شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
كل حدث حفّز آخر لا يقل أهمية... كيف شكّل عام 1979 وجه الشرق الأوسط المعاصر؟

كل حدث حفّز آخر لا يقل أهمية... كيف شكّل عام 1979 وجه الشرق الأوسط المعاصر؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 19 ديسمبر 201903:47 م

ألقى عقد السبعينيات - بما تخلله من حرب باردة بين القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي- بظلاله على منطقة الشرق الأوسط الممتلئة أساساً بالأزمات والصراعات والاضطرابات الإثنية والسياسية منذ بداية القرن العشرين كنتيجة مباشرة لأنظمة التحرر من الاستعمار.

لكن عام 1979 تحديداً يبقى فريداً إذا ما أخذنا في الاعتبار ما وقع خلاله من أحداث، كان لها تأثير الدومينو حيث كل حدث كان يحفز حدثاً آخر لا يقل عنه أهمية.

في ما يلي، مجموعة من أبرز الأحداث التي شهدتها ساحة الشرق الأوسط في ذلك العام، والتي تتيح لنا فهم واقعنا المعاصر.

كانون الثاني/ يناير: الثورة الإسلامية في إيران

كان يحكم إيران الملكية الشاه محمد رضا بهلوي ذو التوجهات العلمانية والمدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية. كان للشاه برنامج اقتصادي عماده تصدير النفط وتحسين البنية الصناعية للبلاد، وتصور اجتماعي أساسه الانفتاح والمعاصرة، وكان قد بدأ تنفيذه منذ مطلع الستينيات، في وقت عزز ضخ استثمارات هائلة في البنية التحتية والقاعدة الصناعية للبلاد على إثر ذلك.

مع زيادة معدلات التضخم وخطط التقشف والقمع السياسي، بموازاة تأسيس بهلوي حزب "رستاخيز"(Rastakhiz) أي "النهضة" وإجبار كل البالغين من الرجال والنساء الانضمام إليه وسداد العضوية السنوية، كان الضرر قد لحق بالطبقة الوسطى والطبقة الأكثر هشاشة التي تضم العمال القادمين من أطراف المدن والمجتمعات النائية.

هذه الفئات، المعروفة أصلاً بتوجهها الدينية، كان قد أصابها السخط الشديد من المشروع العلماني للشاه، خصوصاً في ظل اعتقال آية الله الخميني عام 1963، قبل أن يُعَاد اعتقاله في العام التالي، ليذهب إلى منفاه في النجف ويعود منه بعد سقوط نظام الشاه.

بدأت الاحتجاجات على نظام الشاه في كانون الثاني/ يناير عام 1978، على خلفية نشر صحيفة موالية للحكومة مقالاً اتهمت فيه الخميني بأنه "جاسوس يريد تسليم إيران للشيوعيين"، فانتفض طلاب المدارس الدينية ونزلوا بأعداد غفيرة في شوارع مدينة قُم المعروفة بكونها معقلاً للتيار المحافظ. وفيما سقط الكثير منهم على يد الشرطة، استمر تنظيم التظاهرات بشكل دوري كل 40 يوماً وفقاً للتقليد الشيعي لإحياء ذكرى الطلاب الذين سقطوا.

إثر ذلك، قَدّم الشاه وعداً بسلسلة من الإصلاحات كإجراء انتخابات برلمانية نزيهة، والإفراج عن المعتقلين، والعمل على مواجهة الفساد داخل الحكومة، لكن حركة التظاهر لم تتوقف وبلغت ذروتها في كانون الأول/ ديسمبر عام 1978 فوصلت أعداد المتظاهرين إلى أكثر من مليوني متظاهر في طهران.

وفي الثالث عشر من يناير عام 1979، كان بهلوي قد فرّ إلى القاهرة معلناً بذلك سقوط النظام الملكي في إيران.

وصل الخميني إلى طهران منتصف شباط/ فبراير من العام نفسه وكان في استقباله الملايين. بدأت مع وصوله سلسلة من التصفيات والإعدامات ليس في صفوف رجالات نظام الشاه فحسب، بل أيضاً في الصف الثوري من اليساريين والعلمانيين وامتد الأمر لاحقاً لبعض قادة الثورة من الإسلاميين.       

