلى انهيار الاقتصادي هو الأسوأ منذ الحرب الأهلية.
وقد فقدت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها منذ بداية الاحتجاجات. ويرى ناشطون إن التصعيد عبر "أسبوع الغضب" هو الحل في وجه سلطة ترى أنه "يا تبقى للأبد يا تحرق البلد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Emad Abu Esamen -
منذ 9 ساعاتلقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ يومهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يوممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...
Mazen Marraj -
منذ يومينإبدااااع?شرح دقيق وحلول لكل المشاكل الزوجية?ياريت لو الكل يفكر بنفس الطريقة..
بالتوفيق ان شاء الله في حياتكما الزوجية ?
Nawar Almaghout -
منذ يومينرداً على ما ورد من الصحفية زيزي شوشة في موقعكم
الذي أوقع محمد الماغوط وشقيقه عيسى بين براثن الآنسة زيزي وأشباهها
يبدو أن الصحفية ثقافتها لم تسمح لها بالغوص أعمق، و يدل عن بعدها كل البعد عن فهم ما يجري. وهي بسلوكها هذا، على أقل تقدير، تمثل المستنقع الفكري الضحل الذي تعيش فيه
رابط ردي في موقع العربي القديم
https://alarabialqadeem.com/mohmaghbor