شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"لم يبق للبنانيين إلا الثورة"… "أسبوع الغضب" يعيد للانتفاضة زخمها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 14 يناير 202005:56 م

بعد فترة من فتور الحماسة، عاد الزخم إلى الانتفاضة اللبنانية وعاد المتظاهرون إلى الشوارع متابعين تسكير الطرق في العاصمة بيروت وعدة مدن تجاوباً مع "أسبوع الغضب".

في اليوم الـ90 للانتفاضة اللبنانية، 14 كانون الثاني/يناير، نزل المتظاهرون بكثافة إلى الشوارع منذ الصباح الباكر وفق ما ذكرته مواقع محلية، ووثقته صور ومقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان اللبنانيون قد خرجوا في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية التي اتهموها بالفساد ودفع البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي.

غير أن الحماسة للمشاركة في التظاهرات وقطع الطرق انخفضت خلال الأسابيع الماضية في ظل دعوات متزايدة لمنح المسؤولين "فرصة للإصلاح".

لا بديل سوى التصعيد؟

وجاء نزول المتظاهرين مرة أخرى للشارع إستجابةً للدعوات التي أطلقها ناشطون ومجموعات تابعة للحراك مساء 13 كانون الثاني/يناير، لتصعيد الاحتجاجات في محاولة للضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل تنفيذ مطالب الحراك الشعبي.

وأغلق المحتجون الطرق الرئيسية في مناطق مختلفة من البلاد بالإطارات المشتعلة والألواح الحديدية والمعوقات ومستوعبات النفايات، وهذا ما سبب زحمة سير خانقة، وأدى إلى اشتباكات مع قوات الأمن والجيش اللبناني، التي حاولت فتح الطرق، في عدة مناطق.

وفي صيدا وقع ثلاثة جرحى جراء الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين كما اعتقل أحد الناشطين. وحدث إشكال أيضاً بين قوات الأمن والمتظاهرين عند جسر الرينغ، وتحدث ناشطون عن اعتقال متظاهرين.

ولوحظت مشاركة كبيرة من طلاب المدارس والجامعات على وجه التحديد. وخرج الطلاب في مسيرات وتظاهرات سلمية عدة.

واعتصم العشرات أمام مصرف لبنان في شارع الحمرا ببيروت، احتجاجاً على السياسات المالية للبلاد وانعدام الثقة بالليرة وشح الدولار.

في حين اتجه العشرات إلى التظاهر أمام منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب الذي كان قد تعهّد منذ تكليفه قبل نحو شهر تشكيل حكومة اختصاصيين.

كما نجح المتظاهرون عند الرينغ في إنقاذ شخص حاول الانتحار بإشعال النار في بدنه.

واعتبر ناشطون أن "أسبوع الغضب" نتاج "استهتار المسؤولين واستخفافهم" بمطالب الحراك الشعبي واستمرار فساد المسؤولين في جميع أنحاء لبنان، لافتين إلى أنه "لم يبق للبنانيين إلا ثورتهم".

وقالت الفنانة اللبنانية إليسا عبر تويتر: "عملنا ثورة وسكّرنا الطرقات قلتو عم تعطلو الشغل. طلعنا من الطرقات تا نشوف شو رح تعملو، ما عملتو شي! صار إلنا شهر ناطرين تشكلو حكومة والدولار دوبل ومصريات الناس مش معا! بتسمحولنا نرجع نثور أو رح نزعجكن؟".

وفيما يتهم المتظاهرون المسؤولين بـ"التخاذل والتكاسل" عن بدء إجراءات إصلاحية تنقذ البلاد من محنتها، يرى فريق من اللبنانيين في قطع الطرق وتعطيل العمل واستمرار التظاهرات عاملاً في ذهاب البلاد نحو "الفوضى والإفلاس".

تسكير طرق وتظاهرات أمام مصرف لبنان ومنزل حسان دياب… اللبنانيون يعودون إلى الشارع بعد فترة من فتور الحماسة، معلنين"أسبوع غضب" عارم ضد المسؤولين
ناشطون اعتبروا أن "أسبوع الغضب" نتاج "استهتار المسؤولين واستخفافهم" بمطالب الحراك الشعبي واستمرار فساد المسؤولين في جميع أنحاء لبنان، لافتين إلى أنه "لم يبق للبنانيين إلا ثورتهم"

تأزم الظروف السياسية والاقتصادية 

تأتي هذه التطورات في وقت يمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 و1990)، إذ ارتفع الدين العام إلى نحو 90 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يعادل نحو 150 % من إجمالي الناتج المحلي.

كذلك هبطت الليرة بشدة، وهي تقترب من خسارة نحو نصف قيمتها عملياً وسط شح الدولار. ورغم أن سعر الصرف الرسمي للعملة المحلية ثابت عند 1507 ليرات مقابل الدولار، اقترب سعر الدولار في السوق الموازية من 2500 ليرة.

وشددت المصارف القيود على سحب الأموال ومنعت التحويلات إلى الخارج، وهذا ما أثار حنق العديد من اللبنانيين ويتسبب بمشاحنات يومية في المصارف اللبنانية.

في الموازاة، فشل المسؤولون في تشكيل حكومة جديدة بعدما استقال رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي رضوخاً لمطالب المتظاهرين.

وعزا الرئيس اللبناني ميشال عون ذلك، في 14 كانون الثاني/يناير، إلى "بعض العراقيل"، معتبراً أن لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاماً من السياسات المالية المخطئة.

في حين تحدث حسان دياب قبل أيام عن تعرضه لـ"ضغوط"، لافتاً إلى أنها "مهما بلغت، فلن تغير من افتناعاتي ولن أرضخ للتهويل".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image