يبدو أن الإدارة الأمريكية قد حصلت على تعهد من السودان بغلق مكاتب حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على أراضيه أثناء زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لواشنطن هذا الشهر.
هذا ما أفاد به تقرير لـ"ميدل إيست آي"، في 15 كانون الأول/ديسمبر، نقلاً عن "مصدر سوداني موثوق به ومقرب من مكتب حمدوك".
ولم يصدر عن رئيس الوزراء السوداني نفي أو تأكيد رسمي لما ورد في التقرير، حتى نشر هذا التقرير. ولم يعلق حزب الله أو "حماس" على الأمر.
وزار حمدوك واشنطن في محاولة لرفع اسم بلاده من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب. وكانت تلك أول زيارة لزعيم سوداني إلى الولايات المتحدة منذ عام 1985.
وخلال الزيارة التي استمرت خمسة أيام، كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو عن اعتزام الولايات المتحدة والسودان معاودة تبادل السفراء مرة أخرى بعد قطيعة دامت 23 عاماً.
وكانت العلاقات السودانية الأمريكية قد تدهورت كثيراً عقب الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري قبل أكثر من ثلاثة عقود، حين التقى الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان في البيت الأبيض.
وارتبط تدهور العلاقات بحالة عدم الاستقرار والانقلابات العسكرية التي شهدها السودان وصعود الرئيس المخلوع عمر البشير وحزبه الإسلامي إلى سدة الحكم في عام 1989.
وضعت واشنطن السودان على قائمتها للدول الراعية للإرهاب عام 1993، إثر استضافة الخرطوم زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وغيره من الزعماء الإسلاميين المتشددين.
وفرضت الولايات المتحدة لاحقاً المزيد من العقوبات الاقتصادية على الخرطوم عام 1997، ثم ضاعفتها عام 2007 بعد اندلاع القتال في دارفور.
وبرغم إلغاء الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان في تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، لم تشهد البلاد أي تحسن بسبب استمرار إدراجها في قائمة الإرهاب، وهذا ما حال دون إعادة اندماجها في النظام المصرفي العالمي.
وقد ساهمت العقوبات الاقتصادية الأمريكية في خنق الاقتصاد السوداني، وخلّفت صعوبات ساعدت في خروج الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت البشير في نيسان/أبريل الماضي بعد نحو أربعة أشهر من الاحتجاجات المستمرة في عموم البلاد.
تحول إلى "الطريق الصحيح"
في الوقت نفسه، تعهدت الحكومة السودانية غلق مكاتب الجماعات الأجنبية التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات "إرهابية"، بما في ذلك حماس وحزب الله، بحسب المصدر الذي لم تكشف عن هويته.
وأضاف المصدر: "ستغلق الحكومة مكاتب حماس وحزب الله وأي جماعة إسلامية أخرى تُعتبر إرهابية، لأن السودان ليس له علاقة فعلية بهذه الجماعات ولأن مصالح السودان هي فوق كل شيء".
"لقد تضاءل وجودها في السنوات الأخيرة. لكننا لن نتسامح مع وجود أي فرد في المستقبل"، أردف.
ومنذ عام 1997، تصنف واشنطن حركة حماس "منظمة إرهابية"، والأمر نفسه في ما يتعلق بحزب الله.
بعد زيارته لواشنطن، مصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يقول: "الحكومة ستغلق مكاتب حزب الله وحماس لأن مصالح السودان هي فوق كل شيء"
وطالما اتهم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وحزبه، حزب المؤتمر الوطني الإسلامي، بدعم حماس وحزب الله وحركات إسلامية أخرى مصنفة دولياً "مجموعات إرهابية".
علماً أن تقرير أمريكي عن الإرهاب عام 2016 أشار إلى "حكومة السودان توقفت عن تزويد حماس أي دعم مباشر كما فعلت في السنوات الماضية".
لكن عندما رغبت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كانت هناك نقاط شائكة من دون حل.
ويرى كبير الباحثين في المعهد الأطلنطي أن أبرز هذه الأمور كان "تخلي النظام عن دعمه حركة حماس وحزب الله، إذ لا يزال لحزب الله مكتب سياسي في الخرطوم".
خطوات أخرى
بحسب تقرير "ميدل إيست آي"، فإن السودان شنّ، في مسعى منه لإزالة بقية العقوبات الأمريكية، حملة ضد بعض الجماعات المحظورة في البلاد.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، في الأسبوع الماضي، أثناء زيارة حمدوك لواشنطن، اعتقال ستة مواطنين تشاديين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة على الحدود مع تشاد، وتسليمهم إلى السلطات التشادية.
في خطوة أخرى قد تسهم في إنهاء العقوبات المفروضة ضد السودان، أعلنت الأمم المتحدة خلال زيارة حمدوك نشر وفد متعدد الوكالات، بين 3 و5 كانون الأول/ديسمبر الجاري، لتقييم قدرة السودان على مراقبة بيانات المسافرين للكشف عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب واعتراضهم.
وقال رئيس الوفد الأممي إن السودانيين "قدموا تعبيرات ثابتة وقوية في الالتزام" وأضاف: "عند تنفيذ برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بشكل صحيح، يمكن أن يساعد ذلك السودان ليصبح شريكاً موثوقاً به في مكافحة الإرهاب الدولي".
وصرح حمدوك، عقب العودة من واشنطن، بأن رفع اسم السودان من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب قد يستغرق بعض الوقت، لكنه أكد: "نحن نسير على الطريق الصحيح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com