شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
موريتانيات يتحدين الواقع وينشرن الجمال عبر مواقع التواصل... ماذا يروين عن تجاربهن؟

موريتانيات يتحدين الواقع وينشرن الجمال عبر مواقع التواصل... ماذا يروين عن تجاربهن؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 28 نوفمبر 201906:16 م

فضلية الأمين الملقبة بفوشي، منى غناية، هاجر صعب، داتا محمد... فتيات موريتانيات وجدن شغفهن في عالم الإنستغرام وسنابشات، فبدأن نشاطهن منذ سنوات كمدونات موضة وفاشنستاز وفنانات تجميل وخبيرات في العناية بالبشرة، واستطعن خلق جمهور يتفاعل معهن كما وجدن في مقابل نشاطهن دخلاً يساعدهن على الاستقلال المادي.

فوشي… أول الحكاية شغف عفوي

بدأت "فوشي" (21 عاماً) نشاطها على إنستغرام وسناب شات عام 2014، وبات يتابعها على التطبيق الأول حوالي 66 ألف متابع وآلاف آخرين على التطبيق الثاني.

في لقاء مع رصيف22، تقول: "عندما بدأت نشاطي تعرضت لضغط من العائلة وهو ما جعلني أنسحب، لكن عام 2016 عدت عبر سناب شات حيث كنت أنشر صوراً وبدأ عدد المتابعين يزداد بشكل كبير، ثم بدأت الزبونات بالقدوم إلى منزل أهلي لتزيين وجوههن". 

تضيف فوشي: "بعد سنة من العمل في منزل أهلي وجد والدي أن ما أقوم به مفيد وأن لدي زبائن، وحينها سمح لي أن أفتح صالون تجميل خارج المنزل... فمن قبل لم يكن يسمح لي بالخروج من المنزل".

تتابع سرد قصتها قائلة:" من الأمور التي زادت من حجم التفاعل معي هو قيامي بجلسات تصوير لعرض الملابس بعدما أصبحت أتعامل مع أحد المحال التجارية حيث أسوق لبضاعته عبر حسابي على إنستغرام وسناب شات، وهذا ما طوّر عملي".

في مرحلة لاحقة، تقول فوشي إنها أصبحت شغوفة بمجال التصوير وهو ما ضاعف متابعيها وزاد من شهرتها، لافتة إلى أنه بالإضافة إلى كونها فنانة تجميل تقوم بالرسم على الوجه كتجميل الهالوين ومكياج الأطفال، وهو ما زاد عدد متابعيها بشكل كبير.

وتشرح طبيعة عملها فتقول:"لدي أيام للعمل كفنانة تجميل وأيام للزبائن والمواعيد وأيام للإعلان حيث أقوم بالذهاب للمحلات التي أتعامل معها وأختار الملابس لترويجها، وأيام لجلسات تصوير إطلالاتي وذلك حسب جدول زمني وضعته بنفسي، وطبعا هذا كله يدر علي دخلاً جيداً".

منى غناية… تحول كبير

يتابع منى (22 عاماً) على إنستغرام اليوم 14 ألف متابع والآلاف على سناب شات، وهي خريجة علوم حاسوب وطالبة طيران حالياً.

تحكي لرصيف22 بعضاً من تفاصيل بدايتها في هذا العالم، وتقول:"أعرض على مواقع التواصل أخبار التجميل والعناية بالبشرة والموضة وأيضاً جزءاً من يومياتي، وأقوم كذلك بالإعلانات المدفوعة على هذه المنصات. بدأت قصتي عام 2014، أيام دراستي في الخارج، وكان ذلك ناتجاً عن شعور بالفراغ والملل لكنه تحول إلى منصة لها جمهور أتواصل معه يفيدني وأفيده، وأصبحت أقوم بأنشطة عليها مثل تعليم التجميل ونقاش مواضيع الجمال والأسرة والمجتمع".

وأشارت منى إلى أن التحول الكبير في نشاطها كان عام 2016، حيث قالت:" أصبحت تأتيني عروض لأقوم بالدعاية وكنت أول مدونة موريتانية في سناب شات وأول واحدة تقوم بالدعايات".

هاجر صعب… مسؤولية كبيرة

عمرها 22 عاماً ويتابعها على إنسنغرام 26 ألف متابع وآلاف على سناب شات، وهي من أب سوري وأم مغربية لكنها تعيش في موريتانيا وجمهورها موريتاني.

تقول لرصيف22: "أنا ميكب أرتست (فنانة مكياج) و لست فاشنيستا... أنا بعيدة كل البعد عن عرض الأزياء لكنني خبيرة تجميل. بدأ نشاطي على سناب شات منذ أربع سنوات تقريباً، أما إنستغرام فكان من حوالي سنتين"، شارحة: "كان تركيزي في البداية منصباً على سناب شات إذ كنت أتواصل مع الناس عن طريقه يومياً، أما إنستغرام فلم يكن مهماً عندي إلى أن اكتشفته ما فيه من ميزات في مجال اهتمامي، ففتحت صفحة خاصة وبدأت أطور نفسي أكثر فأكثر".

تشرح هاجر طريقة عملها، وتقول:"أشارك صوراً وفيدوهات تشرح كيفية وضع مستحضرات التجميل بشكل سليم، وهي محاولة مني لمساعدة الفتيات اللواتي لا خبرة لديهن في وضع المكياج وكذلك الفتيات اللواتي لا يملكن قدرة مادية للذهاب لمراكز التجميل وكذلك أقوم بنصائح تجميلية، وأيضا أقدم نصائح علاجية للبشرة، متل ماسكات اللبنات، ولا أنصح إلا بما جربته من قبل... فالأمر مسؤولية كبيرة".

