شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"إن رحل، فكره باقٍ"... حزن على رحيل المفكر والباحث الإسلامي محمد شحرور

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 22 ديسمبر 201901:39 م

50 عاماً من جهود "الفكر المستنير ونبذ التعصب" توقفت مع وفاة المفكر والباحث الإسلامي السوري محمد شحرور عن 81 عاماً، مساء 21 كانون الأول/ديسمبر، تاركاً عدد كبير من المؤلفات والمقابلات الإعلامية المثيرة للجدل. 

الحساب الرسمي لشحرور على تويتر بث الخبر أولاً، معلناً نقل الجثمان من العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث وافته المنية إلى العاصمة السورية دمشق لدفنه في مقابر العائلة تلبيةً لوصية الراحل.

ونعى معلقون عرب كثر برحيله "أحد المنارات الفكرية التي كانت تنبذ الأفكار الرجعية والمتطرفة، وتقدم الدين بشكل إنساني ومنطقي"، موجهين الشكر له على "الحب والنور والمعرفة" التي منحها لقرائه.

وأعرب البعض عن اعتقاده بأن شحرور "أنقذ جيلاً كاملاً من الضياع والظلام الناتج عن كهنوت رجال الدين" و"أقلق مضاجع أصحاب النفاق الديني والأوصياء على الناس"، قائلين إنه بعد رحيله فإن "علمه وفكره باقٍ".

واعتبر الكاتب السعودي إبراهيم المنيف وفاة شحرور "مفجعةً" له على المستوى الشخصي، واصفاً إياه بـ"ملهمي، ومنقذ الأمة"، و"ملجم الدواعش والملحدين، أعظم من فسر كتاب الله في العصر الحديث".

أما الأكاديمي الإماراتي ورئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للغة العربية علي بن تميم، فوصف الراحل بأنه "كان متقداً بالعقل، وفياً لقيمة التسامح، مسخراً نفسه بمعرفة واسعة للكتاب (القرآن)، مخلصاً للمنهج العلمي في تفسير محكم التنزيل ابتغاءاً لمرضاة الله".

"أنقذ جيلاً كاملاً من الضياع والظلام الناتج عن كهنوت رجال الدين" و"أقلق مضاجع أصحاب النفاق الديني والأوصياء على الناس"... من رثاء محمد شحرور 

مسيرة طويلة مثيرة للجدل

وطالما أثار شحرور، المولود في دمشق عام 1938، الجدل مع كل رأي أو تفسير صدر عنه. في حين أنه نظر إلى منهجه، على نطاق واسع، على أنه "النموذج الأكثر اكتمالاً لخطاب التجديد الديني". 

ورغم أنه حاصل على شهادتي الماجستير (عام 1969)، والدكتوراه (عام 1972) في الهندسة المدنية، وعين مدرساً في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق عام 1972 وافتتح مكتباً هندسياً استشارياً لممارسة المهنة منذ عام 1973، إلا أن شهرته الأوسع كانت في مجال البحوث الإسلامية.

وكان شحرور قد بدأ في دراسة القرآن أثناء دراسته في أيرلندا وتحديداً في عام 1970، واستمرت هذه الدراسة حتى عام 1990.

في العام نفسه، أصدر شحرور مجموعة من مؤلفاته ضمن سلسلة "دراسات إسلامية معاصرة" وكان أبرزها: "الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة" و"تجفيف منابع الإرهاب" و"فقه المرأة: نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي".

ومن بين أكثر آراء شحرور إثارةً للجدل أن الشعوب الإسلامية تتبع "نمط حياة" النبي والصحابة، حتى اعتبرته ديناً، رغم أن "المصحف هو النص المقدس الوحيد"، على حد قوله.

وقوله أيضاً إننا، كشعوب إسلامية "شعوب تتخلف وتنظر إلى الوراء بسبب التدين"، وإن الملحدين هم أيضاً مشمولون بالإسلام، وينالون درجة "الصديقين والشهداء" في الآخرة، إذا أتوا للإنسانية بشيء مفيد.

ونشر هذه الآراء والتفسيرات في مؤلفاته وفي مقابلات صحافية وتلفزيونية عديدة منها سلسلة حلقات ببرنامج الفكر المعاصر على التلفزيون السوري.

وفيما خلّف نبأ وفاة شحرور ألماً وحسرةً في قلوب محبيه، أبدى كثير من منتقديه شماتةً وتشفياً لرحيله.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard