شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الفنان الأردني عزيز مرقة يحيي حفلاً في أراضي الـ48… والجدل يعود: تطبيع أم لا؟

الفنان الأردني عزيز مرقة يحيي حفلاً في أراضي الـ48… والجدل يعود: تطبيع أم لا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 19 ديسمبر 201902:57 م

قام الفنان الأردني عزيز مرقة (مواليد تونس، 1993)، بإحياء حفل موسيقي في قرية كفر ياسيف في الجليل المحتل، يوم الإثنين الماضي 16 كانون الأول/ ديسمبر، وبإحيائه الحفل، ارتفعت من جديد الأصوات الداعية إلى المقاطعة ووقف ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما أعاد الحفل الجدل القديم: هل يُعتبر إحياء فعاليات فنية، سواء أردنية أو عربية، في الداخل الفلسطيني المحتل، فعلاً تطبيعياً أم لا؟

فسرعان ما نشر التجمع الشبابي الأردني "اتحرك" لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، بعد انتهاء حفلة مرقة، بياناً، عبر صفحتهم الخاصة على فيسبوك، بعنوان: "عزيز مرقة من الخطأ إلى الخطيئة"، حيث اعتبر أن الفنان مرقة "يلحق بركب مجموعة من الفنانين الأردنيين الذين اختاروا الذهاب إلى الأراضي المحتلة، ليساهموا في تبييض وتلميع صورة العدو الصهيوني، المستفيد الأول من تلك الزيارات".

وأعلنوا إدانتهم لتلك الزيارات التي اعتبروها "خروقات لمعايير المقاطعة"، وقالوا: "قمنا بتوجيه رسالة خاصة إلى الفنان مرقة في وقت سابق، حذرناه عندها من أن تكون زيارته إلى مدينة روابي الفلسطينية تمهيداً لتلك الزيارات، وكان من الضروري وقتها توضيح ما يُميّز روابي عن باقي مدن الضفة، وذلك لاعتبارات وجود استثمارات أجنبية وإسرائيلية في تلك المدينة، وما رسمه ويسعى إليه الاحتلال من جعل تلك المدينة ذات طبيعة تجعلها أقل تكلفة، وبحيث يحقق أرباحاً اقتصادية وتطبيعاً بين الطبقتين الاقتصاديتين الفلسطينية والإسرائيلية".



وتابع البيان: "وبالتالي، المساهمة في الدعم غير المقصود للاستثمارات الصهيونية فيها يخدم، ولو عن غير قصد، ما يسعى إليه الصهاينة من جعل تلك المدينة نموذجاً لنهج ليبرالي جديد يسعى لتوفير أعلى درجات الرفاهية للفلسطينيين، وتعزيز العلاقات بين النخب الاقتصادية الفلسطينية والإسرائيلية، وبالتالي تذويب مفهوم المقاومة وتخفيف حدّة الصراع معه".

وطالب التجمع نقابة الفنانين الأردنيين "انطلاقاً من أصول المحافظة على الدور الوطني المناط بها، والرسالة السامية التي يجب على الفنان أن يحافظ عليها لخدمة الصالح الوطني والقضايا الوطنية، أن تقوم بتفعيل هذا الدور عبر مساءلة ومحاسبة كل من يخترق معايير المقاطعة".

"فليذهبوا إلى غزّة!"

وفي حديث له مع رصيف22، اعتبر منسق تجمع "اتحرك"، محمد العبسي، أنه وخلال الأعوام القليلة الماضية، أصبحت حالة من الهرولة للذهاب لإحياء حفلات في مناطق الـ 48 من قبل فرق أردنية وحتى عربية، وهذا بالتأكيد ما "نعتبره تطبيعاً لأنه يخرق معايير المقاطعة الثقافية لإسرائيل، ليست الأردنية فقط، بل الدولية أيضاً".

واعتبر العبسي أن التطبيع الفني من شأنه أن يزيل حالة العداء مع الكيان الصهيوني الذي هو المستفيد الأول من الحفلات العربية التي تقام في أراضي الـ 48، ابتداء من تأشيرات الدخول إلى تلك المناطق أي "الفيزا"، والتي تُستخرج من سفاراتهم، وانتهاء بريع هذه الحفلات الذي سيذهب إلى أراض تخضع للاحتلال.

وقال: "حالة إزالة الحاجز النفسي والعدائي للكيان هو ما يسعى إليه الاحتلال، وهو ما تسهله الحفلات الفنية والموسيقية العربية والأردنية ليظهر نفسه أمام العالم أنه يستقطب فنانين، ولا مشكلة له مع العرب ويحقق حلمه لمشروعية وجوده، في ظل نجاح حملات المقاطعة دولياً، التي كانت كفيلة بأن تجعله ينفق مليارات سنوياً لمؤتمرات من شأنها أن تواجه ناشطي حملة مقاطعة إسرائيل وتبييض وجهه".

وتابع العبسي: "هنالك من يقول إن لا علاقة للفن بالسياسة، بالعكس، فإن الفن يجب أن يكون ذا رسالة سامية ويدافع عن القضايا الوطنية والإنسانية، الفن يجب أن يحاكي هموم الوطن لا أن توظف رسائلهم لخدمة العدو".

ويختم: "من يبرر من الفنانين الأردنيين أنهم يذهبون إلى أراضي الـ 48 للتواصل مع الفلسطينيين هناك، فليذهبوا إلى غزة!".

"حضور فلسطينيي الـ 48 واسع في الأردن"

مثلما وصف العبسي ما يقوم به بعض الفنانين العرب، بالهرولة، كذلك كان رد النائب السابق، عدنا السواعير، على سؤال ما إذا كان يعتبر إحياء حفلات لفرق أردنية في أراضي الـ 48 تطبيعاً أم لا؟ ليكون جوابه قبل انتهاء السؤال: "طبعاً تطبيع".

ولا يبرر السواعير، خلال حديث له مع رصيف22، أي أعذار تخرج من فنانين أردنيين يغنون في الداخل الفلسطيني أو فلسطين التاريخية، كما يفضّل أن يلقبها، مشيراً إلى أنه حتى زيارة أراضي الضفة الغربية يسودها جدل ما إذا كانت تصنف تطبيعاً أم لا، لكن لا جدل في تصنيف من يذهب إلى أراضي الـ48 بأنه مطبع، فهو بلا شك مطبع، بحسب وجهة نظره.

كما اعتبر أن حركة فلسطينيي أراضي الـ 48، هي أكثر سهولة وسلاسة، وباستمرار يكون لهم حضور واسع في العديد من الحفلات التي تقام في الأردن، معتبراً أن هذا بحد ذاته يدحض أي مبرر لذهاب فرق أردنية إلى هناك.

"ليست لدي مشكلة أن أتعامل مع السجان كي أصل السجناء"

وفي اتصال لرصيف22 مع الفنان عزيز مرقة، قال إنه أحيا حفلته في قرية كفر ياسيف في الجليل بناء على دعوة شخص فلسطيني يعيش بالضفة الغربية، ويذهب باستمرار إلى هناك، لافتاً إلى أنه ذهب إلى الداخل الفلسطيني بتصريح، وأضاف: "التصريح إجراءاته معقّدة، احتاج إلى علاقات وواسطات من السلطة الفلسطينية كي ندخل إلى الداخل الفلسطيني، دون أن نحصل على فيزا إسرائيلية".



وتابع: "مع أن مدّة انتظار التصريح تجاوزت الموعد المحدد مسبقاً للحفل في الجليل، لكن وبعد انتظار استطعت الحصول على تصريح، فسافرت إلى الضفة الغربية ومن هناك إلى الداخل الفلسطيني، بلا استخدام فيزا من السفارة".

وتابع: "الحفلة ناجحة بامتياز، ويسودها الحس الفلسطيني من خلال أعلام فلسطين التي رفعها الجمهور"، وأكد أن تعامله هناك كان مع فلسطينيين ولم يختلط مع إسرائيليين إلا عند الحدود.

واعتبر مرقة أن بنود حملات المقاطعة التي قرأها بـ"تمعّن"، كما يؤكد، غير فعّالة ولا تؤدي إلى أي نتيجة وقال: "لم أر نتائج من هذه البنود إلا عزل فلسطينيي الـ48 عن النسيج العربي، وهو الذي اعتبره أخطر من بنودهم وقيودهم".