داتا محمد…أسعد لحظة

داتا موريتانية من مواليد ليبيا وتبلغ من العمر 30 عاماً، هي ربة منزل ولها أطفال كما يتابعها على إنستغرام 31 ألف متابع.

تقول: "كنت مهتمة بعالم التجميل، ونتيجة لسفري المتكرر ونشاطاتي حيث كنت مسؤولة عن الأنشطة النسائية المسلمة في مدينة واتفورد أيام إقامتي في فنلندا لم يكن لدي رهاب اجتماعي وكنت مستعدة للتواصل مع عدد كبير من الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

وتوضح داتا: "كلما كنت أضع مكياجاً لنفسي كانت تأتيني تعليقات إيجابية وتساؤلات حوله، ومع الوقت اكتشفت أنني قادرة على تحويل هذا الشغف إلى وظيفة وقررت أن أطور نفسي وحصلت على شهادة في العناية بالبشرة ".

تلفت داتا قائلة: " على مدار سنتين من التركيز في هذا المجال أصبح لدي قاعدة جماهيرية، وفي عام 2017 قدمت إلى موريتانيا وفتحت مركزاً تجميلياً، وبات لدي زبونات من زوجات الوزراء والمسؤولين، كما أشرفت على دورات تدريبية حول التجميل في نواكشوط".

ردود الفعل

لم يمر ظهور الفتيات واختيارهن مجال التدوين حول الجمال ونشر صورهن كعارضات مرور الكرام، لا لدى الجمهور الموريتاني ولا من قبل عائلاتهن.

فوشي، منى غناية، هاجر صعب، داتا محمد... فتيات موريتانيات وجدن شغفهن في عالم إنستغرام وسنابشات، فبدأن نشاطهن منذ سنوات كمدونات موضة وفاشنستاز وفنانات تجميل. ماذا يروين عن التجربة؟
لم يمر ظهور فتيات واختيارهن مجال التدوين حول الجمال ونشر صورهن كعارضات مرور الكرام، لا لدى الجمهور الموريتاني ولا من قبل عائلاتهن... أربعة فتيات تحدثن لرصيف22 عن تجربتهن في عالم الجمال والموضة في المجتمع الموريتاني

من جهتها، تخبر فضيلة أن أهلها تعاملوا جيداً مع الأمر، لكن تعرضهم للضغط من قبل الأقارب جعل الأمور صعبة عليهم، وهو ما تقول فضيلة إنها تفهمه لأن "السبب وقتها أن الناس لم تكن تعرف هذا المجال ولا تفهمه، وكنت أنا من أول البنات اللواتي نشرن صورهن".

غناية  تقول بدورها إنه "في البداية، كان هناك رفض للفكرة واستغراب لكوني أعرض وجهي على هذه المنصات وأتحدث في شبكات التواصل الاجتماعي ومع الوقت تم تقبل الأمر ولم يعد الأمر يثير الاستغراب وانتشرت الفكرة".

ولم يختلف الحال مع هاجر كذلك التي تخبر عن تعامل أهلها: "والدي كان أول شخص ساندني ودعمني ولم يكن لديه أي مانع من أنشر وجهي على شبكات التواصل الاجتماعي في حالة أن الأمر يساعدني في مسيرتي المهنية... فهو شخص منفتح كثيراً".

لكن داتا محمد لها قصة مختلفة. تقول: "تعامل المجتمع معي كان صعباً... فأنا من وسط محافظ جداً، وكنت أظهر وجهي وأستخدم مساحيق التجميل على العلن ما جعل ردود الفعل السلبية وخاصة من الأسرة، لكنني كنت أتجاهل الأمر لأنني مقتنعة بأنني لا أقوم بأمر حرام"، معقبة بالقول: "مرحلة الشهرة الحقيقية كانت سلبية لأن كثرة المتابعين جعل صوري تنتشر في كل مكان، وحينها طلبت فتوى في الأمر وقيل لي إن الأمر حرام، ففضلت الانسحاب وأغلقت صالون التجميل تحت ضغط الأسرة وهو ما أثر عليّ كثيراً لأن هذا الأمر هو شغفي". 

طموحات وأحلام

لكل واحدة من الفتيات طموحات وأحلام. ففوشي تحلم بالوصول إلى العالمية، حيث قالت:" من طموحاتي المستقبلية هي أن يكون لدي مركز تجميل كبير يحمل اسمي متعدد الاختصاصات، ومن طموحاتي أيضاً أن أصنع ماركة ماكياج تحمل اسمي".

ووجهت كذلك رسالة إلى المرأة الموريتانية، قائلة:" أنصح كل امرأة موريتانية بالخروج من المنزل وأن يكون لها دور ونشاط في المجتمع، وأن تكون قوية وتعمل".

بدورها تحلم هاجر بامتلاك محل تجميل فخم ومساعدة النساء حتى يطورن من أنفسهن وأن تظل عند حسن ظن متابعيها.

ولمنى غناية كذلك طموحاتها لكنها ليست في عالم الجمال والموضة وشبكات التواصل الاجتماعي رغم أنه شغفها، حيث قالت:" طموحاتي ومشاريعي أساساً في مجال دراستي كالطيران والمعلومات، أما مجال شبكات التواصل الاجتماعي فهو هواية وترفيه. وختمت بنصيحة الفتيات بأن يكون لديهن طموح وأن لا يقبلن بأن يقف أي أمر في وجه طموحهن.

أما داتا فتأمل بالعودة لعالم التجميل وفتح منتجع متطور في موريتانيا، حيث قالت إن أهلها باتوا أكثر تفهماً لعملها، مردفة: "نصيحتيللشابات الموريتانيات هي الاعتماد على أنفسهن ودراستهن، وتنمية مواهبهن وعدم الخجل بها". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image