شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ارتبطت بالمعجزات وقصة الخلق... كيف ظهرت العناصر الأربعة في المخيال الديني والمذهبي؟

ارتبطت بالمعجزات وقصة الخلق... كيف ظهرت العناصر الأربعة في المخيال الديني والمذهبي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 21 يناير 202005:32 م

عمل العديد من فلاسفة اليونان الأقدمين، على وضع نظريات تفسّر خلق الكون، وكان من بين تلك النظريات تلك التي قال بها كل من أمبيدوكليس وأفلاطون وأرسطو، في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، والتي تذهب إلى أن هناك أربعة عناصر بسيطة، تتركب منها جميع الموجودات في العالم بنسب متفاوتة.

على الرغم من بساطة تلك النظرية، إلا أنها قد تمكنت من الصمود طويلاً في الوجدان البشري، فانتقلت عبر القرون من الحيز العلمي التجريبي، إلى مجال الدين والميثولوجيا، ومن ثم فقد دخلت تلك العناصر الأربعة، وهي التراب، النار، الماء، والهواء، في تشكيل العديد من السرديات الدينية وما يتصل بذلك من كرامات إعجازية للأولياء والقديسين، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما ذكره شمس الدين السخاوي في كتابه "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"، عن عمر بن الخطاب، الذي "أطاعته العناصر الأربع، فإنه كتب لنيل مصر وقد بلغه أن عادته أن لا يوفي إلا ببنت تلقى فيه فقطع الله من كتابه هذه العادة المذمومة، والهواء حيث بلغ صوته إلى سارية، والتراب حين زلزلت الأرض فضربها بالدرة فسكنت، والنار حيث قال لشخص أدرك بيتك فقد احترق...".

الهواء: جدلية الريح والرياح، وطيران الأولياء

لما كان الهواء هو العنصر الوحيد غير المنظور من العناصر الأربعة، فأنه قد استأثر بنصيب وافر من القداسة والغموض في الميثولوجيا الدينية بوجه عام، إذ كانت لآلهة الريح أدوار مؤثرة في خلق العالم في الأساطير القديمة، كما اتصفت تلك الآلهة بقدرتها على التقلب والتبدل من حال إلى حال.

تظهر الريح في القرآن الكريم كقدرة جبارة قادرة على التدمير وجلب الخراب، ومن ذلك ما ورد في الآية السادسة من سورة الحاقة، والتي تحدثت عن إهلاك قوم عاد: "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ"، ولكن في سياق أخر، تظهر الرياح في مواضع أخرى بصورة مخالفة، ومن ذلك ما ورد في الآية السادسة والأربعين من سورة الروم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ"، وهو الأمر الذي لفت نظر العديد من مفسّري القرآن، ومنهم محمد متولي الشعراوي، في بعض دروسه، ففسره بأن "كلمة الريح إذا كانت مفردة، اعلم أنها من جنس التعذيب، وإن رأيتها مجموعة (رياح) فاعلم أنها من الرحمة".

الهواء بشكل عام، ارتبط في المخيال الإسلامي بالطيران وبالعروج إلى السماء، ومن هنا صار هذا العنصر –الهواء- شريكاً في مجموعة من المعجزات والكرامات المشهورة، ففي حادثة المعراج، صعد الرسول على ظهر البراق عالياً، واخترق السماوات ليصل إلى السماء السابعة، وفي المخيال الشيعي، روى هاشم البحراني في كتابه "مدينة المعاجز"، خبر ركوب علي بن أبي طالب للسحاب ودورانه به حول الأرض، كما ذكر أن أتباع يزيد بن معاوية بعد أن قتلوا الحسين في كربلاء، أتوا إلى ابنه علي زين العابدين ليقتلوه فوجدوه وقد ركب السحاب، وفي موضع آخر من كتابه، يذكر البحراني أن الإمام محمد الباقر قد "صنع فيلاً من طين فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة عليه ورجع". أما في العقل الصوفي، كان طيران الولي في الهواء، إحدى الأدلة القوية المثبتة لحقه الأصيل في الوصول لمرتبة الولاية، فعلى سبيل المثال يحكي عبد الوهاب الشعراني في طبقاته، عن الشيخ محمد الغمري، الذي دخل عليه أحد أصحابه في الخلوة "فرآه جالساً في الهواء".

