شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تطبيع علني؟ ... حوار للفنان الأردني عزيز مرقة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية

تطبيع علني؟ ... حوار للفنان الأردني عزيز مرقة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 18 يناير 202003:01 م

أثار الفنان الأردني عزيز مرقة جدلاً بإجرائه مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وتأتي المقابلة بعد نحو شهر من إحياء مرقة حفلاً موسيقياً في قرية كفر ياسيف في الجليل المحتل، بحضور نحو 5000 شخص، وهو ما دفع البعض لقول إنه "يُطبّع علناً مع الاحتلال الإسرائيلي".

وجاءت مقابلة هآرتس معه بعنوان: "رغم ضغط حركة مقاطعة إسرائيل BDS، إلا أن الفنان الأردني لم يكن خائفاً من الغناء في إسرائيل"، كان أبرز ما جاء فيها حديثه أو هجومه على حركة مقاطعة إسرائيل، كما تحدث عن لقاء جمعه بشابة يهودية على معبر جسر اللنبي، وما إن كان سيغني في تل أبيب. 

وقال مرقة عبر الصحيفة الإسرائيلية، إنه "لن يصمت بعد الآن" لما تقوله حركات المقاطعة عنه، لافتاً إلى أنه "مسؤول فقط عن غنائه بغض النظر عن المكان الذي يتواجد فيه"، وهاجم حركة المقاطعة بقوله: "أستطيع أن أقول الآن، إن BDS ستفكر مرتين قبل مهاجمة أي فنان عربي". 

ورداً على ما إذا كانت حفلته في الجليل المحتل "رداً على BDS"، قال: "لا أؤيد الاحتلال الإسرائيلي بالطبع، ولكنني اتهمت بالتطبيع ولم أتفاجأ من هذا الأمر. 

كنت مستعداً لهذه المعركة منذ أن اخترت الموسيقى. أُريد الوصول إلى كل من يريد الاستماع إليّ، خاصة إن كان عربياً، ولا يهمني إذا كان يعيش في قرية كفر ياسيف أو الأردن أو أستراليا".

وكان مرقة قد قال في حوار سابق مع رصيف22،  إن بنود حملات المقاطعة "غير فعّالة ولا تؤدي إلى أي نتيجة وأنه لم ير نتائج من هذه البنود إلا عزل فلسطينيي الـ48 عن النسيج العربي، وهو الذي اعتبره أخطر من بنودهم وقيودهم".

أما عن احتمالية غنائه في تل أبيب، فقال إن "الموسيقى باعتقاده يمكنها حقاً تحطيم جدران السياسة"، إلا أن تواجده قد "يُسبب له مشكلة حقيقة"، مضيفاً أن لحركات المقاطعة والسياسيين "مصلحة" في تخويف الفنانين العرب من الغناء في إسرائيل. 

وأشار في الحوار إلى أنه يتمنى الغناء في قطاع غزة ليُذكّر سكانه بأنهم "ليسوا معزولين عن العالم".

وكشف أنه بعد إحيائه الحفل الغنائي في الجليل، التقى بشابة يهودية في معبر جسر اللنبي، أصبحا منذئذ: "صديقين يتشاركان في حب موسيقى فرقة مشروع ليلى اللبنانية".

أخبرها آنذاك أنه أصدر معهم ألبوماً مشتركاً، فتحمست طالبة منه أن يُسمعها أغانيه المفضلة منه. ونقلت هآرتس على لسان مرقة: "لقد أجرينا محادثة لطيفة. كانت Cool (رائعة) حقاً. قالت إنها تحب الموسيقى وكانت مهتمة بالحفلة التي أجريتها في إسرائيل". 

وتابع: "أثناء الحديث، أخبرتني أنها ذاهبة للتجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي في غضون عام. نظرت لها وقلت لنفسي: هذا لا يناسبها، لا يلائمها بتاتاً. لكنني أفهم أنها سوف تضطر إلى القيام بذلك مهما حصل. يبدو لي أن الخوف يمكن أن يدفع أي مخلوق لأن يكون عدوانياً".

الفنان الأردني عزيز مرقة في حوار مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية يُهاجم حركة مقاطعة إسرائيل BDS، ويتحدث عن لقاء جمعه بشابة يهودية على معبر جسر اللنبي، وما إن كان سيغني في تل أبيب

مرقة كان مصراً على التطبيع

وكانت BDS قد استنكرت "إصرار" مرقة على المشاركة في مهرجان "كريسماس ماركت"، رغم تواصلها معها وتوضيحها له "أبعاد التطبيع الذي يوشك على التورط فيه".