منذ ذلك التاريخ، نشأت جمهورية إيران الإسلامية على مبدأ ولاية الفقيه وعقيدة تصدير الثورة وقامت بتأسيس حركات ودعمت كيانات في دول في المنطقة، وصارت لاعباً إقليمياً فاعلاً ومؤثراً.

آذار / مارس: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية

بعد أربع حروب خاضتها مصر مع إسرائيل، بدأت التفكير في خيار السلام تجنباً لمزيد من الاستنزاف الذي أنهك اقتصادها وفاقم من ديون البلاد بعدما كانت الموازنة المصرية العامة مُسّخرة للمجهود الحربي.

البوادر الأولى كانت مع زيارة الرئيس المصري أنور السادات التاريخية في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977 إلى القدس لإجراء محادثات سلام، ليصبح بذلك أول رئيس عربي يزور الدولة العبرية. وأعقبت ذلك مفاوضات سلام برعاية أمريكية توجت بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 آذار/ مارس 1979.

نصت المعاهدة على عدة بنود، أهمها انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية بين الدولتين ووقف إسرائيل عمليات الاستيطان في الضفة الغربية.

أصبحت مصر أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع اسرائيل، وتبع ذلك مقاطعة عربية لها حيث صدر قرار بتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية التي نُقِلَ مقرها من القاهرة إلى تونس العاصمة، في خطوة استمرت من عام 1979 حتى عام 1989.

واجهت المعاهدة غضباً داخلياً وإقليمياً أفضى إلى اغتيال السادات على يد جماعة الجهاد الإسلامي عام 1981، لكنها كانت بمثابة وضع حد للمواجهات العسكرية بين الجيوش النظامية العربية وبين إسرائيل لتبدأ بعد ذلك سلسلة من المفاوضات نتجت منها اتفاقية وادي عربة مع الأردن، واتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية.

تموز / يوليو: صعود صدام حسين لحكم العراق

بدأ صدام حسين حياته السياسية في حزب البعث بطريقة سرية عام 1957، وفي عام 1959 شارك في محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو الضابط الذي أطاح الملكية في العراق وأقام النظام الجمهوري عام 1958.

يبقى عام 1979 فريداً إذا ما أخذنا بالاعتبار ما وقع خلاله من أحداث، كان لها تأثير الدومينو... هنا مجموعة من أبرز الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط ذلك العام وتتيح لنا فهم واقعنا المعاصر
الثورة الإسلامية، اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وصول صدام حسين إلى الحكم، حادثة الحرم المكي، الغزو السوفياتي لأفغانستان... أحداث وقعت كلها عام 1979، فكيف شكّل هذا العام وجه الشرق الأوسط المعاصر؟  

لاحقاً، فرّ صدام حسين إلى مصر بمساعدة رفيق دربه عزة إبراهيم الدوري، لكنه عاد إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في انقلاب عسكري عام 1963، وتم تنصيب عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية، لكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين قادة حزب البعث، وقام بانقلاب عليه في 18 نوفمبر 1963 ولاحق قادتهم وسجن بعضهم وكان من هؤلاء صدام حسين.

تقديراً من قادة الحزب في العراق وسوريا لصموده ومواقفه الشجاعة داخل السجن، قررت القيادة عام 1966 انتخاب صدام حسين أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث، وهو لا يزال في سجنه، ولكن سرعان ما استطاع الهرب في 23 تموز/ يوليو عام 1966 وتمكن من توثيق صلته بقريبه -رئيس الوزراء في عهد حزب البعث- أحمد حسن البكر.

سيقود صدام في ما بعد برفقة البكر انقلاباً ناجحاً على الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف -شقيق عبد السلام عارف الذي خلفه في الرئاسة بعد وفاته- ليظفر البكر عام 1968 برئاسة العراق، ويتولى صدام حسين مسؤولية الأمن القومي وهو في سن الحادية والثلاثين.

في 16 تموز/ يوليو 1979، انتهز صدام حسين مرض الرئيس البكر ليجبره على الاستقالة ويتولى هو منصب الرئاسة، ليبدأ معه فصل جديد من تاريخ العراق والمنطقة.