الماء: أول ما خُلق في العالم، وارتباط دائم بالطهارة

ارتبط الماء، وهو العنصر الثاني من العناصر الأربعة، بالكثير من الأساطير، وخصوصاً تلك التي تناولت قصة الخلق الأول للكون.

في أساطير الخلق المصرية القديمة، يبدأ كل شيء مع البيضة التي تطفو على سطح المياه الأزلية، هذه البيضة تتفجر ليخرج منها الإله أتوم، وليظهر بعد ذلك مجموعة من الآلهة بشكل متتابع.

أما في ملحمة الخلق البابلية الأشهر والمعروفة باسم الأينوما إيليش، فتظهر الحياة الأولى كثمرة لزواج مقدس بين نوعين من أنواع المياه، وهما إبزو إله المياه العذبة، وتيامات إلهة المياه المالحة والمحيطات.

أيضاً، يظهر الماء في السردية الإبراهيمية للخلق الأول، إذ ورد في الاصحاح الأول في سفر التكوين: "وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه"، وجرى التأكيد على ذلك في القرآن الكريم، في مواضع متعددة، منها الآية الثلاثون من سورة الأنبياء: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"، وما أورده ابن جرير الطبري في تفسيره لتلك الآية من قول الرسول: "كل شيء خُلق من ماء".

في الديانة المندائية، والتي يُعرف أتباعها باسم المندائيين أو الصابئة، تستحوذ طقوس الغسل والغمر في المياه الجارية على قدر هائل من الأهمية، حتى قيل إن أصل كلمة الصابئة هو صبا، بمعنى غطس في الماء.

الماء أيضاً، كان له دور مهم ورئيس في معظم مظاهر الطهارة المعنوية، إذ تم استخدام رمزيته في سبيل التعبير عن التحول من الظلام إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان.

في الديانة المندائية، والتي يُعرف أتباعها باسم المندائيين أو الصابئة، تستحوذ طقوس الغسل والغمر في المياه الجارية على قدر هائل من الأهمية، حتى قيل إن أصل كلمة الصابئة هو صبا، بمعنى غطس في الماء.

وفي المسيحية، يسرد إنجيل متى قصة معمودية المسيح في نهر الأردن: "فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"، وصارت تلك الواقعة بمثابة الذكرى المقدسة التي يحافظ المسيحيون على إحيائها مع ولادة كل مولود جديد.

في الإسلام، حافظ الماء على رمزيته القوية، وذلك من خلال شعائر الوضوء والغسل، إذ ارتبطت تلك الشعائر بشكل وثيق بأداء الصلوات، سواء الواجبة منها أو النافلة، هذا فضلاً عن مجموعة من العبادات الأخرى، وأهمها قراءة القرآن الكريم نفسه، إذ لا يجوز للمسلم قراءته إلا بعد أن يتطهر.

أما فيما يخص دور الماء في القصص الإعجازية، فنلمحه في معجزة شق النبي موسى للماء، وانفجار الاثني عشر عيناً لسقاية بني إسرائيل، بالإضافة إلى ما نستشعره في قصة طوفان نوح من قدرة عظيمة للمياه، على إزالة مظاهر الكفر وتهيئة البشرية لبداية جديدة.

