أبدى الجمهور والوسط الفني دعماً كبيراً للفنان الشاب رامي جمال بعدما كشف عن إصابته بمرض البهاق، متحدثاً عن معاناته من "نظرة" ورد فعل الناس على ذلك.
وأعلن رامي عن إصابته بالبهاق في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: "منذ فترة ظهرت بقع بيضاء في جسمي وبعد الفحص الطبي تبين أنه البهاق. جربت علاجات كثيرة وأطباء كثر ولم أفلح، ورضيت بالأمر لأني علمت أن الحزن يساهم في زيادة انتشاره".
إما الاعتزال أو التقبل
وكشف جمال أن السبب الحقيقي لمعاناته لم يكن في المرض في حد ذاته وإنما ردود فعل الناس عندما لاحظوا ظهور هذه البقع، حيث تساءل بعضهم إذا ما كانت معدية، بينما نصحه آخرون بالبحث عن عمل آخر بحجة أن "الناس مش هتقبلك كدا".
وشدد على أنه جاهد طيلة عام كامل لإخفاء معالم المرض، ما تركه في حالة من القلق والضيق قبل كل حفل أو مناسبة فنية.
وختم جمال منشوره مخاطباً الجمهور بالقول: "لدي حلان: إما أن أعتزل أو تتقبلوني بمرضي رحمةً بي وبكل من ابتلي بهذا المرض"، موجهاً الشكر لأسرته على تقبله ودعمه في كل صورة.
رسائل دعم وحب
بداية، خرجت زوجة جمال، الفنانة ناريمان، في مقابلة لتخبره أنها "لم تكن تتمنى أن تحظى بزوج مثله"، داعيةً الله أن يبارك في عمره لأجلها.
تامر حسني أكد لجمال الذي وصفه بـ"الفنان الكبير والصديق الحقيقي والمحترم" أن "الجمهور يحبه لفنه وشخصه لا لشكله" وأنه سيحقق "نجاحات أكثر في الفترة المقبلة".
بدورها، قالت الفنانة اللبنانية إليسا له: "ممنوع تغيب وممنوع يكون البهاق عذر لغيابك. تقول إنك ابتليت بالبهاق، بينما ناس ابتليت بالكذب والخيانة والسرقة وما هزت. الحكاية حكاية روح مش شكل".
الناشط المصري البارز وائل غنيم وجه أيضاً رسالة لجمال قال فيها "يا عم رامي صوتك حلو وإحساسك حلو. بنحبك يا باشا وبنحب صوتك... وآدي صورتي وتغير اللون من كتير"، كاشفاً عن إصابته بالبهاق للمرة الأولى.
نقيب الفنانين المصريين هاني شاكر دعم جمال كذلك، ودعاه إلى مشاركته الغناء في حفلته المقبلة، متمنياً عليه ألا يترك المرض يشعره بأنه "أقل من أي شخص آخر".
وكانت الفنانة أنغام أكثر إيجابية في دعم جمال، حيث نشرت عبر حسابها على فيسبوك صورةً تجمعها به وبزوجها الموزع أحمد إبراهيم، معلقةً عليها "من داخل أستوديو أحمد نعمل على أغنية جديدة ونجاحات جديدة مع رامي".
من وضع معايير "الشكل المثالي للفنان"؟
المعاناة التي حكى عنها جمال كشفت كم الضغوط التي يعيشها الفنان قبل كل "طلة" أمام الجمهور.
وسلطت قصة الفنان الشاب أيضاً الضوء على "الوصمة" المرتبطة ببعض الأمراض، نتيجة للأفكار المغلوطة أو قلة الوعي بطبيعتها، ومنها البهاق الذي يظن البعض أنه "جرب" أو ناتج عن قلة عناية بالنظافة الشخصية، وأنه معدي وغيرها من الأفكار التي تدفع ناحية "النفور والابتعاد" عن صاحبه.
دعم واسع حظي به الفنان المصري الشاب رامي جمال عقب رواية معاناته مع مرض البهاق… لكن قصته دفعت كثيرين للتساؤل حول "وصمة بعض الأمراض" و"الصورة المثالية المفترضة" للفنان
"يغيب عن البعض أن الفنان إنسان يمرض ويتعرض لحوادث قد تغير صوته أو شكله"... رامي جمال كشف عن إصابته بالبهاق والضغط الذي يعيشه. مشاهير كثر مروا بضغط مماثل، فكيف تعاملوا مع الأمر؟
لعل هذا ما دفع البعض لتذكير رامي بفنانين عالميين وحتى عارضات أزياء تحدين "النظرة النمطية النافرة" من المصابين بالبهاق.
من بين هؤلاء عارضة الأزياء الكندية ويني هارلو التي أصيبت بالبهاق وهي طفلة، لكنها اختارت العمل كعارضة أزياء لتؤكد للجميع أن تغيّر لون جلدها ليس عائقاً أبداً، حتى باتت "أيقونة" لجميع المصابين بالمرض حول العالم.
واستدعى البعض قصة العارضة الأمريكية برينان رايس التي ظلت تخفي إصابتها بالبهاق لنحو 10 أعوام قبل أن تقرر الكشف عنها في صورة بدون مكياج.
نماذج عربية تصالحت مع إصابتها بالبهاق ولم تخش الإعلان عنها، من بينها الفنان السعودي فايز المالكي الذي قدم نصائح لـ"التعايش مع البهاق" أبرزها "القبول والشعور بالرضا وتقبل الذات".
الإعلامية المغربية الشابة مريم سعيد هي الأخرى لم تخجل من إعلان إصابتها بالبهاق في سن الثلاثين، موضحةً أن حديثها ليس بقصد جلب "التعاطف والشفقة وإنما لتؤكد للجميع المشاهير يمرضون وتوجد في أجسادهم عيوب أيضاً".
كما حظيت عارضة الأزياء السعودية شهد سلمان بإعجاب كثيرين وتصدرت غلاف مجلة "فوغ" في وقت سابق من العام الحالي.
لا صورة ثابتة لكن "مثالية عامة"
من جهتها، تعتبر الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن "الناس في جميع المجتمعات اعتادوا رؤية الفنان في صورة جيدة، أقرب للمثالية، إلى جانب الموهبة والأداء لأنه يكون في مكانة مميزة ومحبوب ويتقاضى أجور عالية".
وتقول في حديثها لرصيف22: "يغيب عن البعض أن الفنان إنسان يمرض ويصاب ويتعرض لحوادث شأنه شأن أي شخص عادي"، مستطردة: "لا يتقبل الجمهور أي عيب فج يغير ملامح الفنان الذي أحبوه واعتادوا رؤيته في صورة معينة… عماد حمدي لم يكن وسيماً مثلاً لكنه كان فتى شاشة ومرغوباً لأن شكله اتفق مع مقاييس الجمال في زمنه".
لا تحيل الأمر خيرالله بالضرورة إلى صورة واحدة أو ثابتة لـ"الكمال الشكلي" للفنان في الوقت الحالي أو في أي وقت، حيث تعتبر أن "محمد رمضان فنان يؤدي أدوار البطولة ولديه انتشار واسع رغم أنه ليس وسيماً… لم يطلب الجمهور منه أن يكون أشقراً لكن يفترض ألا يتغير شكل جسده الحالي، كأن يظهر له كرش مثلاً".
وترى خير الله أن المكياج يداري الكثير من عيوب المظهر أو الجسد لدى بعض الفنانين، متمنيةً لو أن الجمهور يتعامل بوعي أكبر مع "الحالات المرضية" والطارئة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...