بعد بضعة أشهر على اعتلائه السلطة شن حرباً على إيران المجاورة بسبب نزاع حدودي قديم. حرب لن تضع أوزارها إلا بعد 8 سنوات (عام 1988) مخلفةً بلداً مدمراً، ومئات الآلاف من القتلى والجرحى و70 مليار دولار من الديون.

أزمة الديون التي بدأ الدائنون يطالبون بها، دفعت صدام لحربه التالية، فاحتل الكويت صيف عام 1990 متهماً إياها بتعمد إغراق السوق بالنفط لخفض سعره وإضرار العراق بذلك، وبعد أيام قليلة بدأت عملية تحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وانتهت في شباط/ فبراير عام 1991 بطرد العراقيين من الكويت وتدمير بنيتهم التحتية والقطاع الأوسع من الجيش العراقي.

هدأت حمية صدام حسين خلال العقد الذي تلا حربين استنزفتا الموارد البشرية والمادية للعراق، فخاض مسار مفاوضات فاترة مع القوى الغربية بخصوص برنامج أسلحة الدمار الشامل، قبل أن تبدأ الولايات المتحدة عام 2003 غزو العراق الذي لا تزال تبعاته حتى اليوم.

تشرين الثاني / نوفمبر: حادثة الحرم المكي

في نهاية الستينيات، كان نشاط المجموعات الإسلامية الأصولية قد بدأ بالظهور علانية فنشأت "الجماعة السلفية المحتسبة" على يد كل من جهيمان العتيبي ومحمد عبدالله القحطاني في المدينة المنورة بهدف "نشر منهج السلف الصالح ومحاربة البدع".

كان لدى العتيبي خصومة قديمة مع النظام السعودي، فقد نشأ في البادية السعودية في جماعة الهجر المشهورة باسم "إخوان من أطاعوا الله" وهم مجموعة من القبائل البدوية التي تركت حياة الصيد والرعي وتحولت للتدين والاستقرار.

شكّلت هذه المجموعات قطاعاً كبيراً من جيش الملك عبد العزيز آل سعود في حروب توحيد المملكة، قبل أن يدب بينهم الشقاق بسبب اختلاف التصورات حيث رفض شيوخ الإخوان سبل التحديث وارتأوا مواصلة الجهاد، فوقعت معركة السبة بين الجيش السعودي ومقاتلي الإخوان الذي هُزموا وتم القبض على زعيمهم سلطان بن بجاد وسجن حتى وفاته.

كان والد العتيبي صديقاً مقرباً من بن بجاد، ومن هنا ورث الابن عداءه ضد النظام السعودي.

وتحت وطأة التأثر بدنو القيامة والإيمان بقرب ظهور المهدي المنتظر، أقنع العتيبي صديقه القحطاني -الذي رأى العتيبي أوصافه مطابقة للحديث النبوي الذي ذكر أوصافه المهدي المنتظر ومنها أن اسمه محمد بن عبدالله- بأنه المهدي الذي سيظهر في المسجد الحرام.

وفي شهر مُحَرّم عام 1400 الهجري، الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1979، دخل العتيبي والقحطاني مع حوالي 250 من أنصارهما إلى الحرم المكي في صلاة الفجر، حاملين نعوشاً محشوة بالأسلحة.

ما إن انقضت الصلاة حتى وقف العتيبي معلناً ظهور المهدي المنتظر وبدأ رجاله في الانتشار موصدين أبواب الحرم، لتبدأ مواجهاتهم مع أفراد الأمن السعودي الذين أوقعوا الكثير منهم، مستفيدين من عنصر المفاجأة وخبرة العتيبي العسكرية نتيجة عمله بعض الوقت كضابط في الحرس الوطني السعودي.

كان الهدف من هذا الفعل قلب نظام الحكم في السعودية، وقد استمر حصار مكة 14 يوماً في حين قُتِلَ القحطاني في ثالث أيام العملية، حتى نجحت قوات خاصة في كسر الحصار وقتل المهاجمين والقبض على بقيتهم، وكان العتيبي من المقبوض عليهم فحُكِم عليه بالإعدام ونُفّذ الحكم بعد ذلك بأيام.


تركت هذه الأحداث أثرها ليس داخل السعودية فحسب بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي الذي أصيب بالذهول، ورأى مختصون أن عقلية الإدارة السعودية خَلُصَت إلى فكرة ضرورة تفريغ حماس الجهاديين في أماكن بعيدة عن نطاق سلطاتهم، خصوصاً على ضوء غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان بعد أيام قليلة من انتهاء أزمة الحرم المكي.

