نفى الكاتب المصري أحمد مراد، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، الإساءة إلى الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ في تصريحات منسوبة إليه تعتبر أعمال الراحل "غير مناسبة للعصر"، واصفاً إياها بالـ"شائعات"، ونافياً ما ورد فيها "قولاً ومضموناً".
وفي بيان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال مراد (41 عاماً): "تداول أحد المواقع الإخبارية الشهيرة خبراً مفاده أنني وصمت الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ بأن ‘رواياته لا تتناسب مع العصر‘، وهو كلام محرف مسيء لم يصدر عني في حق مثلي الأعلى في الكتابة الذي أكن له كل احترام وتقدير، وطالما تحدثت عنه بفخر داخل مصر وخارجها".
"أستاذي ومثلي الأعلى"
وأضاف: "لو كنت تعرضت للأستاذ بأي شكل، لكان جمهور الندوة والفنانون الحاضرون تصدوا لي"، مستغلاً الفرصة ليؤكد مجدداً "وجوب عدم تصديق أي وسيلة إعلامية لا هم لها سوى إثارة الجدل للحصول على متابعات كثيرة".
وتابع: "صورة الأديب الكبير نجيب محفوظ في وجداني ووجدان الجمهور راسخة كرمز لأديب متميز حفر اسمه بين عظماء الأدب في العالم"، لافتاً إلى أن تلك"الوسيلة الإعلامية تروّج لما هو غير صحيح للإساءة إلى شخصي والنيل من محبة قرائي لي بغير وجه حق"، وفق قوله.
مداخلة علي DMC بخصوص ما يتداول من تصريحات مغلوطة عن الأديب العالمي نجيب محفوظ#أحمد_مراد pic.twitter.com/PHYhExDlma
— Ahmed Mourad (@Ahmed_Mourad) November 7, 2019
ودعا الجميع لمشاهدة ما قاله، في حضور المنتج اللبناني صادق الصباح والفنانة المصرية ليلى علوي والفنان عابد فهد، مشيراً إلى وجود "مؤامرة تستهدف شخصه وتسعى إلى شغل الرأي العام بأكاذيب نبتت ونمت في ذهن من حررها".
ووردت تصريحات مراد المثيرة للجدل خلال جلسة حوارية بعنوان "الكتب وصناعة السينما" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام الجاري.
حرية رأي أم جهل؟
ونقل موقع "اليوم السابع" المحلي عن لسان مراد، في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أن "الكاتب ينبغي أن يراعي في كتابة الرواية التطور العصري ليتناسب (ما يكتبه) مع التقدم من حيث سرعة الأحداث، مستشهداً بروايات العالمي (محفوظ) معتبراً أن إيقاعها بطيء لا يتناسب مع الإيقاع الحديث الآن".
وفور تداول التقرير، هاجم الكثيرون مراد مستغربين تجرُّئه على "انتقاد" قامة مثل "أديب نوبل" فيما الكثيرون لا يعرفون اسمه بعد.
هجوم شديد على الروائي المصري أحمد مراد عقب حديثه عن حاجة روايات نجيب محفوظ لـ"معالجة درامية تلائم العصر" يدفعه إلى نفي ما نُقل عن لسانه واعتباره "تحريفاً ومؤامرة"
بعد اتهامه بالإساءة لنجيب محفوظ... أحمد مراد يوضح أنه يتخذه مثلاً أعلى في الكتابة، والأديب المصري أحمد الخميسي يصفه بـ"الجهل"
وانتقد الفنان المصري عمرو واكد، بشكل خاص، إطلاق مراد تصريحاته "خارج مصر، من الإمارات العربية" منبهاً إلى أن ما كتبه محفوظ أرقى كثيراً من "روايات التليفون المحمول"، في سخرية واضحة من مصطلح "الروايات العصرية" الذي أشار إليه مراد.
الانتقادات لم تقتصر على المستوى الشعبي، بل رد عدد من الأدباء والكتاب المصريين على مراد، منهم أحمد الخميسي، الذي كتب في حسابه على فيسبوك: "من حق أي شخص أن يقول رأيه في أي حاجة وفي أي أديب وفي أي سياسي، هذا صحيح بشكل عام. لكن عندما يتمسك البعض حتى الآن بأن الكرة الأرضية مسطحة فهذا ليس رأياً بل جهل، وعندما يسب أحد كاتباً أو شخصية عامة سباباً واضحاً فهذا ليس رأياً بل مسبة".
وأضاف: "ما قاله مراد لا يدخل في باب الرأي لأنه ينم عن الجهل فقط، فقد قال إن إيقاع روايات محفوظ بطيء ومن ثم لا يتناسب مع العصر، وهكذا جعل الإيقاع هو الفيصل في الأدب! وبذلك المعيار يتعين علينا أن نسقط من الأدب رواية دون كيخوت وآنا كارنينا والجريمة والعقاب وأيضاً كل أعمال شكسبير التي انقضى على كتابتها نحو 500 عام ولم يعد إيقاعها يناسب العصر!".
على الجانب الآخر، دافع بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن "حرية الرأي"، مؤكدين أنها لا تشترط بالضرورة أن يكون ذلك الرأي "رشيداً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومتحليل رائع. لم يخطر ببال هذا التأثير المحتمل لمسلسلات الطفولة.
لطيفه محمد حسيب القاضي -
منذ يومقصة جميلة
لطيفه محمد حسيب القاضي -
منذ يومقصة جميلة
Mohammed Liswi -
منذ 4 أياممقال أكثر من رائع. قمة الإبداع والرقي. شكرا.
Salim Abdali -
منذ 5 أياماتابع يومياتك الأليمة، وشكرا يا شاعر لنقلك هذه الصور التي رغم الالام التي تحملها، الا انها شهادات تفضح غياب الضمير الانساني!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامماذا لو أن النبي بداية منذ أواخر سنواته الشريفات وحتى اليوم كان محروماً من حقوقه في أمته مثلما أن المرأة قد حرمت حقوقها وأكثر؟ وأنه قد تم إيداعه "معنوياً" في غرفة مقفلة وأن كل من تصدر باسمه نشر فكره الخاص باسمه بداية من أول يوم مات فيه النبي محمد؟ إن سبب عدم وجود أجوبة هو انحصار الرؤية في تاريخ ومذهب أو بالأحرى "تدين" واحد. توسيع الرؤيا يقع بالعين على مظلومية محمد النبي والانسان الحقيقي ومشروعه الانساني. وجعل القرءان الدستور الذي يرد اليه كل شيء والاطلاع إلى سيرة أهل البيت بدون المزايدات ولا التنقصات والتحيزات يرتفع بالانسان من ضحالة القوقعة المذهبية إلى جعل الإنسان يضع الكون كاملاً والخليقة أمام عينيه ولا يجعله يعشق التحكم في الآخر.
إن وصف القرءان للنساء بأنهم نساء منذ طفولتهن بعكس الرجال الذين هم بنين ثم يصيرون رجالاً هو وصف بأن المرأة منذ الصغر تولد أقرب بكثير للتقوى الذي هو النضج وكف العدوان بينما للرجل رحلة طويلة في سبيل التقوى التي هي كف العدوان وليس فقط تدوير المسبحات في الأيدي.
مشروع محمد لم يكتمل لأن "رفاقه" نظروا له على أنه ملك ويجب وراثته والتعامل مع تراثه كملك. أما الذين فهموا مشروعه وكانوا أبواب المشروع الانساني فقد تم قتلهم وتشريدهم وفي أحسن الاحوال عزلهم السياسي والثقافي حتى قال الإمام علي أنه يرى تراثه نهباً أي منهوب.