ووصف إلصاق تهمة التطبيع عليه، مثل استسهال إلصاق تهمة التكفير، وأضاف: "هم يعتبرون أن ما قمت به تطبيعاً، وأنا لست مقتنعاً بنهجهم الذي أجد فيه أسلوباً تهديدياً، كما أنه يبطئ من تحقيقي لرسالتي، بأن أصل إلى الشباب العربي الذين أشبههم ويشبهونني في الأفكار، كما أنني لا أثق بطرح تلك الحملات ولست مضطراً لأن أثق بهم، لأنهم مجموعة أشخاص، ولربما أنا وحدي كفرد قادر أن تكون رسالتي فعّالة أكثر منهم".



وكرر: "أنا كمغنٍّ شاب وجمهوري هو الشباب العربي، الذين هم أصدقائي، وأنا معني بالاتصال والتواصل مع الجمهور الفلسطيني وكل ما يصدر من بيانات تنتقدني وتتهمني بالتطبيع، لا تهمني ولا تؤثر علي".

وختم: "رؤيتي للفلسطينيين، سواء في الداخل المحتل أو الضفة أو غزة، أنهم سجناء، وليست لدي مشكلة بأن أضطر أن أتعامل مع السجّان مهما كان ذلك التعامل حتى أصل إليهم، فضلاً عن أنه من حقي أن أزور عكا وحيفا والناصرة، وسأبقى على موقفي وسأقوم بكل ما يسهل وصولي إليهم... بكفي شعارات!".

قام الفنان الأردني عزيز مرقة، بإحياء حفل موسيقي في قرية كفر ياسيف في الجليل المحتل، يوم الاثنين الماضي 16 كانون الأول/ ديسمبر، وبإحيائه الحفل، ارتفعت من جديد الأصوات الداعية إلى المقاطعة ووقف ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي
"أنا كمغنٍّ شاب وجمهوري هو الشباب العربي، الذين هم أصدقائي، وأنا معني بالاتصال والتواصل مع الجمهور الفلسطيني وكل ما يصدر من بيانات تنتقدني وتتهمني بالتطبيع، لا تهمني ولا تؤثر علي"... عزيز مرقة في حديث لرصيف22

"طبعا حَ نرجع نغني بفلسطين"

فيما فضلت فرقة "حرقة كرت" الأردنية أن "تشتري راحة بالها وتبتعد عن وجع الرأس"، كما قال هاني السعدي عضو الفرقة، في حديث لرصيف22، وأن تلغي فكرة إحياء حفلات في أراضي الـ48 تماماً، والتي كانت من المفترض أن تُقام في العام 2014 وسرعان ما تم إحباطها، حسب تعبيره، قبل تنفيذها، عندما وجهت إليهم الاتهامات بالتطبيع.

وبالرغم من ذلك إلا أن السعدي ما زال يعتقد أن إحياء حفلات في الـ48 ليس تطبيعاً، ويقول: "نحن نذهب إلى هناك لكي نقدم موسيقى، وعندما نمتنع عن ذلك فنحن نعزلهم (أي فلسطينيي الداخل) عن الموسيقى العربية".

ويتفق بشار الدويكات، عضو فرقة "أوتوستراد" التي اتهمت بالتطبيع في السابق، بسبب إحيائها أكثر من حفلة في الـ 48 وخلال حديث معه، قال إنه من المتوقع أن يتواصل الجدل حول توصيف إحياء فعاليات فنية وثقافية وموسيقية في الداخل الفلسطيني، إذا ما كان تطبيعاً أو لا.



وأضاف: "قمنا بعدة حفلات هناك، وكنا نضع شروطنا قبل الذهاب، بأن يكون مكان الحفل في أماكن فلسطينية والجمهور عربي، حتى أدوات الصوت تكون من شركات فلسطينية ورعاة الحفل كذلك، ونحن كـفرقة نحارب التطبيع ورفضنا أكثر من مرة دعوات للمشاركة في مهرجانات وحفلات إسرائيلية"، خاتماً حديثه: "طبعا حَ نرجع نغني بفلسطين".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image