في السياق ذاته، كان المشي على الماء إحدى الكرامات التي شاع ذكرها في الثقافة الإسلامية على اختلاف مشاربها، فالصحابي الشهير أبو هريرة يتحدث عن إحدى المعجزات الجماعية التي وقعت أثناء حملة العلاء بن الحضرمي على البحرين، فيقول: "فمشينا على الماء فوالله ما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة، وكان الجيش أربعة آلاف..."، وذلك بحسب ما يذكر هبة الله اللالكائي في كتابه "شرح أصول واعتقاد أهل السنة والجماعة"، بينما يذكر الشعراني في طبقاته خبر الشيخ شهاب الدين النشيلي والذي "كان يمشي على الماء لا يحتاج إلى مركب".

شاعت كرامة المشي على الماء) بين الكثير من المتصوفة قديماً، لدرجة أن شمس الدين الذهبي قد ذكر في كتابه "سير أعلام النبلاء"، أن واحداً من كبار الصوفية، وهو أبو اليزيد البسطامي، قد قلل من أهمية تلك الكرامة، فقال: "لله خلق كثير يمشون على الماء"

والظاهر أن تلك الكرامة (المشي على الماء) قد شاعت بين الكثير من المتصوفة قديماً، لدرجة أن شمس الدين الذهبي قد ذكر في كتابه "سير أعلام النبلاء"، أن واحداً من كبار الصوفية، وهو أبو اليزيد البسطامي، قد قلل من أهمية تلك الكرامة، فقال: "لله خلق كثير يمشون على الماء ولا قيمة لهم عند الله، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود".

النار: رمزية العذاب الأبدي

كانت قصة إلقاء النبي إبراهيم في الأتون المشتعل، هي أشهر التمثلات الرمزية للنار في الثقافة الإسلامية، خصوصاً وأن القصة قد أثبتت قدرة الخالق المطلقة على جميع مخلوقاته، وذلك بعدما فقدت النار خواصها المحرقة، عندما أمرها الله أن تكون برداً وسلاماً على أبي الأنبياء.

وعلى الرغم من عدم ذكر تلك المعجزة في كتب كل من اليهود والمسيحيين، إلا أن التمثل ذاته قد ورد في كتابهم المقدس من خلال قصة مغايرة، إذ يحكي سفر دانيال في العهد القديم، قصة الملك البابلي نبوخذ نصر الذي شيد تمثالاً عظيماً من الذهب وأمر الجميع بالسجود له، "ومن لا يخرّ ويسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط أتون نار متقدة"، وكيف أن ثلاثة من الفتية اليهود المؤمنين رفضوا الانصياع لذلك الأمر، فأمر نبوخذ نصر بهم فتم إلقائهم في النيران، ولكن حدثت المعجزة إذ "لم تكن للنار قوّة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأت عليهم".

النار استمرت حاضرة في القرآن الكريم كأداة للعذاب الجسدي في قصة أصحاب الأخدود، والتي تحدثت عن استهداف المسيحيين بنجران على يد الملك اليهودي ذي نواس، كما حافظت على رمزيتها القوية في كونها المصير الذي ينتظره الكافرون والمشركون بعد الموت، وذلك بحسب ما ورد في العديد من الآيات، ومنها الآية التاسعة والعشرين من سورة الكهف: "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا"، وقد جرى العمل على تضخيم فاعلية تلك الرمزية من خلال بعض الأحاديث النبوية، ومنها أن نار الدنيا مجرد "جزءٌ واحدٌ من سبعينَ جزءاً من نارِ جهنمَ"، وذلك بحسب ما ذكر البخاري في صحيحه.

النار كانت حاضرة بقوة أيضاً في المخيال السني والصوفي، فعلى سبيل المثال يذكر الذهبي، خبر التابعي أبو مسلم الخولاني، الذي لما رفض أن يؤمن بنبوة مسيلمة الكذاب، أُلقي به في النار، ولكنه خرج منها سليماً مُعافى، فيما يذكر الشيخ الصوفي أبو الهدى الصيادي في كتابه "قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر"، كرامة الشيخ الرفاعي إبراهيم الأعزب، والذي كان "إذا قال لأشد الناس خوفاً من النار اذهب إلى النار فلم يشعر بنفسه إلا في النار، ويمكث فيها ما شاء الله عز وجل ويخرج منها وما احترقت ثيابه".

