"نمط حياة قرنٍ ما تحول إلى دين" هكذا أعرب المفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور عن استيائه من استنساخ الشعوب الإسلامية للقرن السابع.
في قراءة غير اعتيادية تلبي متغيرات العصر، أطل شحرور من جديد على متابعيه من برنامج "لعلهم يعقلون"، الذي يعرض خلال شهر رمضان، مقدّماً قراءة معاصرة للتنزيل الحكيم. وحاوره الإعلامي يحيى الأمير.
أوضح شحرور خلال الحلقة أن الشعوب الإسلامية تتبع "نمط حياة" النبي والصحابة، حتى اعتبرته ديناً، مؤكداً أن "المصحف هو النص المقدس الوحيد". وقال إن "الله هو مؤلف القرآن الكريم"، وتساءل "لماذا نجبر على فهم آية الإرث كما فهمها ابن عباس، لا كما كتبها الله، وفهمناها نحن؟"، مضيفاً "لسنا مقيدين بنمط وفهم القرن السابع" أي لا تجوز هيمنة النمط السابق وتقديمه نموذجاً لكل الأزمنة والعصور. وأكد أن "الدين" لا يقدم "ما هو الحلال" بل "ما هو الحرام"، مشيراً إلى أن من غير المعقول التفكير في كل خطوة، هل هي حرام أم حلال، وقال :"أصبح الشخص إن أكل برتقالة، يسأل هل تصرفه حلال أم حرام؟".
بعد توقيف الداعية الـ "مودرن" عدنان ابراهيم عن الشاشات السعودية، مطالبات بإيقاف برنامج محمد شحرور بسبب نشره أفكاراً يعتبرها البعض مخالفة للدين الإسلامي.. أي إسلام تريدون؟
المفكر الإسلامي محمد شحرور: "الدين لا يقدم "ما هو الحلال" بل "ما هو الحرام".. ومن غير المعقول التفكير في كل خطوة، هل هي حرام أم حلال؟! أصبح الشخص إن أكل برتقالة، يسأل هل تصرفه حلال أم حرام؟"ودعا أيضاً الفقهاء وأهل "الإفتاء" ألا يجيبوا عن جميع الأسئلة، وأن يمنحوا الناس فرصةً للتفكير في ما يفعلونه هل هو حرام أم حلال، قائلاً:"الحلال تابع لذوق المجتمع والشخص والقانون. لا يحتاج إلى بيّنات، نحن مطالبون بمعرفة الحرام فقط لتجنبه، فالشخص الذي يحب الغناء غير ملزم بأن يبرهن للعالم أن الغناء حلال".
وسلط الضوء إيضاً على أن الله لن يحاسب "الجماعات"، بل "الأفراد" بحيث أن التفريق بين حياة المجتمعات وحياة الأفراد أمر في منتهى الضرورة لأن ثواب وعقاب "الجماعات" في "الدنيا"، وثواب وعقاب "الأفراد" في "الآخرة"، موضحاً أن "كلمة دين لم تأتِ في القرآن إلا مفردة". وأشار إلى أننا نحتاج إلى "القيم الإنسانية" في الدنيا، لا للآخرة، بعكس "التدين" الذي نحتاجه للآخرة، مؤكداً أن من الضروري تحويل "التدين" إلى شأن "فردي"، و"القيم الإنسانية" إلى شأن "جماعي" "ليقف المجتمع على رجليه"، بعكس ما نقوم به اليوم. وأضاف: "بالرغم من أن "الدين عند الله الإسلام" فإن الله اعترف بتعددية الملل، يفصل بينهم يوم القيامة، قائلاً "مو شغلنا إطلاق الأحكام عليهم". بل "شغلنا" هو التعايش مع الجميع حتى مع الملحد، لأن القيم الإنسانية هي التي تجمعنا كلنا وفق قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد}.
وعن قراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم، أكد شحرور أنه يهدف لإعادة بنية العقل العربي وإعادة مركز الدين من القرن السابع إلى القرن الحالي، لأننا "شعوب تتخلف وتنظر إلى الوراء بسبب التدين"، موضحاً أن أوروبا في تطورٍ مستمرٍ لأن التدين فيها فردي ومجتمعاتها مبنية على القيم الأخلاقية والإنسانية، ولذلك تسير نحو النمو والصعود. وأكد شحرور أن كل ما يريد أن يقوم به في حياته هو أن يرى "صدق الله العظيم" متحققةً في الواقع، أي أن يرى صدقية النص القرآني. يُذكر أن البرنامج من إنتاج “هتلان ميديا” ويشرف على إنتاجه الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان.
من هو محمد شحرور؟
ولد في دمشق، وسافر إلى الاتحاد السوفياتي في عداد بعثة لدراسة الهندسة المدنية عام 1959. بدأ بدرس التنزيل الحكيم عام 1970، وكرّس 50 سنة من حياته من أجل قراءة القرآن الكريم قراءةً عصرية.يهدف من مشروعه الفكري إلى أن يقدم القرآن الكريم لجميع الأجيال برغم الانتقادات التي طالته منذ صدور كتابه الأول "الكتاب والقرآن" (1990) إلى اليوم.
#إيقاف_برنامج_محمد_شحرور
بعدما أصدرت وزارة الثقافة والإعلام توجيهات للقنوات السعودية تقضي بمنع استضافة الداعية عدنان إبراهيم بسبب "آرائه الدينية الجريئة والمخالفة للآراء التي تتبناها هيئة كبار العلماء في المملكة"، أطلق رواد "تويتر" هاشتاغ "#إيقاف_برنامج_محمد_شحرور" و "#منع_برنامج_شحرور" للمطالبة في إيقافه أيضاً بسبب نشره أفكاراً يعتبرها البعض مخالفة للدين الإسلامي.
فقال أحدهم: "بناءً على مطلب الشعب، أوقفت قناة دبي برنامج الفنانة أحلام "ذا كوين" بعدما اتهمت بـ"الغرور" وبأن برنامجها يمثل "العبودية"، فالأولى إيقاف برنامج شحرور الذي يمسّ الدين والعقيدة!!".
ومنهم من وجه رسالة للقناة، جاء فيها:"لو تقدم مواطن لطلب وظيفة وهو يحمل شهادة إدارة أعمال لتم رفضه ولكن أن يأتي مهندس مدني ويفتي للشعب في أمور دينهم بل ويفسر القرآن فهذا مقبول عندكم.. عجبي"
وتعالت الأصوات بالرغم من أن "العقل" في نظر شحرور هو الرجوع إلى النص الأصلي، لا "توارث" فهم السابقين وتحويل هذا الفهم إلى "دين" لا يمت بصلة لما أرسله الله، ويقول: "نحن مطالبون بأن نفهم الإسلام، كما أرسله الله لا كما قرأه الفقهاء وطبّقته داعش".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع