في 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يصعد المخرج السينمائي المصري شريف عرفة إلى خشبة مسرح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الحادية والأربعين، لتسلم "جائزة فاتن حمامة التقديرية" تكريماً له عن مجمل أعماله.
يأتي التكريم بعد أسابيع قليلة من أحدث أفلام عرفة، "الممر" الذي اتهمه نقاد بأنه محاولة من الدولة المصرية لتلميع صورة جيشها الذي شملته اتهامات منظمات دولية بممارسة انتهاكات ضد المدنيين في سيناء بحجة محاربة الإرهاب، فيما يتهمه معارضون في الخارج، منهم المقاول والفنان محمد علي، بالفساد.
في المقابل، تقول إدارة المهرجان إن تكريم عرفة يأتي "تقديراً لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود".
وبحسب بيان للمهرجان، صدر يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، فإن عرفة "بلا شك إحدى أيقونات السينما المصرية، يجيد استخدام سحر السينما في إبهار الجمهور، واستطاع في أعماله أن يجمع القيمة الفنية والجماهيرية".
من هو شريف عرفة؟
ولد المخرج والمؤلف والمنتج عام 1960، وتخرج من المعهد العالي للسينما في القاهرة عام 1982، وهو ابن المخرج سعد عرفة والشقيق الأكبر للمخرج عمرو عرفة.
قدم عرفة أفلاماً عديدة للسينما المصرية، أحدثها "الممر" الذي تناول إحدى عمليات الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف.
ووفرت السلطات المصرية كل التسهيلات للفيلم، كما وفر له الجيش المصري طائراته الحقيقية، وهذا ما جعل كثيرين يعتبرون أن الفيلم خرج من عباءة النظام الذي يُتهم باستغلال الفن لتلميع صورته، وفي المقابل لا يوافق على أفلام سينمائية تنتقد الأوضاع السياسية أو الاجتماعية التي تعانيها مصر في السنوات الأخيرة.
قدم شريف عرفة أفلاماً عديدة لاقت استحسان النقاد، منها "اضحك الصورة تطلع حلوة" مع الممثل الراحل أحمد زكي... يستمر المخرج بحصد الجوائز ومنها واحدة قريبة، لكن ما علاقة احتفاء السلطات المصرية الفاقع بفيلمه الأخير؟
في بداياته السينمائية عام 1987، قدم عرفة فيلم "الأقزام قادمون" من تأليف ماهر عواد، ولم يحقق أي نجاح، ثم قدم "الدرجة الثالثة" مع الممثلة المصرية الراحلة سعاد حسني، ولم ينجح الفيلم، وبعده دخلت حسني في فترة اكتئاب شديدة.
وقدم عرفة أفلاماً عديدة حققت نجاحاً في دور العرض المصرية لكن اتهمها نقاد بأنها ضعيفة فنياً ووصفوها بالتجارية، منها "عبود على الحدود"، و"الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام"، و"فول الصين العظيم"، و"مافيا" و"ولاد العم".
لكن، في المقابل، قدم عرفة أفلاماً لاقت استحسان النقاد، منها "اضحك الصورة تطلع حلوة" مع الممثل الراحل أحمد زكي، و"الجزيرة" مع الممثل أحمد السقا.
عمل عرفة مع كبار النجوم المصريين، منهم أحمد زكي وعادل أمام، ويحسب له اكتشاف مواهب صارت من نجوم السينما المصرية منهم الراحل علاء ولي الدين ومحمد هنيدي ومنى زكي ومحمد سعد ونور وأحمد حلمي وهيثم أحمد زكي وغيرهم.
وإلى جانب عمله في الإخراج، أنتج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية مثل فيلم "حليم"، ومسلسلَي "تامر وشوقية" و"لحظات حرجة"، وبرنامج "الناس وأنا"، من خلال شركة الإنتاج الخاصة به "بارتنر برو".
كما أخرج عرفة عدة إعلانات تلفزيونية لمنتجات مهمة ومعروفة، منها "بيبسي"، و"شيبسي"، وغيرهما.
ونقلت وكالة "رويترز" عن عرفة قوله: "عندما رشحتني إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للجائزة التقديرية التي تحمل اسم أيقونة الفن المصري والعربي فاتن حمامة شعرت بأن هذا التكريم من بلدي يطوّق عنقي، وأن اسم سيدة الشاشة العربية يمنحني تقديراً استثنائياً".
مكافأة بعد فيلم "الممر"؟
يرفض المنتج المصري محمد حفظي أن يكون المهرجان جامل شريف عرفة بسبب إخراجه فيلم "الممر"، قائلاً في اتصال مع رصيف22 إن عرفة من أهم المخرجين المصريين، ويستحق التكريم، مضيفاً أن القاهرة السينمائي يبحث عن كل المميزين لتكريمهم، ولا يوجد أي بعد سياسي وراء الجائزة.
وكان منتج فيلم الممر هشام عبد الخالق قال لرصيف22 في شهر آذار/مارس الماضي إن "الممر" هو الأعلى إنتاجاً في السينما المصرية، مؤكداً أن موازنته تخطت الـ100 مليون جنيه، في وقت رفض الاتهامات الموجهة للفيلم بأنه يروج للجيش المصري، أو يهدف لتلميعه، معتبراً أنه مجرد فيلم سينمائي عن الجيش.
منذ عرض "الممر" لم يتوقف الإعلام المصري المقرب معظمه من النظام عن استضافة نجومه، كما قامت قنوات مصرية بعرضه في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر، برغم أنه كان معروضاً في دور العرض.
ومنذ عرض الفيلم لم يتوقف الإعلام المصري المقرب معظمه من النظام عن استضافة نجومه، كما قامت قنوات مصرية عديدة بعرض الفيلم في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر، برغم أنه كان معروضاً في دور العرض.
وشارك في "الممر" عدد كبير من الممثلين، منهم: أحمد عز، وأحمد رزق، وإياد نصار، وأحمد فلوكس، ومحمد فراج، ومحمد الشرنوبي، ومحمد جمعة، ومحمود حافظ، وأمير صلاح الدين، وأسماء أبو اليزيد، ومحمود حجازي، والوجه الجديد ألحان المهدي، وهند صبري، وشريف منير، وأنعام سالوسة، وحجاج عبد العظيم.
وفي التفاتة غير مسبوقة، كانت "دار الإفتاء المصرية" قد علقت، في 8 تشرين الأول/أكتوبر، على الفيلم، إذ ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع للدار أن الفيلم "عمل فني وجَّه ضربة موجعة لقادة حروب الجيل الرابع الذين يستهدفون تثبيط الروح الوطنية ونشر التفرقة والاختلاف ويكيدون لمصر بوابل من الشائعات والأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...