التراب: العنصر السحري الذي خُلق منه آدم

التراب هو العنصر الرابع من العناصر الأربعة، وهو متعدد الحضور في الميثولوجيا الإنسانية، إما من خلال دوره في عملية خلق الإنسان الأول، أو في قدرته السحرية في بعض الأحيان.

الطين، وهو المزيج الناتج من اختلاط التراب بالماء، على وجه الخصوص، ظهر كثيراً في السرديات القديمة، فقد تعددت الأساطير السومرية التي تذكر خلق الإنسان من طين، سواء وقع ذلك على يد الإله إنكي أو الإلهة إنليل، وهو الأمر الذي أكد عليه عالم الآثار الأميركي المعروف صموئيل نوح كريمر في كتابه "السومريون تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم" بقوله: "إن المفكرين السومريين.. اعتقدوا اعتقاداً جازماً بأن الإنسان صُنع من طين".

في الحضارة المصرية القديمة، كان الإله خنوم -والذي صُور في النقوش القديمة على هيئة صانع فخار- هو الذي قام بخلق الإنسان الأول من طين، أما في الأساطير اليونانية، فأن برومثيوس هو الذي اضطلع بهذا الدور.

يظهر الأمر ذاته في العقائد الإبراهيمية، فقد ورد في الإصحاح الثاني من سفر التكوين: "وجبل الرب الاله آدم تراباً من الارض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حية"، أما في القرآن الكريم، فتذكر الآية 59 من سورة آل عمران: "إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"، بينما تذكر الآية 11 من سورة الصافات: "إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ".

التراب أيضاً له قداسة خاصة فيما يخص أعمال التطهر المعنوي من الدنس، فهو يستخدم في عملية التيمم عوضاً عن الماء، كما لعب دوراً مهماً في أحداث هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، ذلك أن المشركين لما أحاطوا ببيت الرسول، خرج من الباب "فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذره على رؤوسهم وهم لا يرونه وهو يتلو قول الله تعالى: وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وذلك بحسب ما يذكر ابن القيم الجوزية في "زاد المعاد".

في الثقافة الشيعية، يرتبط التراب مباشرةً بعدد من الأئمة، فأحد أشهر الأسماء التي عُرف بها علي بن أبي طالب، هو اسم أبي التراب، والذي قيل إن الرسول قد سماه به لما وجد ثوبه قد تغبر من جراء نومه في المسجد ذات يوم، ومن هذا الاسم اشتق لقب الترابيين، والذي أضحى معبراً عن شيعة علي وأبنائه من بعده، أيضاً، يذكر الطبراني في "المعجم الكبير" أن الرسول قد استيقظ يوماً من نومه "وفي يده تربة حمراء يُقَبلُها"، وهي تربة كربلاء التي قُتل فيها حفيده الحسين بن علي، ومن هنا فلم يكن من الغريب أن يقدس الشيعة تلك التربة، وأن يتخذوا منها ما يُعرف باسم التربة الحسينية، والتي اعتادوا أن يسجدوا عليها في كل صلاة.

رمزية التربة كعنصر سحري، كانت حاضرة أيضاً في المخيال الصوفي، إذ يذكر أبو محمد التجاني في خلال رحلته لطرابلس، خبر الولي أبو عثمان الحساني، والذي خرج يوماً ما للحج مع مجموعة من أصحابه، وبينما هم في الطريق إذ نفذ ما معهم من طعام، ولم يعثروا على ما يؤكل، فبقوا لمدة ثلاثة أيام كاملة لا يجدون ما يأكلوه، فعندها أخذ الحساني إناء وملأه من تراب الأرض، ووضع عليه شيئاً من الماء، ثم قرأ عليه بعض الآيات القرآنية، وناول الإناء بعدها لأصحابه وقال لهم أن يسموا بالله ويأكلوا منه، فأكلوا منه حتى شبعوا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image