ولفتت الحركة آنذاك إلى أنه "بغض النظر عن النوايا، تسهم مشاركة أي فنان عربي في نشاط تطبيعي، في التغطية على جرائم الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني، وتدعّم كذبة 'دولة الديمقراطية والحريات'"، مضيفة أن المشاركة العربية في أنشطة ممولة من جهات حكومية إسرائيلية، أو من قبل شركات متورطة مثل البنوك الإسرائيلية، "ينقل الفنان من موقع 'الفاعل' أيّ الذي يقوم بالترفيه عن الفلسطينيين المحاصرين أينما كانوا، إلى موقع 'المفعول به' الذي يستغله العدو في الترويج لنفسه". 

وفي هذا السياق نشر التجمع الشبابي الأردني (اتحرك) لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، بياناً يوم 17 يناير/كانون الثاني، اعتبر فيه أن "مرقة حسم موقفه وبما لا يدع مجالاً للشك بأنه مُطبّع". 

ولفت إلى أن "المقابلة تحسم الجدل المفتعل والحجج الواهية التي استخدمها حين أراد تبرير موقفه على أنه ليس مطبّعاً"، مطالباً نقابة الفنانين الأردنيين "بمساءلة ومحاسبة كل من يخترق معايير المقاطعة".

"كنت مستعداً لهذه المعركة منذ أن اخترت الموسيقى"... حوار للفنان الأردني عزيز مرقة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية

"أضطر أن أتعامل مع السجّان"

وصف مرقة في حوار سابق مع رصيف22 إلصاق تهمة التطبيع عليه، مثل استسهال إلصاق تهمة التكفير، قائلاً: "هم يعتبرون أن ما قمت به تطبيعاً، وأنا لست مقتنعاً بنهجهم الذي أجد فيه أسلوباً تهديدياً، كما أنه يبطئ من تحقيقي لرسالتي، بأن أصل إلى الشباب العربي الذين أشبههم ويشبهونني في الأفكار، كما أنني لا أثق بطرح تلك الحملات، ولست مضطراً لأن أثق بهم، لأنهم مجموعة أشخاص، ولربما أنا وحدي كفرد قادر أن تكون رسالتي فعّالة أكثر منهم".

وأضاف: "رؤيتي للفلسطينيين، سواء في الداخل المحتل أو الضفة أو غزة، أنهم سجناء، وليست لدي مشكلة بأن أضطر أن أتعامل مع السجّان مهما كان ذلك التعامل حتى أصل إليهم، فضلاً عن أنه من حقي أن أزور عكا وحيفا والناصرة، وسأبقى على موقفي وسأقوم بكل ما يسهل وصولي إليهم... بكفي شعارات!".

"لن تحرر شبر من هنا نعم ولكن…"

في هذا السياق، كان للمدير السابق للمؤسسة العربية لحقوق الإنسان، محمد زيدان، تعليقاً على الأمر، إذ قال على فيسبوك: "عزيز مرقة، مع صحيفة هآرتس يظهر وجهه الحقيقي ومواقفه التعيسة، ويحرج كل من استبسل ودافع عنه".

وتابع: "هاجم حملة المقاطعة BDS في الإعلام الإسرائيلي! وتحدث عن الغناء بغزة دون أن يتحدث بحرف عمن يحاصر غزة! وتحدث عن الغناء بتل أبيب دون أن يذكر كلمة عن عنصرية إسرائيل تجاه أهلها، عزيز مرقة مطبع وطالع مش 'كول' مع تفهمه للخدمة بجيش الاحتلال".

ووجهت الناشطة نور أبو سلمى رسالة لمرقة، قائلة: "لن تحرر شبراً من هنا نعم، ولا أحد يطالبك أن تغني أو تتغنى بفلسطين، لكن كان يكفيك السير في رحلتك بما عرفك جمهورك، دون هذه الأزقة العفنة التي اقحمت نفسك بها، أن تقدم تصريحاً مع صحيفة إسرائيلية وتتضامن مع مجندة وتتلاطف معها، وتقر هذا في لقائك يضعك في خانة التطبيع، بعد أن حاولت الخروج منها وقدمت الاعتذار، إلا إن الكفر هو العناد".

وحظر مرقة عدة حسابات على تويتر اتهمته بالتطبيع، كما يقوم حالياً بإلغاء التعليقات التي تتهمه بالتطبيع على انستغرام. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image