بعد نضال والدته وكفاحها من أجل "حقه"، قضت محكمة جنايات مصرية، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، بالسجن 5 سنوات على اثنين من المشاركين في واقعة قتل الطفل يوسف العربي، نجل الناشطة الحقوقية المصرية مروة قناوي بالخطأ خلال أيار/مايو عام 2017.
وكتبت قناوي عبر حسابها على فيسبوك "الحمد لله حق يوسف رجع". وأفاد المحامي والحقوقي المصري مالك عدلي بأن "محكمة الجنايات قررت معاقبة اثنين من المتسببين بقتل يوسف العربي ابن العزيزة مروة قناوي، وهما ضابط شرطة سابق ونجل برلماني سابق، بالسجن خمس سنوات بتهم حيازة أسلحة وذخائر والقتل والإصابة الخطأ".
إعادة المحاكمة
وأشارت قناوي في تصريحات لمواقع محلية إلى أن المحكمة قضت بسجن المتهمين 3 سنوات بجرم حيازة سلاح، وعامين بجرم القتل الخطأ ليوسف، وذلك خلال جلسة الحكم لدى إعادة المحاكمة.
"حق يوسف رجع إليه"... بهذه الكلمات احتفت مروة قناوي، والدة يوسف، بحكم سجن اثنين من المتسببين بقتل ابنها، وذلك بعد سنتين من النضال تخللهما إضرابها عن الطعام لمدة شهرين
وأوضحت أنها فوجئت بالنطق بالحكم في حين كانت تتوقع استمرار المحاكمة وتأجيل النطق بالحكم مرة أخرى، مشددةً على أنها كانت "متوترة بشدة".
وأعربت قناوي عن رضاها قائلةً: "حق يوسف رجع إليه. لم أكن أرغب إلا في أن يسجن المتهمون بقتله والحمد لله حصل ذلك".
ولم يبق لدى المتهمين سوى درجة واحدة من التقاضي أمام محكمة النقض.
وكان محكمة مصرية قد قضت في أيار/مايو الماضي بسجن 3 متهمين، بينهم اثنان هاربان، 7 سنوات على ذمة القضية، وبرأت رابعاً.
وسلم المتهمان الهاربان طاهر محمد أبو طالب (ضابط مفصول) وخالد أحمد عبد التواب (نجل عضو مجلس الشعب السابق في الفيوم) نفسيهما إلى السلطات تمهيداً لاستئناف الحكم الصادر بحقهما.
الرصاصة الطائشة
وقتل يوسف (13 عاماً) الذي عرف إعلامياً بـ"ضحية الرصاصة الطائشة" بطلقة أصابته في الرأس عندما كان واقفاً أمام أحد المحال مع صديقه، فيما خلصت تحقيقات النيابة العامة إلى أن الرصاص انطلق من أحد الأفراح القريبة بعد "إطلاق نار عشوائي".
وتسببت رصاصة بدخول الطفل يوسف في غيبوبة استمرت 12 يوماً، قبل وفاته.
ولأنها اعتادت النضال في الميدان الحقوقي، حاربت قناوي من أجل "حق" ابنها الراحل، متمسكةً بضرورة معاقبة المجرمين ليكونوا عبرةً، وكذلك ليصدر حكم يردع ظاهرة "إطلاق النار العشوائي" و "الإفلات من العقاب".
وفي آذار/مارس الماضي، بدأت إضراباً مفتوحاً عن الطعام للضغط على السلطات للقبض على المتهمين الهاربين والإسراع في سير القضية مع اقتراب الذكرى الثانية لرحيل نجلها.
وبرغم تدهور حالتها الصحية، استمرت قناوي في إضرابها نحو شهرين، وفكّته في أيار/مايو الماضي عقب الحكم الأول بسجن المتهمين غيابياً.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بادر كثيرون إلى تهنئة "الأم الجدعة التي آوحت (ناضلت) وتمسكت بحق ابنها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...