لذلك غُضّ الطرف عن نشاط لجان التطوع المسؤولة عن تجنيد الموارد البشرية وإرسالهم إلى أفغانستان للقتال ضد الشيوعية.

كانون الأول / ديسمبر: الغزو السوفياتي لأفغانستان

بدأ الوجود العسكري السوفياتي في أفغانستان على خلفية الانقلاب الذي قام به ضباط من الجيش الأفغاني المنتمين لحزب "الشعب الديمقراطي الشيوعي" في تموز/ يوليو عام 1978، لكن سرعان ما دب الخلاف داخل الحزب بشأن السلطة الجديدة.

سلسلة طويلة ومكتظة بالأحداث وقعت عام 1979 كانت من أشد الفترات اضطراباً في تاريخ المنطقة، وشهدت بين ما شهدته أفول التيارات القومية في مقابل صعود التيارات الدينية.

وصل نور محمد تراقي للسلطة، لكن جرى اغتياله على يد حفظ الله أمين الذي وقع على معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفياتي تُخوّل للأخير التدخل في حال طلب الحكومة الأفغانية ذلك.

وعلى وقع الاضطراب السياسي وتردي الأوضاع المعيشية والبرنامج الماركسي الذي فُرض قسراً، اندلعت ثورة في إقليم نورستان فصار أمين عبئاً بسبب عدم قدرته على السيطرة على الوضع، ليتم التخلص منه في مكتبه في 27 كانون الأول/ ديسمبر عام 1979 مع بدء اجتياح السوفيات للعاصمة كابول.

تم تعيين بابراك كارمال خلفاً لأمين، وحاول بمعاونة السوفيات استعادة النظام، لكن بقيت منطقة العاصمة كابول فقط تحت السيطرة في حين خرجت باقي أنحاء البلاد عن سلطتهم.

دخل الجنود السوفيات في حرب عصابات مع المقاتلين الأفغان في القرى والمناطق الجبلية الوعرة حيث تكبدوا خسائر كبيرة، في حين تلقى المقاتلون الأفغان دعماً من الولايات المتحدة وباكستان والسعودية ومصر.

ومع عام 1982، بدأت ملامح تنظيمات المجاهدين العرب تظهر، وهذه المرحلة دشنّها عبدالله عزام المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمون" والذي كان يعمل حينذاك في الكلية الإسلامية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

يقول عبد الله أنس، صهر عزام، في مقابلة صحافية إن عزام قضى وقته بالقرب من منظمات الجهاد الأفغاني، حيث تعرف على الفاعلين في مضمار تجنيد المقاتلين للذهاب إلى أفغانستان حتى اتخذ قراره بتأسيس مكتب خدمات المجاهدين عام 1984، مستفيداً من الدعم الدولي والعربي ومن التمويل الأمريكي والسعودي، بالإضافة إلى تبرعات أسامة بن لادن الذي ظهر اسمه للمرة الاولى.

مع تأسيس مكتب الخدمات توافدت أعداد متزايدة من العرب للقتال في أفغانستان، وبرزت أسماء قادت المشهد الجهادي في ما بعد مثل أيمن الظواهري وعمر عبدالرحمن.

ما إن انتهت المغامرة السوفياتية في أفغانستان بعد 10 أعوام على بدئها، حتى ظهرت إشكالية عودة المقاتلين العرب إلى بلدانهم الأصلية.

المجاهدون العرب في أفغانستان أسسوا عام 1989 تنظيم القاعدة الذي ارتبط بسلسلة من الهجمات في الدول العربية والغربية، أبرزها هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي غيرت مرة أخرى يبدو أنها لن تكون الأخيرة شكل الشرق الأوسط في حقبة ما بعد الحرب.

هذه السلسلة الطويلة والمكتظة بالأحداث التي وقعت عام 1979 كانت من أشد الفترات اضطراباً في تاريخ المنطقة، وشهدت بين ما شهدته أفول التيارات القومية في مقابل صعود التيارات الدينية التي شكلت تالياً الصيغة الاجتماعية والسياسية الراهنة في المنطقة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image