يبدو أن صحيفة الراي الكويتية قررت مواصلة "التصدّي" للمثلية الجنسية، وهذه المرة عبر استهدافها منظمة "إيمان" لا سيما أن المسألة، هنا، أكثر حساسية لربطها بين حرية ممارسة المعتقد والهوية الجندرية، فاستعانت بدعاة إسلاميين حرّض أحدهم على قتل المثليين.
وكانت الصحيفة قد تصدت في تموز/يوليو الماضي لمجموعة من 30 مواطناً في الكويت أرادت التقدم بطلب رسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية من أجل إصدار ترخيص لجمعية مناصرة للمثليين.
ومنظمة "إيمان" هي منظمة داعمة للمثليين المسلمين، أُنشئَت عام 1999 في بريطانيا بهدف "التوفيق" بين الإيمان والجنسانية والهوية الجندرية. أسسها الناشط المثلي الباكستاني فيصل علم باسم "الفاتحة" وهو في الـ19 من عمره بعد تنظيمه أول تجمّع مسلم لمجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً).
في تقرير اعتبرته "الراي" "صفعة كويتية" للقائمين على هذه المنظمة "المروجة للشذوذ باسم الإسلام"، بحسب تعبيرها، قالت إن "المنظمة التي لا تملك من اسمها نصيباً، لا تعزف منفردة"، مشيرةً إلى ظهور رجال دين مثليين في السنوات الأخيرة منهم الإمام محمد زاهد الذي قدّم نفسه أول إمام عربي مسلم مثلي الجنس.
وتحدثت الصحيفة في تقريرها الذي نشر في 12 ديسمبر/كانون الأول مع دعاة كويتيين لـ"صدّ الأكاذيب والبروباغندا المنحرفة"، على حد قولها، خاصةً بعدما فتحت الجمعية باب التبرّع لمن يريد مساندتها مادياً في إقامة أول مسيرة لفخر المثليين المسلمين عام 2020، بالتزامن مع احتفالها بمرور 20 سنة على تأسيسها.
"لا أرى تناقضاً بين الإسلام والمثلية الجنسية"... منظمة إيمان التي ستقيم أول مسيرة لفخر المثليين المسلمين في العالم العام المقبل تتعرض لهجوم كويتي
استهداف للإسلام
قال أستاذ الشريعة الإسلامية عبدالرحمن الجيران لـ"الراي" إن ما تقوم به المنظمة الإسلامية المثلية "دليل على أن الحضارة الغربية أفلست ولم يعد هناك ما تفخر به"، معتبراً أن "شهوتها تتقدم على المبادئ والقيم".
وحرّض على قتل المثليين. وقال إن الترويج للمثلية يعدّ جزءاً من حملة تستهدف الإسلام، ومنها موجات "الإلحاد واللا دينية". واستنكر أستاذ الشريعة الإسلامية أن يكون الشخص مسلماً ومثلياً في الآن ذاته، قائلاً: "لو كان الإيمان بمجرد التصديق لقلنا إن إبليس مؤمن لأنه يعرف الله".
أضاف: "لا يجوز نشر المثلية في بلاد المسلمين، لأن الإنسان ليس حراً ليفعل في نفسه ما يشاء، فجسده ليس ملكاً له وإنما ملك لله".
ورأى الداعية خليل الحمادي أن ما تقوم به منظمة "إيمان" هو "دعوة للشذوذ والمجون ومعصية الرسول وإفساد الناشئة من الصغار والأحداث الذين لا يعرفون مدى الجرم الواقع من هذه الرذيلة".
وقال العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية محمد عبدالغفار الشريف إن "هذا العمل مخالف للفطرة وتنكره جميع الديانات السماوية".
وكانت "الراي" قد استعانت في يوليو/تموز الماضي أيضاً بدعاة لإبداء موقفهم حيال مجتمع الميم، منهم الداعية حمد السنان الذي حرّض على قتلهم بقوله إن معاقبة من "اعترف بشذوذه وتجاوزه الطبيعة البشرية والتعاليم الدينية وفقاً للقوانين والشرع بالقتل، وليس أي قتل، بل أورد كثير من أهل العلم أن من يأتي الشذوذ يُرمى من شاهق".
أين الجمعية المناصرة للمثليين في الكويت؟
لا يختلف ما نقلته "الراي" في تقريرها الأخير عن التقرير الذي نشرته في يوليو/تموز الماضي حين أعلنت اعتزام 30 مواطناً في الكويت التقدم بطلب رسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية من أجل إصدار ترخيص لجمعية مناصرة للمثليين بدعوى أن "عدد أصحاب الميول المثلية في البلاد كبير".
وكانت المجموعة تطالب بـ"تعديلات تشريعية لإيقاف تجريم التشبه بالجنس الآخر، ولتمكين العابرين جنسياً من تغيير جنسهم في أوراقهم الرسمية".
ويعاقب القانون الكويتي "المتشبه بالجنس الآخر" بالحبس مدة لا تتجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تتجاوز ألف دينار كويتي (نحو 3300 دولار أمريكي)، وفقاً للمادة 193، كما ينصّ القانون على أنه "إذا واقع رجل رجلاً آخر بلغ الثامنة عشرة، وكان ذلك برضائه، عوقب كل منهما بالحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات وبغرامة لا تجاوز ثلاثة آلاف دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين".
ولم تخرج هذه الجمعية إلى العلن حتى اللحظة، كما لم يتم التحدث عنها إعلامياً منذ يوليو/تموز الماضي.
إما الإسلام أو المثلية الجنسية؟
في سياق متصل، تقول جوي محمد وهي إحدى المنتسبات إلى جمعية "إيمان" إنه قيل لها أن تختار بين الإسلام والمثلية الجنسية، مضيفة: "ليس وحده الإسلام. إما الدين أو المثلية الجنسية..."، مشيرة إلى أن مثليي الديانات الأخرى يواجهون أيضاً المعاناة نفسها.
تضيف جوي أنها لا ترى تناقضاً بين الأمرين، إلا أن المعتقدات التي يتمسّك بها العالم الإسلامي تجاه الجنس يُصعّب الأمر على مجتمع الميم، موضحةً: "لا أتحدث عن الجنس في المجتمعات الإسلامية".
وعن مسيرة فخر المثليين المسلمين التي ستقام عام 2020، قالت: "سنحتفل بالتعددية". وفي هذا السياق قالت روز، وهي من فريق القائمين على المنظمة، إن هدف المسيرة هو قول إنه "لا يُوجد حرّاس لبوابة الإسلام".
وأشارت إلى أن هناك خوفاً مصاحباً لهذه المسيرة لأنها "ستُغيّر الرواية السائدة"، ولكنها مطمئنة، من جهة أخرى، لوجود الكثير من الداعمين المسلمين، بحسب قولها. ولفتت إلى أن هذه المسيرة ستزيد الوعي بشأن الجنسانية وتنشر رسالة مفادها أن "لا بأس من أن يكون الإنسان طبيعياً" من دون أن يتصنّع لإرضاء المجتمع المحيط به.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين