شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"المطلقة" لكارول سماحة صرخة ضد الأفكار الشرقية النمطية أم ترسيخ لها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 29 مارس 201908:48 م

أطلقت الفنانة اللبنانية كارول سماحة أغنية "المطلقة" يوم 25 مارس/آذار الجاري، وأثارت الأغنية التي كانت تهدف إلى تصحيح المفاهيم والصورة الظالمة للمرأة المطلقة بالمجتمعات العربية الشرقية جدلاً بشأن تحقيقها الهدف المرجو أو إهانة المطلقات في المقابل.

تبدأ الأغنية وتظهر الفنانة وهي تجلس على كرسي مرتديةً ملابس سوداء ورأسها منخفض ثم ترفعه تدريجياً كاشفةً عن ملامح وجهها الحزينة، وفي الخلفية صوت يقول " حكم عليّ بالوحدة والجريمة مطلقة... حيّك الناس لي من ألسنتهم مشنقة وصار لقبي مطلقة".

رسالة وهدف

ثم تردف: "ممنوعة أن أُعشَق، للاستعمال السريري فقط مع شهادة خبرة مصدقة. امرأة مستعملة.. زورق بأشرعة ممزقة. يراني الرجال سريراً أو كوب رغبة يريدون منه معلقة. كأنني محطة انتظار يزورها الجميع لكن لا أحد بها يبقى .. نعم أنا المطلقة".

ثم يعلو صوتها القوي بالغناء وهي تقول "نعم أنا الحرة التي أبت أن تحكمها ورقة ما زلت صالحة للحب، فالروح عذراء يا حمقى".

الأغنية التي مدتها ثلاث دقائق، من تأليف علي المولى وألحان وتوزيع ميشال فاضل وإخراج بهاء خداج، أيقظت جدلاً واسعاً بشأن مدى تعبيرها عن المطلقة ودحضها للأفكار النمطية المسيئة للمطلقات في المجتمعات الشرقية.

أطلقت الفنانة كارول سماحة أغنية "المطلقة" لتثير جدلاً بشأن كونها صرخة تدحض النظرة المهينة والخاطئة للمطلقات أو ترويجها لما يقال عنهن.
دعمت الفنانة نوال الزغبي، وهي مطلقة، أغنية كارول سماحة الجديدة لكن البعض يراها مهينة..تعرفوا على وجهات النظر المختلفة بشأن هذه الأغنية المثيرة للجدل.

عن تجربة!

وكانت الفنانة نوال الزغبي في طليعة المهنئين والمعبرين عن إعجابهم بالأغنية، إذ غردت عبر تويتر "شو هالموضوع، شو هاللحن، شو هالأداء الرائع كارول. مبروك أبدعتي"، لترد عليها كارول "كنت متأكدة أنك أول الأشخاص اللي هيوصلهم إحساس القصيدة الغنائية خصوصاً إنك عن تجربة شخصية (تقصد كون نوال مطلقة)".

إيمي عادل (33 عاماً) مطلقة منذ ستة أشهر، ترى الأغنية لا تعبرإلا عن "جزء ضئيل للغاية من معاناة المطلقات في المجتمعات العربية". وتلفت إلى أن هناك الكثير من الأفكار المهينة التي تُرشق بها المطلقة بشكل يومي ويٰرشق بها أطفالها أيضاً ولم تتطرق الأغنية إليها. وتصف عادل الأغنية بأنها لا تعالج سوى "القشرة الخارجية" من حيوات المطلقات.

حقيقة ..مؤلمة

لكن مروة إبراهيم، مطلقة قبل خمس سنوات، تعتقد أن الأغنية مهينة، رغم أنها لا تنكر أن ما ورد بها "حقيقة واقعة" لكنها تصر على أنها "حقيقة مؤلمة لا تستحق التخليد والتدوين"، وتستغرب كيف تناصر بعض المطلقات الأغنية التي تراها "موجعة ومهينة".

وتتفق معها أريج علي، مطلقة منذ عام واحد، وتتساءل كيف يعمّق الفن معاناة البشر بهذه القسوة وذاك الجحود، مشيرةً إلى أنها "بكت كثيراً وقت أن سمعت الأغنية وشعرت بالحرج إذا سمعها طفلاها ذات يوم".

ترى داليا فكري، وهي صحافية مصرية ومؤلفة رواية "تاليا ورفيق" عن العلاقات بين الرجل والمرأة، أن الأغنية وفقت في التعبير عن الصورة النمطية المهينة التي ينظر بها الرجل الشرقي للمرأة المطلقة والتي عادةً يراها "محرومة عاطفياً" و"ذات خبرة جنسية" ينبغي أن يستغلها.

"ولى زمن الصمت"

وترد فكري، وهي رئيسة لجنة المرأة بحزب المحافظين المصري، ومطلقة في الوقت نفسه وعانت ما عانته المطلقات في الشرق، على الآراء التي تهاجم الأغنية بزعم أنها "تكرس" الصورة النمطية السلبية عن المطلقة، قائلةً "لا ينبغي أن نضحك على بعض، هذه الصورة قائمة ولم تستحدثها الأغنية بل هي تنهرها".

وتردف: "إن كان هناك ما أعيبه على الأغنية هو أنها لم تطُلْ أكثر لمهاجمة هؤلاء الذين يروجون لتلك الصورة بكل قوة كما فضحت فكرهم المريض".

هاجر محمود، مطلقة منذ عامين، تصف الأغنية بـ"الجريئة"، وتنفي فكرة أنها تروج للأفكار السلبية التي تؤكد أنها شائعة لا ينقصها أي ترويج.

أما نيرمين أبو سالم، مؤسسة مجموعة "أمهات مصر المعيلات" عبر فيسبوك وقوامها أكثر من 53 ألف عضو، فتعتبر أن تسمية "أنا حرة" أنسب للأغنية، مشيرةً إلى أنها تعد "صفعة على وجه الثقافة الشرقية، إذ عرّت الحقيقة المؤلمة والمخجلة للمجتمع الشرقي، وتحديداً الرجل للمرأة المطلقة".

وتشدد أبو سالم على أن "النظرة العنصرية غير المتحضرة التي توضحها الأغنية واقعية، وأن هذا هو سبب اعتراض البعض على الأغنية"، معتبرةً أن ذلك كله يبرهن أن الأغنية "جت على الجرح".

أضافت: "اعتاد الرجل الشرقي أن تقبل المرأة هذه المعتقدات المريضة في صمت. لكنني أعتقد أن زمن الصمت والذل والمهانة والاستسلام لهذه الأفكار قد انتهى. فنحن الآن (المطلقات) لم نعد نقبل أي إهانة قولاً أو فعلاً".

واختتمت: "يطلقون عليها (وقاحة)، لكني أرى الوقاحة بل منتهى الوقاحة في تلك النظرة التي ينظر بها الرجل للمرأة أياً كان وضعها أو لقبها في مجتمعاتنا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image